تابع...
لمحات في:
#علوم_القرآن_واتجاهات_التفسير
للدكتور محمد بن لطفي الصباغ.. (27)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
◼ اتجاهات التفســــــير (3ـ 6):
▪️ التفســــــير بالــــــرأي:
قام خلاف شديد بين العلماء في مسألة التفسير بالرأي، فمنعه البعض وأجازه البعض، أما المانعون فقد ذهبوا إلى حظره وتحريمه، واستدلوا على ذلك بأدلة أهمها:
1- قالوا إن التفسير بالرأي قول على الله بغير علم، وهو غير جائز.
2- واستدلوا بالآية الكريمة: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، وفهموا من الآية أن البيان للرسول، وليس لغيره إلا أن ينقل قوله بعد تحري ما صح.
3- واستدلوا بالحديث: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم. فمن كذب علي متعمدا ًفليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار".
4- واستدلوا بامتناع كثير من الصحابة والسلف من القول في تفسير القرآن، كأبي بكر - رضي الله عنه - وسعيد بن المسيب والشعبي والأصمعي.
وأما المجيزون فقد ناقشوا هذه الأدلة وبينوا أنها لا تنطبق عليهم كما يأتي:
1- قالوا ليس في التفسير بالاجتهاد قول على الله بغير علم. وإنما هو استخدام العقل في فهم كتاب الله العظيم واحتجوا بالحديث المشهور عندما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ عندنا بعثه لليمن فقال معاذ: "اجتهد رأيي". فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدره وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله".
2- وأجابوا عن الاستدلال بالآية: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، بأن في الذي ورد بيانه عنه - صلى الله عليه وسلم - كفاية عن كل تفسير، وأما الذي لم يرد عنه - صلى الله عليه وسلم - بيانه ففيه مجال؛ لأن يعمل أهل العلم الأكفاء تفكيرهم فيه ويقفوا على أسراره.
والقول الحق في هذه المسألة، والله أعلم: أن التفسير بالرأي ضمن الحدود التي قررها العلماء من التمكن والقدرة والعلم يعتبر جائز ويجب قبوله وإقراره، وهو الشيء الطبيعي الذي يقتضيه التفاعل مع كتاب الله - عز وجل - واستنطاقه في شؤوننا المعاصرة. ومن أهم كتب التفسير بالرأي تفسير الرازي وتفسير النسفي وتفسير البيضاوي.
يتبع..
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني