دعوة أمي
تعثرت قدمي بي كنت مارة في طريقي فإذا بي أجدني أمامي حقيقة، لم أظنني يوما موقعا حقيقيا في خارطة حياتي.
كنت أمر على كل الحقول أبذر من عمري بضع ضحكات، وكل ما جفت سقيتها بلحظات لا تنسى من المرح.
كنت أبتلع الدمع لباطن جوفي، وأتركه يذبل كما تمنيت، لكنه كان يمد لنفسه آبار من الحياة، على امتداد العمر.
وقفت على أعلى قمة في أيامي، كانت بسمات أمي، لم أطل المكوث بجوارها، مضيت أبحث عن سهول أخرى، أردت لها السعادة، وتركت حضن أمي ولم أدرك أنه قمة السعادة.
مضيت في صحاري النفوس، لعلي أجتاز جدبها بمحبتي، فشاكني صبارها، وما توانيت عن المضي وكأني جبلت على العطاء، تاركة روحي غارقة في محيط الأسى.
والآن فقط أدركت أني حقيقة موقعاً استراتيجياً في حياتي، لا يجب أن أهمله، مطامع أرواحهم تمتد لتطاله لم أهتم بحماية سواحل الفؤاد من النهب.
هبت عواصف الهوى تجتاحني ولم أدرك أن شراعي يكاد يتهتك، وتمزقت قوارب النجاة، غير قطعة مني لازالت بخير، تقف بعيدا تمد يديها كي تنتشلني.
نظرت جيدا، نعم أنها هي تلك التي لم تنسني يوما، إنها دعوة أمي تركتها تحميني، وغادرت حياتي دون عودة.
ليلى السندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب