باريسُ تسألُني، بكبرٍ واختيالْ
عَمّاٰ يؤرِّقُني، أَلَحَّتْ بالسؤالْ
مَنْ تِلكَ أَغْرقَتِ الشواطئَ، والمجالْ؟
أرْسَتْ صَواري العُمرِ فوقَ الإبْتِهالْ؟
وَمَرافِئي تاهَتْ على مَرمى الخَيالْ!!
باريسُ يا قَمَري، وَيا عِطْرَ النّوالْ
باريسُ يا وَلَعي، وَيا ظِلَّ الجلالْ
باريسُ كُفّي عنْ سؤالٍ لا يُطالْ
فَلَقَدْ يُشيبُ رجاءَنا أَلَمُ الفِصالْ
رَيْحانَتي، عُصْفورتي، روضُ الدَّلالْ
لن تُدركيها، إنَّهاٰ فوقَ الْجِدالْ
معشوقتي فاقتكِ حُسْنًا واكتمالْ
غَنّتْ مَواويلَ الهوى تَروي التلالْ
وَهَمَتْ غُيوثًا في الذُّرى فَوْقَ الجبالْ
وَجداولي وَشَّتْ تواشيحَ الغِلالْ
بِكِ أَيْقظَتْ فِيَّ اللّيالي، أنْعَشتْ فِيَّ الوِصالْ
لكِ ألهَبَتْ نَبْضَ الدَّراري، لا أفولٌ لا زوالْ
أَنَّ الكَرى يَبكي أَوانَ الإرتحالْ
مَنْ ذا الذي يشكو تصاريفَ الهلالْ؟!
يَرفو رُهافَ القلبِ تُزْهِقُهُ النِّصالْ..!!
أُسطورتي فَوْقَ ادِّعاءاتِ الأَماني وَالسُّؤالْ
أُسطورتي شِعْرِي وَلِلْعِشقِ اختزالْ
رَجْعُ النَّدى وَصَدى أَماسِينا الطِّوالْ
وَشذا حُروفي ضَوَّعت فيها المَقالْ
فَبِهَا المَعاني راوَدَتْ كلَّ انْفصالْ
لا لا تَلُمْني في هَواها فَالْهَوى خَيْرُ الخِصالْ
من ذا ادّعىٰ أنّ الصّبابةَ تُشترى أو بالجواهرِ تُستمالْ؟!!
منْ ذا امترىٰ في أمرِها؟! هيَ جوهرٌ في ذاتِها، فالحبُّ سلطانٌ تملَّكَنا تولّىٰ أمرَنا، ملِكٌ علينا قدْ علا، لا يستقيلُ ولا يُقالْ
دعْ عنكَ أمرَ مَنِ افْترىٰ أو ضلَّ في تيهٍ عُضالْ
قَدْ مَضَّني طولُ انْغماسٍ في تَخَرُّصِكَ المُطالْ
وَلَسَوْفَ يُضْنيني غَرامٌ ضاعَ في قيلٍ وَقَالْ
وَيْحَ الَّذِينَ تَهَيَّبُوا عِشْقَ الْفَرَاٰشَةِ، تَرْتَمِي فِي النَّاٰرِ حُبًّا، وَارْتَضَوْا ذُلَّ النُّفُوقِ كَمَا السِّخَاٰلْ
أَنَا فِي أَتُونِ الحُبِّ أَحْيا لَيْس يُفنِيني قِتالْ
وَلَيَكتُبَنَّ سلامَنا حَرْفٌ تَرعْرعَ فِي النِّضالْ..!!
وَقْعُ الْقَوافي خَصْرُها، مِنْ هَطْلِهِ السُّحُبُ الثِّقالْ
يُمْنٌ أَثِيرٌ جَفْنُها، صِيغَ انْعِتاقًا مِنْ عِقالْ
بِشْرٌ وَبُشْرىٰ ثَغْرُها، أَفْتَى انْتِحارًا فِي الضَّلالْ
سَيْفٌ تَقَمَّصَ هُدْبَها، وَالْجِيْدُ فَصْلٌ لِلنِّزالْ
دَعَجٌ تَوَسَّدَ لَحْظَها..!! يَاٰ أَيْنَ ذَيَّاٰكَ الْغَزالْ..؟!
ذاٰ خَدُّها يَنْدىٰ بَيانًا، شَعْرُها تَلْوِيحُ شَاٰلْ..!!
مَهْلًا رُوَيْدَكَ يا عَذُولِي، وَاكْفِنِي كَيْدَ المِحالْ
أَتَظُنُّ أَرْهَقَ حُبَّنَاٰ حَطٌّ وَشَدٌّ لِلرِّحَاٰلْ..؟!
حَسْبِي لَها عِشْقي وَتَدْري أَنَّهُ عِشْقٌ حَلالْ
عِشْقِي لَهَاٰ خَمْرٌ تَعَتَّقَ فِي مَوَاٰجِعِنَاٰ وَسَاٰلْ
حُبٌّ رَوَىٰ حِبْرَ الْقَوَاٰفِي عِطْرَهُ حَسْوَاٰتِ هَاٰلْ
نَبْضُ الْحُمَيَّاٰ وَقْدُهُ، هَاٰمَتْ بِخَمْرَتِهِ الْقِلَاٰلْ
نِعْمَ الرَّوَاٰءُ رَوٰاٰؤُهُ مَاٰ شَاٰنَ عِفَّتَّهُ اخْتَلَاٰلْ
حُبٌّ سَقَىٰ خَيْرَ الْخِلَاٰلْ
حُبٌّ جليلٌ لَاٰ يَفِيضُ وَلَاٰ يَغِيضُ وَلَاٰ إِلَىٰ جَزْرٍ يُحَاٰلْ
دَعْ عَنْكَ لَوْمِي، لَاٰ تَلُمْنِي، حَدَّثَتْ مِنَّا الفِعالْ
مَنْ قَاٰلَ إِنَّ الْحُبَّ يَرْتَعُ فِي مُجُونٍ وَانْحِلَاٰلْ؟!!
أَطْلِقْ سِهَاٰمَكَ كُلَّهَاٰ تَتْرَىٰ أَوِ ارْشُقْ بِانْهِيَاٰلْ
أَطْلِقْ أَرَاٰجِيفَ الصَّفَاٰقَةِ كُلَّهَاٰ، حُبِّي كَفِيلٌ بِالنِّبَاٰلْ
ما عادَ في وقتي مَلالٌ أو كلالْ
فالقَلْبُ يَصْدَعُ بِالهَوى، والوَجْدُ يَصْدَحُ باشتعالْ
يَعْدُو عَلَىٰ جَمْرِ النَّوَىٰ، يَشْدُو تَرَاٰتِيلَ الْجَوَىٰ، وَالشَّوْقُ صَاٰلْ
فَدَعي السَّرابَ وَماءَهُ، ما جئتُ أَسْتَسْقي الرِّمالْ
وَغَدًا تَطيبُ كؤوسُنا مِن شَهْدِ خَدَّيْكِ المُسالْ
إِذْ طالَما الوَصْلُ ارتِقاءً في ارتقاءٍ لا يَزالْ
هَيَّا الْبَسِيني دُونَ قَيْدٍ، في يمينٍ أو شِمالْ
لا تَخْلَعي ثَوْبَ التَّمَنِّي، ليس يُثنينا انْشِغالْ
قُومِي امْلَئِي كَأسَ الطِّلى نَبْضَ الدَّوالْ
قَدْ جِئتُ بالْأَعنابِ مِن كَرْمِ الصَّبابةِ فانْتشَتْ مِنْهَا السِّلالْ
قُومي اعصُرِيهاٰ وَاسْحَقِيهاٰ، فِي شَرايِيْنِي اسْفَحِيها وَاهْرقِيها، لَاٰ تخافِينِي تَعَالَيْ لاٰ تُبالي، أو تَعالَيْ لَنْ أُبالِي، قَد تَعَشّقَنِي التَّعالِي مُذْ تغَشّانِي الْبِلالْ
إنّي تشّوقتُ الحَبابَ الثرَّ يرشحُ من عقيقٍ قَدْ تلألأَ بالطِّلالْ
أَوْ فَاذْرُفِينِي بعضَ دَمْعٍ فِي قَوافٍ مِنْ صَباباتٍ بِبالْ
كَمْ هالَها طولُ التَّنائي، فَالمسافاتُ اعْتِزالْ
إِنِّي اشْتَهَيْتُكِ فاهمِسي لِي أَنْ تعالْ ..
آتِيكِ مِنْ تِيهِ الْبِعَاٰدِ إِلَى وِصَالٍ دَغْدَغَ الْإِغْرَاٰقَ فِي طُهْرِ احْتِفَاٰلْ
فالكأسُ دونَكِ راحُها طوفانُ آلْ..!!
باريسُ مَهْلًا، أنتِ لي نبعٌ زُلالْ
ما عُدتِ أنتِ مليكةَ الحُسنِ المهيمِنِ بالمِثالْ
فَدَوامُ حالِكِ في الكمالِ مِنَ المُحالْ
لاٰ تَشْتكي شَمسَ الأصيلِ، فكمْ طويْنا مِنْ لَياٰلْ
كُنْتِ الخَليلَةَ أَيْنَما آلَ المآلْ
أَوَتُدْرِكِينَ، متى تَلاقِينَا اسْتحالْ؟
معشوقتي تَدْري بِلا أيِّ احتمالْ
تبدو مُتوَّجةً بإكليلِ الكمالْ
أَيْقونتي مَحبوبتي دونَ المَنالْ
أَسْري وَتَسري الدَّرْبُ يَحْدوهَا اتِّصالْ
صَيْرورتي ارْتَسَمَتْ على أملِ الْوِصالْ
صارتْ وَكانتْ سرَّ أسرارِ الْجمالْ
أَيْقونتي مَحبوبتي عرشُ الْجَمالْ
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب