‏إظهار الرسائل ذات التسميات وقفات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وقفات. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 19 مايو 2020

وقفة مع المتنبي قراءة محمد عبده افلح

كلما أقترب العيد
جلست أمام هذه المعلقة العصماء مطولا
ترى أي عطاء وأي مكرمة سيجود بها سيف الدولة الحمداني على  »المتنبي »
أقسم ان هذه الخريدة اثمن وأنفس من كل كنوز الدنيا.....
فأي عظمة وأي شاعرية بلغها هذا الرجل
وتبا للحاجة التي أوقفته على أبواب أمراء الحروب
والقت به في بلاط المخصين ومكنت منه الرعاع

.
.
.

لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا
وَعادَتُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا
.
وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا
.
وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ وَهادٍ
إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى
.
وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا
.
هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا
.
فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا
.
تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا
.
وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا
.
ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا
.
وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا
.
لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا
.
سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا
.
فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا
.
عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا
.
وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا
.
فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا
.
وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا
.
وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا
.
فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا
.
وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَه
ايُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا
.
هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا
.
وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا
.
فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى
كَما كُنتَ فيهِم أَوحَداً كانَ أَوحَدَ
.
هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها
وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا
.
فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا
.
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
.
رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا
.
وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا
.
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا
.
وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
.
وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً
كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا
.
يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ
فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا
.
أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِم
فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا
.
إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا
.
وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا
.
وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً
.
فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا
.
أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
.
وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى
.
تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا
.
وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةًوَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا
.
إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

تأملها جيداً. أ/ سناء

��������������

احيان لاتحتاج الى الشخص الذي يعطيك المظلة

وانما تحتاج  الشخص الذي يبتل جانبك؟؟؟

��مساحة الشعور.  
تفوق مساحة العطاء

تاملها جيدا.

              ا.    سناء��

همسة ...سناء

سياتي يوم

وتتوقف عن عبور المحيطات

من اجل من لم يقفزوا. حتى في بركة ماء

من اجلك.   

                ا.   سناء��

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

وقفات مع شاعر بقلم الأديب محمد عبدالقدوس الوزير

الشاعر أبو فراس الحمداني
نظم قصيدته الرائعة الشهيرة على البحر الطويل السالم التام
مطلعها
اراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر

بلى انا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لايذاع له سر

إلى آخرها والمقدرة ب 50بيتاً
وقد، ذهب من بعده الشعراء لتشطيرها.. ومنهم ملك اليمن، أحمد محمد حميدالدين..
وكانت عندي منها نسخة.. فقدتها وأتذكر مطلعها هكذا

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
(مهابا تحامتك النوائب والدهر
وفزت بما اهواه قسرا ولم أقل)
أما للهوى نهي عليك ولا أمر

وهكذا حتى نهايتها.. فياترى من منكم او من تعرفونه يمتلك النص الكامل المشطر.. ومن منكم يستطيع أن يوافينا بنص لشاعر آخر شطر هذه القصيدة
والله من وراء القصد

محمد عبدالقدوس الوزير

الأحد، 5 مايو 2019

وقفة على نص

.
                  وقفة على نص..
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

تشبيكُ "ثُبوتيّات" متعاطفةٍ بذكرياتٍ معطوفةٍ عليها، في نصٍ مصبوغ بلونٍ حدائقي أزهرتْ به الكاتبة الأدبية: نبيلة العبسي

     محاكاة سيمنتيكية: منصور الأصبحي

               ❉      ❉      ❉

◼ *النـــــص:*

لكثرة تردد قلبي على حديقة الأشواق..

راقبته فوجدته واقفا منكسرا..

يناقش الزوار ويكثر في الكلام مخافة من ويل للمطففين..

يريهم أوراقه الثبوتية التي تحمل ختمها وجهك..

ذكروه بأن لا يأتي السفهاء أحلامه..

أخبرهم أن حبله السري موصولا بك منذ ولادته..

خشيت عليه من الهلاك؛

كسرت آخر خياراته..

عكازه الخشبي..

                      نبيلة العبسي

             ☆     ☆     ☆

▪أمّا قبل:

الحاجة الملحّة لكل متذوّق لنص من النصوص الأدبية هي أشبه بدعوة نفسية للنّاص أن يستجيب لها، سواء استجابت له الخيالات والأفكار والصور والموسيقى والجماليات وحتى الظروف وأخرى أو لم تستجب، كونه في ذات الحال مستفَراً وبأقصى حالات الاستنفار الذي من خلاله يطلق عنان فكره وأفكاره وخيالاته وإبداعاته العبقرية لإنجاز المهمة بدون شروط مسبّقة أو قيود معقّدة.

▪إلهامات بيداغوجية:

بين يديّ نصّ لا عنوان له ولا مشاكل تقيّده ولا أي سياسات ترافقه من لحظة ميلاده وحتى منصة اعتباره نصاً مسنوداً بـ"وثائقه الثبوتية" كما ذكرتها في إحدى زوايا هذا النص صاحبة النص ذاته والفخامة القلمية وكاتبة أدبية أنجزت مواعيدها المعرفية كتأهيل "بيداغوجي" ارتبط بتجذّرات تربوية، وانتماءات ثقافية، وتهويمات فلسفية لتبدأ بعدها بممارسة الكتابة كمهنة أخلاقية أدبية إنسانية تنويرية بناء على "According to diplomatic customs" كثابت دبلوماسي تألقت خلاله كسفيرةٍ لقلمها الأثير، وكسيناتورة لكاريزميّتها ككاتبة أدبية، هي "النبيلة العبسي" مَن نسجت جانباً من أجنْدتها الرواقية بهذا النص المقتضب أو بغيره من نصوصٍ لها ممتلئة بانزياحاتٍ وشواهد وشوارد ستلتفت لأجلها صفحات أدبية ذات مضامين حقيقية جادّة.

▪في النص:

لكثرة تردد قلبي على حديقة الأشواق

راقبته فوجدته واقفاً منكسراً

للعودة لهذا النص والذي ابتدأته الكاتبة بتأكيد كل حالاتها المكررة كحال مألوف وهو تردد قلبها "كقيمة جمالية" على زيارة حديقة الأشواق، والأشواق هنا لا تحمل معنىً ترفيهياً مُفرغاً من قِيم الإزهار والإبهار بل تجسيداً إثنوجرافياً جاء متلائم التفاصيل التصويرية من أقصى حدائق أميستردام ليضع بصمته عبر بصمة "نبيلة العبسي" من هي الأخرى جاءت ههنا باحثة عن قلبها المخلوق من محتوىً حدائقيّ مهمته اختزال الرحيق والأشواق في آنٍ واحد، لكنه استناداً لشهادة صاحبته "نبيلة" بدا منكسراً وأرجحه انكسار خاطر لا انكسار آخر أبداً، لأن بيئته الجمالية هنا أو اللفظية هنا كذلك ليست بيئة لأيّ تهشم وإنما لانبعاثات كلها ذكرياتية محضة، جاورها حديث عن أطلال وحب بريء، بل وأحاديث أخرَ، ففي حالة حوارية توسعت شيئاً فشيئاً، ذلك ما عبّرت عنه الكاتبة نقلاً عن قلبها:

يناقش الزوار ويكثر في الكلام مخافة من "ويل للمطففين"

بهذه الجزئية العميقة حقّ لي أن أفسر كل ما أتيح من لغة هذا الـ"قلبها" "هيروغليفي" التمتمة وما بين أسطره التي استفرد بها وأشرك صاحبته بتناصية قرآنية دامغة "ويلٌ للمطففين" كجزءٍ من إحقاقٍ للحقّ، ومن وفاءٍ بالعهدٍ، ومن عدالةٍ وجدانيةٍ يمكن جداً الإتكاء عليها لاستقطاب بعض مشاعر تاهت عن السّرب ولذلك احتاجت الكاتبة من قلبها استنفار جهده الأقصى لإعادتها سالمة غانمة وما تحتمله من ثقّالات وحالات وعلاقات وعلامات سيميائية عاطفية.

فالخوف من الخيانة طبيعة بشرية، ونبذها كذلك اعتباراً من أي لحظة استحقّت إثباتا سمائيا لم يأتِ من فراغ ههنا، أو هنالك قطعاً:

يريهم أوراقه الثبوتية التي تحمل ختمها وجهك

ذكّروه بأن لا يأتي السفهاء أحلامه

صور متقاطعة كتفاصيلها وتجاعيد مشهدٍ مهزوزةٌ قسماته وإيماءات "إنفوجرافيكية" لتحويل كل احتمالات اللاّ ممكن وبياناته ومحصلاته وتجاذباته إلى حقائق مزهرية بالغة النقاء، باسطة ذراعَيْ هذا القلب في وصيد المسئولية دون إفراط في العقوبة أو تفريط في الثقة كإحدى ضحايا عهد المرأة الحديدية المخلوقة من عقلها لا من عواطفها ولهذا لم تستَعْدِ الكاتبة أنفاس قلبها بعد هذه الحوارية كاعتبار سلطوي باباوي أو "سايكوبوتي" عدائي بل هي من استعادتها كأنفاسٍ للورد من باب أولى، رغم حدّة المعركة التي أوصلت القلب إلى مراحل أكثر صدامية تطلّب فيها تقرير مصيره وهو ما رصدته "نبيلة العبسي" لحظةَ كان يضع بين يدَيّ الموقف "أوراقه الثبوتية" وما تلاه من استحقاقات مفقودة ربما جاءت كشهادات منها مثلا:

أخبرهم أن حبله السري موصولاً بك منذ ولادته

ففي لحظة حرجة كهذه كان عليها أن تعالج أمراً تعقيدياً، فكلاهما في وضع لا يحسد عليه "سواء قلبها أو الذي انقلب عليه" وكلاهما أيضاً سيحتاج لمناصرة، لكن قلبها كان أكثر احتياجاً - كاحتياط ٍ- من أي شيء آخر:

خشيت عليه من الهلاك!

- كسرت آخر خياراته -:

عكازه الخشبي.

اختتمت "العبسي" نصها بثلاث مفاجآت صادمة بذات مشهد محيّر كحيرةِ الشاعرة "العفراء" صاحبة "عروة بن حزام" بعد أن وصلتها أخبار وفاته لم تُطق الحياة، ويكأنها "كسرت آخر خياراته" كونه كان "عكازها الخشبي" من تستند عليه بعاطفتها أو بظروفها الخشنة - حينذاك - لم تتمالك نفسها فأنشدت:

ألا أيها الركب المخبّون: ويحكم
بحقٍ نعَيتُم عروة بن حزام؟

فلا تهنأ الفتيان بعدك لذة
ولا رجعوا من غيبةٍ بسلام

وقل للحبالى لا تُرجّيْن غائباً
ولا فَرحاتٍ بعده بغلام

▪الحلقة 30 واللاّ أخيرة:

إلى هنا نأتي إلى آخر لقطة تراجيدية وموجعة جداً بهذه القطعة الأدبية لكاتبة لا يمكن أن يمر عليها الزمن مروراً تقليدياً دون إعطائها حقها المسنود بعبقريتها الفذة ولهفة قلمها للفجر إنها "نبيلة العبسي" ولها في الصدارة حديثاً له من الشجون ما يثلج صدرها، وما يبري قلمها ليسري بحرفها ألقاً من الفكرة الندى إلى متابعيها في مختلف العموم، وهذا الذي لن يكن في حسبانها - إلاّ أن يكن - بأن تثق هي بذلك.

                    *     *     *

ملاحظات فنية "لا تقلل من شأن أي نص بل تثريَه وتزيده جمالاً وتستوفيَ كيله":

▪ أولاً:

عدم عنونة النص وهذا يخصم من درجات سيرته الذاتية، لاعتبار العنوان جزءاً من شخصيته، وهو مدخل أنطولوجي لكشف كينونته وسبر أغواره.

▪ ثانياً:

محاصرة النص بفواصل ونُقَط "كعلامات رمزية لازمة فنياً"  فتمترست بغير مواقعها، وبذات الوقت تباعدت عن الفقرات الكلامية كفاصل "نفسي" يوحي بابتعاد الكاتبة عن غصصٍ واقعيةٍ تحاول محاصرتها وبذات الصورة "الكروكية"، إضافة لأغلب "واو العطف" ببعض نصوصها التي توفرت لديّ غير ملتصقة بالمعطوف.

▪ ثالثاً:

التمركز في ذات المنطق الغارق بالشكوى، كمنطقةٍ محاطةٍ بأسلاكٍ مصيريةٍ شائكةِ الفضاء، فضائية المواجع.

▪ رابعاً:

تراكمية أغلب النتائج المؤلمة وعدم تحليلها أو ع الأقل تحريرها أو تحويلها إلى ماضٍ تتحكم به قوانين النسيان.

▪ خامساً:

تعميم فكرة "لم يحن الوقت كي أكون في موقعي الطبيعي من الصورة" هي إحدى العوائق للكاتبة، الأمر الذي أقنعها بأن ترضى بمساواة نفسها بآخرين لم ولن يصلوا لمستواها يوماً وهذا بالحقيقة تواضع أدبي ناتج عن مصالحةٍ بينها وبينها، ولكن على حساب حرف فخم تمتلكه.

▪ سادساً:

كان يفترض تمييز الآية القرآنية "ويل للمطففين" بهكذا فاصلتين ليتأكد للقارئ أن عبارات ما بين الفاصلتين ليس من كلامها وإنما كتناص قرآني استشهادي يسري على الآيات المقدسة أو حتى الشعر والأدب وغيره، طالما انحصرت بين فاصلتين، وهذا أيضاً كجزء من حفظ الحق الفكري والأدبي للآخرين.

▪ سابعاً:

كنت أتمنى أن تستخدام الكاتبه ضمير الغائب بمفردتي: "وجهك، بك" حين قالت: ختمها وجهك، موصولاً بك. لأنها تجسّد حالتين "دراماتيكيتين":

● الأولى: "flash back" كارتجاع "فني" استعادي ذكرياتي.

● الأخرى: "monologue" كمحاكاة نفسية بلغة صامتة.

هنا كان سيكون الأروق تماشياً ميدياتيكياً هو قيمة الغياب، كمن يمضغ شيئاً بفمٍ مغلق.

منصور الأصبحي
29 إبريل 2019م.

                                                                           
                ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄  
                     من مختارات:
              سلطان نعمان البركاني

وقفة على نص

.
                  وقفة على نص..
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

تشبيكُ "ثُبوتيّات" متعاطفةٍ بذكرياتٍ معطوفةٍ عليها، في نصٍ مصبوغ بلونٍ حدائقي أزهرتْ به الكاتبة الأدبية: نبيلة العبسي

     محاكاة سيمنتيكية: منصور الأصبحي

               ❉      ❉      ❉

◼ *النـــــص:*

لكثرة تردد قلبي على حديقة الأشواق..

راقبته فوجدته واقفا منكسرا..

يناقش الزوار ويكثر في الكلام مخافة من ويل للمطففين..

يريهم أوراقه الثبوتية التي تحمل ختمها وجهك..

ذكروه بأن لا يأتي السفهاء أحلامه..

أخبرهم أن حبله السري موصولا بك منذ ولادته..

خشيت عليه من الهلاك؛

كسرت آخر خياراته..

عكازه الخشبي..

                      نبيلة العبسي

             ☆     ☆     ☆

▪أمّا قبل:

الحاجة الملحّة لكل متذوّق لنص من النصوص الأدبية هي أشبه بدعوة نفسية للنّاص أن يستجيب لها، سواء استجابت له الخيالات والأفكار والصور والموسيقى والجماليات وحتى الظروف وأخرى أو لم تستجب، كونه في ذات الحال مستفَراً وبأقصى حالات الاستنفار الذي من خلاله يطلق عنان فكره وأفكاره وخيالاته وإبداعاته العبقرية لإنجاز المهمة بدون شروط مسبّقة أو قيود معقّدة.

▪إلهامات بيداغوجية:

بين يديّ نصّ لا عنوان له ولا مشاكل تقيّده ولا أي سياسات ترافقه من لحظة ميلاده وحتى منصة اعتباره نصاً مسنوداً بـ"وثائقه الثبوتية" كما ذكرتها في إحدى زوايا هذا النص صاحبة النص ذاته والفخامة القلمية وكاتبة أدبية أنجزت مواعيدها المعرفية كتأهيل "بيداغوجي" ارتبط بتجذّرات تربوية، وانتماءات ثقافية، وتهويمات فلسفية لتبدأ بعدها بممارسة الكتابة كمهنة أخلاقية أدبية إنسانية تنويرية بناء على "According to diplomatic customs" كثابت دبلوماسي تألقت خلاله كسفيرةٍ لقلمها الأثير، وكسيناتورة لكاريزميّتها ككاتبة أدبية، هي "النبيلة العبسي" مَن نسجت جانباً من أجنْدتها الرواقية بهذا النص المقتضب أو بغيره من نصوصٍ لها ممتلئة بانزياحاتٍ وشواهد وشوارد ستلتفت لأجلها صفحات أدبية ذات مضامين حقيقية جادّة.

▪في النص:

لكثرة تردد قلبي على حديقة الأشواق

راقبته فوجدته واقفاً منكسراً

للعودة لهذا النص والذي ابتدأته الكاتبة بتأكيد كل حالاتها المكررة كحال مألوف وهو تردد قلبها "كقيمة جمالية" على زيارة حديقة الأشواق، والأشواق هنا لا تحمل معنىً ترفيهياً مُفرغاً من قِيم الإزهار والإبهار بل تجسيداً إثنوجرافياً جاء متلائم التفاصيل التصويرية من أقصى حدائق أميستردام ليضع بصمته عبر بصمة "نبيلة العبسي" من هي الأخرى جاءت ههنا باحثة عن قلبها المخلوق من محتوىً حدائقيّ مهمته اختزال الرحيق والأشواق في آنٍ واحد، لكنه استناداً لشهادة صاحبته "نبيلة" بدا منكسراً وأرجحه انكسار خاطر لا انكسار آخر أبداً، لأن بيئته الجمالية هنا أو اللفظية هنا كذلك ليست بيئة لأيّ تهشم وإنما لانبعاثات كلها ذكرياتية محضة، جاورها حديث عن أطلال وحب بريء، بل وأحاديث أخرَ، ففي حالة حوارية توسعت شيئاً فشيئاً، ذلك ما عبّرت عنه الكاتبة نقلاً عن قلبها:

يناقش الزوار ويكثر في الكلام مخافة من "ويل للمطففين"

بهذه الجزئية العميقة حقّ لي أن أفسر كل ما أتيح من لغة هذا الـ"قلبها" "هيروغليفي" التمتمة وما بين أسطره التي استفرد بها وأشرك صاحبته بتناصية قرآنية دامغة "ويلٌ للمطففين" كجزءٍ من إحقاقٍ للحقّ، ومن وفاءٍ بالعهدٍ، ومن عدالةٍ وجدانيةٍ يمكن جداً الإتكاء عليها لاستقطاب بعض مشاعر تاهت عن السّرب ولذلك احتاجت الكاتبة من قلبها استنفار جهده الأقصى لإعادتها سالمة غانمة وما تحتمله من ثقّالات وحالات وعلاقات وعلامات سيميائية عاطفية.

فالخوف من الخيانة طبيعة بشرية، ونبذها كذلك اعتباراً من أي لحظة استحقّت إثباتا سمائيا لم يأتِ من فراغ ههنا، أو هنالك قطعاً:

يريهم أوراقه الثبوتية التي تحمل ختمها وجهك

ذكّروه بأن لا يأتي السفهاء أحلامه

صور متقاطعة كتفاصيلها وتجاعيد مشهدٍ مهزوزةٌ قسماته وإيماءات "إنفوجرافيكية" لتحويل كل احتمالات اللاّ ممكن وبياناته ومحصلاته وتجاذباته إلى حقائق مزهرية بالغة النقاء، باسطة ذراعَيْ هذا القلب في وصيد المسئولية دون إفراط في العقوبة أو تفريط في الثقة كإحدى ضحايا عهد المرأة الحديدية المخلوقة من عقلها لا من عواطفها ولهذا لم تستَعْدِ الكاتبة أنفاس قلبها بعد هذه الحوارية كاعتبار سلطوي باباوي أو "سايكوبوتي" عدائي بل هي من استعادتها كأنفاسٍ للورد من باب أولى، رغم حدّة المعركة التي أوصلت القلب إلى مراحل أكثر صدامية تطلّب فيها تقرير مصيره وهو ما رصدته "نبيلة العبسي" لحظةَ كان يضع بين يدَيّ الموقف "أوراقه الثبوتية" وما تلاه من استحقاقات مفقودة ربما جاءت كشهادات منها مثلا:

أخبرهم أن حبله السري موصولاً بك منذ ولادته

ففي لحظة حرجة كهذه كان عليها أن تعالج أمراً تعقيدياً، فكلاهما في وضع لا يحسد عليه "سواء قلبها أو الذي انقلب عليه" وكلاهما أيضاً سيحتاج لمناصرة، لكن قلبها كان أكثر احتياجاً - كاحتياط ٍ- من أي شيء آخر:

خشيت عليه من الهلاك!

- كسرت آخر خياراته -:

عكازه الخشبي.

اختتمت "العبسي" نصها بثلاث مفاجآت صادمة بذات مشهد محيّر كحيرةِ الشاعرة "العفراء" صاحبة "عروة بن حزام" بعد أن وصلتها أخبار وفاته لم تُطق الحياة، ويكأنها "كسرت آخر خياراته" كونه كان "عكازها الخشبي" من تستند عليه بعاطفتها أو بظروفها الخشنة - حينذاك - لم تتمالك نفسها فأنشدت:

ألا أيها الركب المخبّون: ويحكم
بحقٍ نعَيتُم عروة بن حزام؟

فلا تهنأ الفتيان بعدك لذة
ولا رجعوا من غيبةٍ بسلام

وقل للحبالى لا تُرجّيْن غائباً
ولا فَرحاتٍ بعده بغلام

▪الحلقة 30 واللاّ أخيرة:

إلى هنا نأتي إلى آخر لقطة تراجيدية وموجعة جداً بهذه القطعة الأدبية لكاتبة لا يمكن أن يمر عليها الزمن مروراً تقليدياً دون إعطائها حقها المسنود بعبقريتها الفذة ولهفة قلمها للفجر إنها "نبيلة العبسي" ولها في الصدارة حديثاً له من الشجون ما يثلج صدرها، وما يبري قلمها ليسري بحرفها ألقاً من الفكرة الندى إلى متابعيها في مختلف العموم، وهذا الذي لن يكن في حسبانها - إلاّ أن يكن - بأن تثق هي بذلك.

                    *     *     *

ملاحظات فنية "لا تقلل من شأن أي نص بل تثريَه وتزيده جمالاً وتستوفيَ كيله":

▪ أولاً:

عدم عنونة النص وهذا يخصم من درجات سيرته الذاتية، لاعتبار العنوان جزءاً من شخصيته، وهو مدخل أنطولوجي لكشف كينونته وسبر أغواره.

▪ ثانياً:

محاصرة النص بفواصل ونُقَط "كعلامات رمزية لازمة فنياً"  فتمترست بغير مواقعها، وبذات الوقت تباعدت عن الفقرات الكلامية كفاصل "نفسي" يوحي بابتعاد الكاتبة عن غصصٍ واقعيةٍ تحاول محاصرتها وبذات الصورة "الكروكية"، إضافة لأغلب "واو العطف" ببعض نصوصها التي توفرت لديّ غير ملتصقة بالمعطوف.

▪ ثالثاً:

التمركز في ذات المنطق الغارق بالشكوى، كمنطقةٍ محاطةٍ بأسلاكٍ مصيريةٍ شائكةِ الفضاء، فضائية المواجع.

▪ رابعاً:

تراكمية أغلب النتائج المؤلمة وعدم تحليلها أو ع الأقل تحريرها أو تحويلها إلى ماضٍ تتحكم به قوانين النسيان.

▪ خامساً:

تعميم فكرة "لم يحن الوقت كي أكون في موقعي الطبيعي من الصورة" هي إحدى العوائق للكاتبة، الأمر الذي أقنعها بأن ترضى بمساواة نفسها بآخرين لم ولن يصلوا لمستواها يوماً وهذا بالحقيقة تواضع أدبي ناتج عن مصالحةٍ بينها وبينها، ولكن على حساب حرف فخم تمتلكه.

▪ سادساً:

كان يفترض تمييز الآية القرآنية "ويل للمطففين" بهكذا فاصلتين ليتأكد للقارئ أن عبارات ما بين الفاصلتين ليس من كلامها وإنما كتناص قرآني استشهادي يسري على الآيات المقدسة أو حتى الشعر والأدب وغيره، طالما انحصرت بين فاصلتين، وهذا أيضاً كجزء من حفظ الحق الفكري والأدبي للآخرين.

▪ سابعاً:

كنت أتمنى أن تستخدام الكاتبه ضمير الغائب بمفردتي: "وجهك، بك" حين قالت: ختمها وجهك، موصولاً بك. لأنها تجسّد حالتين "دراماتيكيتين":

● الأولى: "flash back" كارتجاع "فني" استعادي ذكرياتي.

● الأخرى: "monologue" كمحاكاة نفسية بلغة صامتة.

هنا كان سيكون الأروق تماشياً ميدياتيكياً هو قيمة الغياب، كمن يمضغ شيئاً بفمٍ مغلق.

منصور الأصبحي
29 إبريل 2019م.

                                                                           
                ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄  
                     من مختارات:
              سلطان نعمان البركاني

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *