قسيسة من خلف الضباب 14
----------------------------------------
عفاف البعداني
-تقرير التوصيل : فتحت الرسالة نوال صاحت باعلى صوتها خافت أمها، نوال، نوال ارجعي مالذي حصل؟؟
-نوال تسرع متوجهة نحو مجموعة من المجاهدين أين هو أبو حرب؟؟
-لقد غادر منذ ساعة سوف تجدينه عند مركز التوزيع الغذائي .
-وصلت نوال لمقر التوزيع، أين هو أبو حرب ؟؟
-أنا يا أختي مالذي تريديه؟؟
-اقرأ هذه الرسالة!!!!
--ماذا زحف في الجبل !!يالله كن بعوننا؟؟ ويردف قائلاً: ولكن قدتكون خدعة يا أختي.
-لا ليست خدعة زهرة صديقتي، وهي لاتكذب، أرجوك انقذوا زهرة، لاتتركوها تحت رحمة الأوغاد، أرجوكم اسرعوا زهرة في خطر.
-اهدأي أختي إن كان هذا صحيحًا فالجميع في خطر ليست زهرة وحدها!!! يجب أن نكن يد واحدة ولاندع الخوف يسلطن علينا ، اقرئي مالذي قالته صديقتك المجاهدة:" لامشكلة إن ماتت زهرة وبقيت مدينتي الضباب حية" أنني أشعر أن الله سوف ينصرنا بجهاد هذه الفتاة إنها تقدم روحها رخيصة في سبيل أن تحيا مدينتها، عودي إلى بيتك وأهل القرية عليهم أن يمكثوا ولايخرجوا أبدا ونحن سوف نفعل ما أقدرنا الله عليه ومالنصر إلا من عند الله.
-سوف أحاول أن أجمع كل ما ينفع في سبيل المعركة!!
ترجع نوال لبيتها وتغلق الباب على نفسها تلتقي بروحها الهاربة وتعانقها بالبكاء، تبكي بكاءا لا يتحمله أحد ،ترفع يدها لله خالصة لتفضي كل خلجاتها وعندما تشعربأنها استعادت ذائقتها الروحية تبدأ تهيأ نساء القرية وأطفالها بأن يلزموا المكوث في البيوت وبدأت تجهز لهم العتاد، وهنا تقف نوال مرتاعة أمام بيت سديم تخطو بقدم وترجعها الثانية تمشي ببطءمصيري، تصل إلى بيت سديم تقف ويدها ثقيلة لا يسعها أن تطرق الباب ،عزمت ورفعت كفها لتطرق الباب ووجها مطرق للإسفل فتحت لها الأم/ سديم.. .
-السلام عليكم.
-أهلا نوال…
-أين ابنتي زهرة هل عدتم من الجبل ؟!!
-زهرة… زهرة….
-تكلمي مابها زهرة! ؟.
-حسنا اعطني الآمان في صبرك ياخالة.
-لقدبدأت أقلق تحدثي يانوال أنا راضية بكل ماسيحصل.!!!
-زهرة ذهبت الجبل ولوحدها ،وبعدساعتين كتبت لي رسالة ،اقرأيها.
-سديم:.. تقرأ وينشق وجهها القمري ويخسف ببرهة، تغلق عيناها الواسعة وتتحول إلى بحيرة من المياه المتلأ لئة تصمت ولا تنطق بكلمة،كالعادة توجهت لغرفتها وقد أنهكتها الرسالة وأكلت باقي عمرها .
أتعرفون أيها القارئين!!! هناك مواقف لاتتطلب صراخ حتى يظهر طقس اﻷسى بل إن الشعور العظيم لايوافيه إلا صمتاعظيما ،وقدتأتيك رسالة فرح أو أسى؛ ولكنها كفيلة بتغير حياتك وإلى الأبد للأسوأ أو لﻷحسن، قد تسلب صوتك وتكون رهين في انتظار خطوات القدر القادمة.
سديم : ترفع يدها إلى الله وبدون أي كلمة،فالله يعلم لغة الصامتين، جهاد وحسين يصلون لأقرب مركز للا لتحاق بالجبهة دونوا أسماءهم ومناطقهم فتعجب القائد .
-أنتم من مدينة الضباب ،لما أنتم هنا ،هل تعلمون أن المدينة في خطرويجب عليكم التوجه نحو ابو حرب.
-جهاد: ..ماذا مدينتي في خطر، يالله.
-حسين: … . هيا ياجهاد بسم الله ننطلق.
توجهوا نحو ابوحرب ،وعلم جهاد بالأمر،ولم يصدق أن أخته الآن في عداد بين الموت أو الحياة،ذهب جهاد متوجها نحو منزله ،طرق الباب.
-عمتي أين أمي؟
-أمك في غرفتها ياجهاد اصعد إليها.
-أمي جئت لأطمئن عليكِ .
-جهاد تعال أشم فيك زهرتي تعال كي يهدأ قلبي المغلوب،تعال ياقرة عين أمك ،تضمه وتكاد أن تموت.
-أمي لايليق بك هذا الضعف أين وعدك للسيد جواد،ألم تخبرينا أنك ستمضين على إثره.
-نعم ولكن أبوك رحل وزهرة في خطر و لا أملك أحد من لي إن رحلتم .
-أمي كفكفي دموعك هيا سلام المدينة متعلق بصبركم وثباتكم أيها اﻷمهات ،انجزِ كل ماتستطيعي أن تقديمه، واذهبِ أنتَ وعمتي ونوال ،واجمعوا مدد من دواء وغذاء وكل شيء ، المجاهدين الأن الخطر محدق.
جهاد يذهب ويتوجه نحوغرفته يأخذ سلاح أبيه وبدلته العسكرية كانت تناسبه بالضبط طولا وعرضا، سديم تستعد هي وسارة ونوال،جهاد ينزل من الدرج ،ويصل إلى مقربة الباب ،الجميع يحدقون فيه .
-سارة تقول: سديم أتعرفي…. شعرت أن أخي جواد نزل من الدرج وليس جهاد لقد أصبح مجاهدا كأبيه العزيمةتتفجر من عينيه .
-يلتفت جهاد ينظر لنوال وعمته وأخيرا يودع أمه… قائلاً: أمي… ادعِ لي لقد تحققت أمنية أبي ها أنا أسلك دربه الجهادي، واعذريني إن قلت لك:… بأني لن أعود إليك إلا بالنصر أو الشهادة، الوداع يا أمي ،واصبري ولعلنا سنلتقي عندالسيدجواد، في آمان الله لاتنسونا من دعواتكم عمتي سارة وأنتي يانوال.
سديم:…تخمد لهيبا المتوقد، وتسجن دمعها الفياض تحاول أن تبتلع زوابع اللحظة بصبر لايحد وصف تقول: بحفظ بالله ورعايته يابن جواد، اذهب عين الله تحرسك،ولعل الله يأتيني بكم أجمعين،نوال بدأ تظهر ماكانت تخبأه منذ سنين لقد بكت وأظهرت دموعا إعترافية لايفهمها إلا المحبين.
يغادر جهاد من المنزل، ولاأحديعلم هل سيعود مرة اخرى أمه تراقبه من النافذة وقد أذنت لنفسها بالبوح والبكاء فالدموع لم تتوقف وهي تستلذ برؤية ابنها وللمرة الأخيرة ،وكان أم موسى تركت لكل أم يمنية قصة رمي نبينا موسى بالليم الغاضب وكلها ثقة بالله وبعودته من بيت الظالم عزيزا .
-جهاد لايلتفت ويعلم يقينا أن أمه تنظر إليه من النافذة، قلبه في يديه يشعر بلهيب أمه، ويحمل في كفه الثاني هم أخته، ومابين الكفين مدينته التي تتهيأ للجهاد، يقرر في اللحظةالأخيرة أن يلتفت ليودع أمه، وبدون شعور إلتفت ورأى أمه وابتسم ابتسامة تضيء العالم من العتمة الحالكة، مضى بعدها ولم يأذن لروحه أن تعاود النظر، كان يمشي وكله عزيمة وكأن قوة التضاريس في مدينة الضباب وضعت في كفه .
#اتحاد _كاتبات _اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب