في رثاء أخي الحبيب
صفوة الأحباب"
نـَادَيـتـُهُ والقَـلبٌ يَعصُرُهُ الأسَى
والعَينُ تَنعِي صَفوَةَ الأحبـَــــــابِ
******
هَل لِي بِلـُقـيَا مَن عَهـِدتُ لِقَاءَهُ
أَم أَنَّ شَـوقِي يَلـتـَقِيهِ عَــــذَابـِي
******
أَحُجـِبتَ عَنِّي بَيـــنَ أضَلَاعِ الثَّرَى
يـَا حِبُّ مَـــالَكَ لا تـَـرُدُّ جـَــــــوَابِي
******
بِالأَمسِ كـُنـَّا فِي الحَيـــاةِ سَوِيـَّةً
واليـَومَ مَاذَا هَل أطَــقــــتَ غِـيابِي؟
******
أنَسِيتَ دَارًا قَد عَشِقتَ رُبُـــوعَهَا
فِيهَا جُــمِـعــتَ بـِخِـيرةِ الأصحَـــابِ
******
قَـد كُنتَ فِيهَا للضَّعِــيفِ مُنَـــاصِرًا
فِي الكَــفِّ جُــودٌ لا يَعِـــيهِ حِسَابِي
******
وفُؤَادُكَ الحَـانِي يَفِيـضُ مَحَــبَّةً
تَأتِي الوُجُـــودَ بِأَطهَرِ الأَثـــــــوَابِ
******
ولِــحقِّ مَـــولَاكَ الجَلِـيلِ مُــؤَدِّيًا
تَرمِي عِدَاكَ بِأسهُمِ الآدَابِ
******
فَأَجَـابَ حِبِّي كَـيفَ لِي بِوِصَـالِكُم
وأنَا أقَــاسِي كُـربَتِي وَمُصَـــابِي
******
تـَــدرُونَ أنِّي لَستُ أمــلِـكُ حِيـلَةً
فالجـِسمُ تَحتَ جَنـَادِلٍ وتـُرَابِ
******
ولِسَانُ حَالِي يَشتَـكِي مِن ظـُلمَةٍ
فَالقَـبُـرُ فِــيهِ تـَقَـطَّـعَـت أنسَابِي
******
والوَجـــــهُ أَورَتهُ بـُنَــيـَّـــاتُ الثـــرى
فَأزَلنَ مِـــنهُ مَحَــاسِـنِي وَشَـبَابِي
******
والرُّوُحُ فـَـاضَت بِالخـُضُـــوعِ لـِـرَبِّها
لِله دَرُّك لا تـُطِـــيلَ عِتـَـــــابِي
******
فَأجَبتُ عُـــــذرًا إِن أَطَــــلتُ فَإنَّنِي
مِمَّا غَشَاكَ قَدِ افـتَقَـدتُ صَوَابِي
******
رَبَّــاهُ إنِّي قَد فـُجـِعـتُ فَكَـــيفَ لِي
أَن أَسـتَلِذَّ بِمَطعَـمِي وشَـرَابِي
******
وَيَدُ المَنِــــيـَّةِ قَــد تَسَـارَعَ بَطــشُهَا
بَاتَت تـُضَــاهِي رَفـَّـةَ الأَهدَابِ
******
قـَـد هَــزَّنِي مَــوتُ الحَبـيــبِ كَأنَّنِي
لَامَستُ رَعدًا مِن وَرَاءِ سَحَـابِ
******
أَدعُـــــوكَ ربِّي أَن تَجــُــودَ بِرَحــــمَةٍ
تَغشَى فُؤَادَاً ذَابَ فِي الأَعتَابِ
******
يـَــا رَبُّ أبــدِل مَا مَــــضَى مِن ذَنــبِه
حُســــــنًا وأكرمه بخير مئاب
******
وأجمَع كِلينَا فِي جِـنـَانِك مـِـــنـَّةً
يا مجري الأكوان والأحقابِ
سبأ البعداني
23\3\2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب