أيقظتُ على زندي الفجرا
وحملتُ الى الدنيا البشرى
وسفحتُ نضارةَ أيامي
كي أزرعَ حقلاً في الصحرى
ومشيتُ وجرحي في كبدي
يتنزى ..... أستبقُ العمرَ
لا أخشى إلا أن أفنى
والبذرةُ لم تطلع زهرا
وبجسمي قطراتُ دماءٍ
قد تصلحُ زيتا ...أوحبرا
عمري? أتمنى لو أدري
كم من سنواتي قد مرا?
لا أذكرُ ...إلا أن يدي
قد صنعتْ من رملٍ تبرا
وأمرت سحرَ أناملها
بالصخرِ...فأنطقتِ الصخرا
وتسامت ...فالدنيا ربيعٌ
يندى... وشموسٌ تتعرى
والجدبُ ..جنانٌ وارفةٌ
والقفرُ ...فراديسٌ خضرا
والبؤسُ ...رخاءٌ تتمطى
الآمالُ بعينيهِ سكرى
واليأسُ.. طموحُ خلاقٌ
لا يعرفُ..عسفا ...أو قهرا
كم ليلٍ ...عشتُ مقاطعهُ
أستلهمُ أنجمهُ السهرى
كلماتٍ ..أو بعضَ حروفٍ
أنظمها.. شعرا ...أو نثرا
أكتبها ....بدمي .....بدموعي
أعصرُ روحي فيها عصرا
كي أصقلَ عقلا...أو أهدي
روحا ...كانت تبدو حيرى
وأضيئَ لجيلٍ مسلكهُ
في دربِ مسيرتهِ الكبرى
كم يومٍ أفنيتُ ضحاه
كي أنقشَ في صخرٍ سطرا
وأقومَ غصنا معوجا
وأشذبَ أغصانا أخرى
وأصارعَ كي أفني شرا
أو أنزعَ عن قبحٍ سترا
أحترقُ لأشعلَ مصباحا
يهدي في الظلمات الفكرا
ذقتُ الحرمان ولم أشكُ
لم أضجر...لم أفقد صبرا
وسقيتُ المرَ ولم آبه
لم آنف أن أشربَ مرا
ولقيتُ صنوفا من عنتٍ
من دهري.. فعذرتُ الدهرا
وطويتُ حشاي على سغبٍ
ورضيتُ..ولم أضمرُ غدرا
قدمايَ ارتختا من تعبٍ
أصبحتُ أجرهما جرا
ويدي ما عدتُ أحركها
مما عانت إلا قسرا
وعيوني غاضَ الضوءُ بها
فصبايَ على ضعفي انتحرا
واحدودبَ ظهري يا ويلي
هل زرعوا في ظهري صخرا
ووفيتُ لآمال بلادي
وحملتُ أمانيها حرا
وسأمضي أكثر إصرارا
لأداءِ رسالتي الكبرى
أحتضنُ بيمناي يراعي
وأشيلُ الشعلةَ باليسرى
ميداني الفصلُ . .وأمتعتي
الكلماتُ ...أشعشعها نورا
وسلاحي ..إيمانٌ بغدٍ
نحيا فيه ...اليمن البرا
يمنَ العرفان ... جوانبها
يكسوها الحب رؤىً خضرا
يمنَ الانسانِ ..فلا مرضٌ
نخشاهُ...ولانشكو فقرا
فإذا ما كرمني قومي
أو أحيوا لجهادي ذكرى
أو هتفوا باسمي...وأعتزوا
بنضالي ... ووفوني شكرا
فلأني كنتُ ليقظتهم
رمزا ....ولموكبهم جسرا
وسأمضي أكثر إصرارا
لأداءِ رسالتي الكبرى
شعر/يحيى عوض محمد
زبيد
٢٤ /٤ /١٩٧١.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب