تابــــع..
(#الـــراعب_والمرعــــوب)
قصـــــة قصيـــــرة
للدكتور: إسماعيل محمد النجار
الحلقة: (4) والأخيرة
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
وفي اليوم التالي لم يخرج الفترة الصباحية للصيدلية، وتناول غداءه، واتصل ببعض أصدقائه وزملائه شاكياً مما تعرض له في اليوم الأول، وطلبوا منه أن يخزنوا مع بعض، وبعضهم قال: تعال نخزن حتى ولو اعديتنا كلنا بالكورونا. وعند وصوله للمجلس كان قد تهندم (تأنق)، حالق ذقنه، وعيناه تبرقان، ويعاني من كتمة في التنفس، وأصبحت السعلة خفيفة، وبدأوا يمزحوا معه على الخفيف، بتسميته بالدكتور كورونا، وحاولوا إقناعه بإصابته بالكورونا، وطالبوه الابتعاد عنهم، ولبس الكمامة وتناول القات من فتحة صغيرة في وسط الكمامة، وسادت النكتة والضحك، وخلال الجلسة تعاطف الجميع مع الدكتور القادري، ونصحوه باستمرار تناول علاجاته، ويحدد حركته واقتصارها على منزله وصيدليته للأشراف على العمال.
وعاد إليهم بعد ثلاثة أسابيع وقد انتهت السعلة التحسسية، وشكله وسيماً بعد الحلاقة، ولبس أجمل ملابسه وعطره الملفت لانتباه الآخرين، واستعراضه للماضي، وإرعابه للآخرين من الكورونا، وفي الأخير قال وهو ضاحكاً: أنا أشد خوفاً وحاجة للاعتزال من الجميع بحكم إصابتي المزمنة بالتحسس، وتثبيط مناعتي نتيجة استخدام أدوية التحسس، ومعنويتي في حدودها الدنيا لما عانيته من الناس، وخوفي واعتقادي الباطن أن يصبح كلام الناس عن إصابتي حقيقة.
وفي الساعة العاشرة ليلاً عاد للمنزل واستلقى على السرير، ليسمع دقة جرس الهاتف، وأعتقد أنه لأحد زملائه، وعند فتحه سمع صوت صديقه الخليجي الذي ركب معه الطائرة، ليخبره إن الفلسطيني الذي ركب معهما قد توفي بعد معاناة طويلة مع المرض. لحظتها حزن عليه بشدة، ودمعت عيناه، وحاولت زوجته التهدئة من روعه، وقالت: هذا حق الله يا حبيبي، ومقدر له. رد عليها: أنا لا أبكي عليه، وأبكي على نفسي أن الحق به، والاعتقاد بالإصابة والموت، وتكرار الكوابيس سكنت عقلي الباطن. لتضحك زوجته وتقول: عمر الشقي باقي.
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب