نوتيلا حجم كبير
في الصباح الباكر اتصلت بي إحدى الشخصيات النسوية المعروفة في محافظتي ،طلبت مني الحضور لمنزلها لنحتفل مع أخريات بيوم المرأة العالمي، أعتذرت عن تلبية دعوتها برسمية محترفة فهي امرأة لا أعرفها شخصيا ولذا لا يمكنني زيارة بيتها فعائلتي حتما سترفض هكذا زيارات ،أغلقت الهاتف بعد ثلاث دقائق من الكلام الرتيب والممل ورميته على سريري بحركة واحده متجاهله كل الإشعارات اللامعة فيه واتجهت صوب مطبخنا العزيز فأمي -حفظها الله -.قررت غسله من رأسه حتى أسفله بعد فصل شتوي قاسي لطخ جدرانه ومكوناته بالعفن واستمر العمل طويلا حتى الثالثة عصرا وفي الوقت الذي جلست فيه أخيرا أمرتني أمي بزيارة خاطفة وسريعة للسوق المرزوق لجلب بعض الحاجيات المهمة خاصة وأن أبي مسافر ولا أحد غيري يقوم بهذه المهمة الثقيلة للغاية فكم أكره السوق وزيارته ،وهمذا حمدت الله على كل نعمه واتجهت للسوق بسرعة فائقة كي لا يفوتني الوقت وأعود متأخرة وتعاقبني أمي العزيزة على هذا.
في السوق وقفت أمام أحد المحلات المزدحمة أسال المارة عن أماكن بيع بعض الأدوات وفي تلك لحظة لمحت شابا متأنقا بشكل مبالغ فيه يحمل كيسا كبيرا محشوا بالورود وقطع الشوكلاه اللذيذة ، وكذا علبة نوتيلا من الحجم الكبير يتجه نحو الداخل ،في المقابل رأيت فتاة مرتبكة تتلفت يمنة ويسرة بيدها كيس صغير جميل يحوي على ما يبدو قارورة عطر رجالية لازالت رائحته تثير عطاسي حتى الآن ،قررت لحظتها تسجيل اللحظة الرومانسية العظيمة التي تحدث في السوق أمام أعين الجميع دون مبالاة ،وقف الشاب قرب الفتاة مبتسما عيناه لاتفارقان عينيها المزينة بالكحل والمسكارا الوردية وضع الكيس الكبير بلطف على الأرض ،وبسرعة خاطفة إلتقطته الفتاة وتركت بالمقابل كيسها الصغير وخرجت باتجاهي ،أوقفتها بوضع يدي اليمنى على معصمها الأيسر وقلت لها بصوت هامس: النوتيلا مقابل عدم نشر صورك وحبيبك .
،وغمزت لها غمزة شقية.
في الوقت ذاته كان حبيبها يفتش عن رسالة أو صورة أو ما شابه في الكيس الذي إلتقطه بعد خروجها ،بينما فاضت دموعها في اللحظة التي تذكرت أنه يوم المرأة العالمي والذي لم أحصل فيه حتى لبانة صغيرة ،بينما يحتفلان ويتبادلان هذان المشاغبان النوتيلا على مرأى ومسمع مني وأنا التي أنهكتها جدران المطبخ .
أميمة راجح
8/3/2020