‏إظهار الرسائل ذات التسميات خاطرة كتابية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خاطرة كتابية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 6 سبتمبر 2020

حيَّ على الذكرى ..2 للكاتبة :- رويدا البعداني

حيَّ على الذكرى  2

رويدا البعداني

أتوارى خلف عباءة الليل حيث لا تراني أعينٌ متطفلة. أهمُّ ببث شكواي ولاأدري من أين سأبدأ؟ أسأل خبايا  نفسي ما الذي سيتغير إن تمتمت ببعض شجوني، وخففتُ عن كاهلي ثقل الليالي، أزيح الستار عن خلجات نفسي، وأسمح لثقب ضوء مسترسل خفية بالدخول إليّ. انتصب حينها كالألف وأدعي القوة التى أساسها وهن، وأكابر في الظلام بشموخ *أُنثى*.

أحاول لثم نسائم الليل بلهفة مختنق، أتجهز لألتقي بنفسي بشكلٍ أنيق، يظهرني أكثر. أرتبُ المائدة على ضوء القمر المسترسل خفية ، أعد الطعام وأجهز الحساء متناسية العناء، أعاود النظر مراراً صوب ساعتي الكسلى وأتوق للحظة اللقاء.

أتفقد عتبة الليل بين الفينة والأخرى، تنتابني مشاعر وجلة جراء انتظاري. أتسمر في المكان وأحكم ربطة جأشي كي لا تُكتوى من فرط الانتظار. وماهي إلا هنية وقد أقبلت. نعم أتت.  إنها *أنا*  أو بالأصح *نفسي القديمة*. وبداية سأعترف بأنها تفوقني جمالاً، فلها شعر أسود كسواد هذا الليل أما أنا فهناك خصلات بيضاء تتخلل شعري الأسود، تبلغ من العمر عشرين أملاً، أما أنا فقد تعديت السبعين همًا؛ لاعمرًا فنحن في العمر سواء.

تبادلنا الحوار، وأطلقنا الزفرات الخانقة معاً، تناولنا بعض الذكريات الموجعة التى أمست تئن مع رفقة ليل أصم، استمعنا لمعزوفة حنين عبثت بأشيائي القديمة، لكنها كانت ألحانًا مغيثة، لطالما أنقذتنا من قيظ الصيف، وزمهرير الشتاء. هُنا في الزمان نفسه والمكان عينه شاهدنا معًا فيلماً قصيرا لذكريات لاتكاد تُنسى،  شاهدنا أحلامًا تعرج إلى السماء الدنيا بعد أن خذلتها مواعيد الأرض أجمعها .

دار الحديث بيننا ونسي كلانا كم الوقت. ولحسن الحظ لم تكن الساعة قد شارفت على *12* فأمثال سندريلا قُلل، ومنهن كانت نفسي. أخبرتني أن الوقت قد تأخر وأن عليها العودة، وإلا صار الحصان فأرًا، وتحولت  العربة إلى بطيخة و..و ..و..حينها أنى لها أن تعود. فقد نامت الجنية، ولا تفقه مناجاة الجنيات.

وعلى حين غرة رحلت فجأة! لم تترك لي أية دليل يشي بالعودة. لم تفلت حتى فردة حذاء، ذهبت بهالتها التي جاءت بها. لكنها غمرتني بحديث أنيق، به تنفست الحياة من جديد، وسيظل سرًا بيني وبينها. أعادتني إلى نفسي كما كنت في الماضي، بعيدا عن مسخ حاضري المقيت.

ذكرتني بحالي كيف كان وكيف يجب أن يكون.  شكرًا لكِ يانفسي، حقًا كانت ليلة غراء ولن تُنسى، ورغم ماحدث لازالت هناك أسئلة تحيطني بالحيرة، بالتساؤلات اللامتناهية.  والسؤال الأهم هل كُنت أحلم؟؟

*ربما حوار آخر  من سيجيب*

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *