‏إظهار الرسائل ذات التسميات معالم السنن. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات معالم السنن. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 17 يونيو 2019

القّرآن العظيم والسنَنٌ المطهّره

يقول ابن المبارك - رحمه الله تعالى : (( قلتُ لسفيان الثوري : ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة ! ما سمعتُه يغتاب عدوًا له قطَّ . فقال سفيان : هو والله أعقل من أن يُسلِّط على حسناته مَن يذهب بها )) .

تاريخ بغداد [١٣/٣٦٣] .

قال الحسن بن يوسف : (( يوم مات أبو حنيفة صُلي عليه ست مرات من كثرة الزحام )) .

تهذيب الكمال [٢٩/٤٤٤] .

قال أبو معاوية الضرير - رحمه الله تعالى : (( حبُّ أبي حنيفة من السنة )) .

سير أعلام النبلاء [٦/٤٠١] .

قال علي بن عاصم - رحمه الله تعالى : (( لو وزن علم الإمام أبي حنيفة بعلم أهل زمانه ، لرجح عليهم )) .

سير أعلام النبلاء [٦/٤٠٣] .

قال سفيان بن عيينة :

اﻟﺘﻔﻜﺮ ﻣﻔﺘﺎﺡ اﻟﺮﺣﻤﺔ ، أﻻ ﺗﺮﻯ أن الرجل ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻴﺘﻮﺏ .

حلية الأولياء [٣٠٦/٧] .

قال قتيبة بن مهران : صحبت الكسائي إحدى وخمسين سنة ، وقرأت عليه القرآن كاملاً ، وقرأ هو عليَّ القرآن كاملاً .

غاية النهاية لابن الجزري [٢٦/٢] .

• - قال الأحنف بن قيس : " ما ذكرت أحدًا بسوء بعد أن يقوم من عندي " .

صفة الصفوة : [١٩٩/٣] .

• - عن مخلد بن الحسين قال : " ما تكلَّمتُ بكلمة أريد أن أعتذر منها منذ خمسين سنة " .

حلية الأولياء : [٢٦٦/٨] .

• - عن عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - قال : " قال بعضهم في تفسير العزلة : هو أن تكون مع القوم ، فإن خاضوا في ذكر الله ، فخض معهم ، وإن خاضوا في غير ذلك ، فاسكت " .

الصمت لابن أبي الدنيا : [٢٤١] .

• - قال سهل بن عبد الله التُّسْتَري - رحمه الله تعالى :

" من أخلاق الصدِّيقين أن لا يحلفوا بالله ، وأن لا يغتابوا ، ولا يُغتاب عندهم ، وأن لا يشبعوا ، وإذا وعدوا لم يُخْلِفوا ، ولا يمزحون أصلاً " .

سير أعلام النبلاء : [٣٣٢/١٣] .

• - قال خارجة بن مصعب : " صَحِبَتْ عَبْدَ اللهِ بْن عَوْنٍ أَرُبُعًا وَعِشْرِينَ سِنَّةً ، فَمَا أعْلَمُ أَنَّ الْمَلَاَئِكَةَ كَتَبَتْ عَلِيُّهُ خَطِيئَةً " .

الحلية : [٣٧/٣] .

عن أبي هُريرة رضي اللهُ عنهُ أنَّ رَسُول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ : (( حُجِبَتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ ، وَحُجِبَتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ )) . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

وفي رواية لمسلم : (( حُفَّتْ )) بدل (( حُجِبَتْ )) وَهُوَ بمعناه : أي بينه وبينها هَذَا الحجاب فإذا فعله دخلها .

رياض الصالحين (١٠١)
كتاب المقدمات - باب المجاهدة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ )) . رواه مسلم (٢٩٥٦) .

شرح الحديث : قوله صلى الله عليه وسلم : (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) .
معناه أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة ، مكلف بفعل الطاعات الشاقة ، فإذا مات استراح من هذا ، وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم ، والراحة الخالصة من النقصان . وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات ، فإذا مات صار إلى العذاب الدائم ، وشقاء الأبد . "شرح مسلم للنووي" (ص٣٩٥) .

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما : أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم قال : (( لا يحِلُّ لامرأةٍ تؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخَرِ ، تُسافِرُ مَسيرَةَ ثَلاثِ ليالٍ ، إلَّا ومعها ذو مَحْرَمٍ )) . رواه البخاري (١٠٨٦) ، ومسلم (١٣٣٨) واللفظ له .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال : سمعْتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسَلَّم يخطُبُ ، يقول : (( لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلَّا ومعها ذو مَحْرَمٍ ، ولا تسافِرِ المرأةُ إلَّا مع ذي مَحْرَمٍ ، فقام رجلٌ ، فقال : يا رَسولَ اللهِ ، إنَّ امرَأتي خرجت حاجَّةً ، وإنِّي اكْتُتِبْتُ في غزوةِ كذا وكذا ، قال : انطَلِقْ فحُجَّ مع امرأَتِك )) . رواه البخاري (٥٢٣٣) ، ومسلم (١٣٤١) واللفظ له .

عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه ، عَنِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسَلَّم ، قال : (( لا طاعَةَ في معصِيَةِ اللهِ ، إنَّما الطَّاعَةُ في المعروفِ )) . رواه البخاري (٧٢٥٧) ، ومسلم (١٨٤٠) واللفظ له .

• - قال الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى :

• - لا عصمة إلا للملائكة والنبيين ، وكل أحد يصيب ويخطئ ، ويؤخذ من قوله ويترك ، سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه معصوم ، مؤيد بالوحي .

📜【 سير أعلام النبلاء             (٤٠٢/٤) 】

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ بِسْمِ اللهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا . فَرُزِقَا وَلَدًا ، لَمْ يَضُرُّهُ الشَّيْطَانُ )) .

رواه البخاري (٣٢٧١)
كتاب بدء الخلق - باب صفة إبليس وجنوده

قال سفيان الثوري لعلي السلمي :

أصلح سريرتك يصلح الله لك علانيتك ، وعليك بقلة الكلام يلين قلبك .

حلية الأولياء [٨٢/٧] .

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ خَتَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخِي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلاَ دِينَارًا وَلاَ عَبْدًا وَلاَ أَمَةً وَلاَ شَيْئًا ، إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلاَحَهُ وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً .

رواه البخاري (٢٧٣٩)
كتاب الوصايا - باب الوصايا

(( الخَتَن )) : الصِّهر .

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى فَقَالَ لاَ . فَقُلْتُ كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ أَوْ أُمِرُوا بِالْوَصِيَّةِ قَالَ أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ .

رواه البخاري (٢٧٤٠)
كتاب الوصايا - باب الوصايا

• - قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالىٰ :

• - الكفر والمعاصي والفسوق كلُّه غموم ، وكلما عزم العبد أن يخرج منه ، أبت عليه نفسه وشيطانه ومألفهُ ، فلا يزال في غم ذلك حتى يموت ، فإن لم يخرج من غم ذلك في الدنيا ، بقي في غمه في البرزخ ، وفي القيامة ، وإن خرج من غمه ، وضيقه هاهنا ، خرج منه هناك ، فما حبس العبد عن الله في هذه الدار حبسه عنه بعد الموت ، وكان معذبًا به هناك كما كان قلبه معذبا به في الدنيا ، فليس العشاق والفجرة والظلمة في لذة في هذه الدار ، وإنما هم معذبون فيها وفي البرزخ وفي القيامة ، ولكن سكر الشهوة وموت القلب حال بينهم وبين الشعور بالألم ، فإذا حيل بينهم وبين ما يشتهون ، أحضرت نفوسهم الألم الشديد ، وصار يعمل فيها بعد الموت نظير ما يعمل الدود في لحومهم ، فالآلام تأكل أرواحهم ، غير أنها لا تفنىٰ ، والدود يأكل جسومهم .

📜【 روضة المحبين                 (٥٩٨/١) 】

• - قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى :

• - دَلَّتِ الْأَدِلَّةُ الْقَطْعِيَّةُ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ طَائِفَةً مِنْ عُصَاةِ الْمُؤْمِنِينَ يُعَذَّبُونَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ .

📜【 فتح الباري                  (٢٢٦/١) 】

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ لَمْ يَرَهُ ، كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ ، وَلَنْ يَفْعَلَ ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً ، عُذِّبِ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ )) .

رواه البخاري (٧٠٤٢)
باب من كذب في حلمه - كتاب التعبير

(( مَن تحلَّم بحلم )) : أي تكلف الحلم ، وزعم أنه رأى ولم ير .
(( يعقد بين شعيرتين )) : تعجيزًا أو تعذيبًا .
(( الآنُك )) : بالمد وضم النون وتخفيف الكاف ، وهو الرصاص المذاب ، وقيل : هو الرصاص الأبيض ، وقيل : الأسود ، وقيل : هو الخالص منه .

عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ مَرَّ بِالشَّامِ عَلَى أُنَاسٍ وَقَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ وَصُبَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الزَّيْتُ فَقَالَ مَا هَذَا قِيلَ يُعَذَّبُونَ فِي الْخَرَاجِ . فَقَالَ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا )) .

رواه مسلم (٢٦١٣)
باب الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق - كتاب البر والصلة والآدب

قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى : هذا محمول على التعذيب بغير حق ، فلا يدخل فيه التعذيب بحق كالقصاص ، والحدود ، والتعزير ، ونحو ذلك .

• - قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى :

• - إذا كنت تقوم لعملك في الدنيا فلماذا لا تقوم لعملك في الآخرة ؟!

📜【 مجموع فتاوى ورسائل      (٢٣/١٢) 】

• - قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالىٰ :

• - مَن علتْ هِمتهُ ، وخَشعتْ نَفسهُ ، اتّصف بِكُل خلقٍ جميل ، وَمن دنت همته ، وطغت نَفسه ، اتّصف بِكُل خلق رذيل .

📜【 الـفـوائـد                       (١٤٤/١) 】

• - قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالىٰ :

• - تدبير الحق عز وجل لك خير من تدبيرك ، وقد يمنعك ما تهوىٰ ابتلاء ، ليبلو صبرك ، فأره الصبر الجميل ، تر عن قرب ما يسر .

📜【 صيد الخاطر              (٢٠٥/١) 】

قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى :

تدبير الحق عز وجل لك خير من تدبيرك ، وقد يمنعك ما تهوى ابتلاء ، ليبلو صبرك ، فأره الصبر الجميل ، تر عن قربٍ ما يسر .
ومتى نظفت طرق الإجابة عن أدران الذنوب ، وصبرت على ما يقضيه لك ، فكل ما يجري أصلح لك ، عطاءً كان أو منعًا .

صيد الخاطر [٢٠٥/١] .

عن ابن مسعودٍ رضي اللهُ عنهُ عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ : (( لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ! )) فَقَالَ رَجُلٌ : إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ، وَنَعْلُهُ حَسَنةً ، فَقَالَ : (( إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ ، الكِبْرُ : بَطَرُ الحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ )) . رواه مسلم .

ومعنى (( بَطَرُ الحَقِّ )) دَفْعُه ، (( وغَمْطُهُمْ )) : احْتِقَارُهُمْ ، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُهُ أوْضَحَ مِنْ هَذَا في باب الكِبْرِ .

رياض الصالحين (١٥٧٥)
كتاب الأمور المنهي عنها - باب تحريم احتقار المسلمين

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ )) . قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً . قَالَ : (( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ )) .

رواه مسلم (٩١)
باب تحريم الكبر وبيانه - كتاب الإيمان

( بطر الحق ) : رده بعد معرفته .

( وغمط الناس ) : احتقارهم .

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّة مِنْ كِبْرٍ ! )) فَقَالَ رَجُلٌ : إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ، ونَعْلُهُ حَسَنَةً ؟ قَالَ : (( إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ ، الكِبْرُ : بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ )) . رواه مسلم .

(( بَطَرُ الحَقِّ )) : دَفْعُهُ وَرَدُّهُ عَلَى قَائِلِهِ ، وَ(( غَمْطُ النَّاسِ )) : احْتِقَارُهُمْ .

رياض الصالحين (٦١٢)
باب تحريم الكبر والإعجاب - كتاب المقدمات

• - قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى :

• - إذا فسد الزمان ورأيت أن اختلاطك مع الناس لا يزيدك إلا شرًا وبعدًا من الله فعليك بالوحدة اعتزل قال النبي صلى الله عليه وسلم : يوشك أن يكون خير مال الرجل غنمًا يتبع بها شعث الجبال ومراتع القطر .

📜【 شرح رياض الصالحين     (٣٥٤/٥) 】

• - قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى :

• - لقد خاب قوم تهاونوا بصلاتهم حتى ثقلت عليهم فأشبهوا بذلك المنافقين تجد أحدهم تحبسه الحاجة الدنيوية ساعة أو ساعتين أو أكثر من ذلك ، ولو كانت قليلة وزهيدة ، ولا يستطيع أن يصبر عشر هذا الزمن للصلاة المكتوبة الصلاة عنده أثقل من الجبال وتنعيم بدنه ، واتباع لذاته عنده هو رأس المال ، فما أعظم خسارته ، وما أطول ندمه عند أخذ الكتب باليمين وبالشمال .

📜【 الضياء اللامع                (١٣٦/١) 】

الاثنين، 29 أبريل 2019

من.وحي.القران.tt

.من.وحي.القران.tt

✍الجراد يسير ضمن
ترتيب معين كأسراب متتابعة تعرف أين تذهب وأين تسير.؟؟

بينما الفراش يسير
بشكل فوضوي لا يدري
أين يذهب فتارة  يمشي يمنة وتارة يمشي يسرة.

سبحان الله ،،،
عند قيام  الساعة  الناس
تسير إلى غير هدى يملؤهم الخوف والفزع والشدة
فحالهم آنذاك يكون كحال الفراش الذي لا يدري أين يذهب ؟؟

و لذلك قال الله تعالى:
(الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ )

أما عند البعث والنشور
وخروج الناس من قبورهم فإنهم يتجهون
إلى ساحة المحشر
كأنهم جراد منتشر
يسير ضمن أسراب منتشرة تعرف أين تتجه والى أين مصيرها.؟؟

يقول الله تعالى:
(خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ )

ما أعظم بلاغة القرآن💫💫
🙋🏻‍♂

السبت، 27 أبريل 2019

لغات [لهجات] القبائل العربية في القرآن

تابع...
                   طاقــة مــن:
  لغات [لهجات] القبائل العربية في القرآن
   للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام..(37)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

◼ *ســــــــورة الصــــــف:*

▪ *(كَبُرَ مَقتاً عِندَ اللَهِ)* - 3 - يعني: عَظُمَ مَقتاً بلغة قريش.

▪ *(فَلَما زاغوا أَزاغ الله قُلوبَهُم)* - 5 - يعني: فلما مالوا أما الله قلوبهم.

                    *     *     *

◼ *ســــــــورة الجمعــــــة:*

▪ *(كَمَثَلِ الحِمارِ يِحمِلُ أَسفاراً)* - 6 - يعني: كتابا بلغة كنانة.

▪ *(اِنفَضّوا إِليها)* - 11 - يعني: ذهبوا بلغة الخزرج.

                                                                                 يتبع...                     
                ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄  
                     من مختارات:
              سلطان نعمان البركاني

لغات [لهجات] القبائل العربية في القرآن

تابع...
                   طاقــة مــن:
  لغات [لهجات] القبائل العربية في القرآن
   للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام..(37)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

◼ *ســــــــورة الصــــــف:*

▪ *(كَبُرَ مَقتاً عِندَ اللَهِ)* - 3 - يعني: عَظُمَ مَقتاً بلغة قريش.

▪ *(فَلَما زاغوا أَزاغ الله قُلوبَهُم)* - 5 - يعني: فلما مالوا أما الله قلوبهم.

                    *     *     *

◼ *ســــــــورة الجمعــــــة:*

▪ *(كَمَثَلِ الحِمارِ يِحمِلُ أَسفاراً)* - 6 - يعني: كتابا بلغة كنانة.

▪ *(اِنفَضّوا إِليها)* - 11 - يعني: ذهبوا بلغة الخزرج.

                                                                                 يتبع...                     
                ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄  
                     من مختارات:
              سلطان نعمان البركاني

الجمعة، 26 أبريل 2019

ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻄﻬﺎﺭﺓ

.

ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻄﻬﺎﺭﺓ
ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺩاﺳﺔ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ «ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﺒﺮاﺯ اﻧﻄﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮاﻩ ﺃﺣﺪ» .
اﻟﺒﺮاﺯ ﺑﺎﻟﺒﺎء اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ اﺳﻢ ﻟﻠﻔﻀﺎء اﻟﻮاﺳﻊ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻛﻨﻮا ﺑﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﻮا ﺑﺎﻟﺨﻼء ﻋﻨﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﺗﺒﺮﺯ اﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫا ﺗﻐﻮﻁ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﺮاﺯ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺗﺨﻠﻰ ﺇﺫا ﺻﺎﺭ ﺇﻟﻰ اﻟﺨﻼ ﻭﺃﻛﺜﺮ اﻟﺮﻭاﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ اﻟﺒﺮاﺯ ﺑﻜﺴﺮ اﻟﺒﺎء ﻭﻫﻮ ﻏﻠﻂ ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺒﺮاﺯ ﻣﺼﺪﺭ ﺑﺎﺭﺯﺕ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﺏ ﻣﺒﺎﺭﺯﺓ ﻭﺑﺮاﺯا.
ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﺩﺏ اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻋﻦ ﺣﻀﺮﺓ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺮاﺡ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ. ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻻﺳﺘﺘﺎﺭ ﺑﺎﻷﺑﻨﻴﺔ ﻭﺿﺮﺏ اﻟﺤﺠﺐ ﻭﺇﺭﺧﺎء اﻟﺴﺘﻮﺭ ﻭﺇﻋﻤﺎﻕ اﻵﺑﺎﺭ ﻭاﻟﺤﻔﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﺴﺎﺗﺮﺓ ﻟﻠﻌﻮﺭاﺕ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺘﺒﻮﺃ ﻟﺒﻮﻟﻪ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﺘﻴﺎﺡ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺷﻴﺦ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎء ﻓﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﺒﻮﻝ

..ﻓﺄﺗﻰ ﺩﻣﺜﺎ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﺟﺪاﺭ ﻓﺒﺎﻝ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﺫا ﺃﺭاﺩ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﻮﻝ ﻓﻠﻴﺮﺗﺪ ﻟﺒﻮﻟﻪ» .
اﻟﺪﻣﺚ اﻟﻤﻜﺎﻥ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺬﻱ ﻳﺨﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﻮﻝ ﻓﻼ ﻳﺮﺗﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺋﻞ. ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺇﺫا ﻭﺻﻒ ﺑﺎﻟﻠﻴﻦ ﻭاﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﺪﻣﺚ اﻟﺨﻠﻖ ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻣﺎﺛﺔ. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻓﻠﻴﺮﺗﺪ ﺃﻱ ﻟﻴﻄﻠﺐ ﻭﻟﻴﺘﺤﺮ، ﻭﻣﻨﻪ اﻟﻤﺜﻞ ﺇﻥ اﻟﺮاﺋﺪ ﻻ ﻳﻜﺬﺏ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻫﻮ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺒﻌﺜﻪ اﻟﻘﻮﻡ ﻳﻄﻠﺐ ﻟﻬﻢ اﻟﻤﺎء ﻭاﻟﻜﻸ، ﻳﻘﺎﻝ ﺭاﺩﻫﻢ ﻳﺮﻭﺩﻫﻢ ﺭﻳﺎﺩا ﻭاﺭﺗﺎﺩ ﻟﻬﻢ اﺭﺗﻴﺎﺩا.
ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﺒﺎﺋﻞ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺭﺽ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻠﺒﺔ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﺠﺮا ﺃﻭ ﻋﻮﺩا ﻓﻴﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﺑﻪ ﻭﻳﺜﻴﺮ ﺗﺮاﺑﻬﺎ ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺩﻣﺜﺎ ﺳﻬﻼ ﻓﻼ ﻳﺮﺗﺪ ﺑﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻗﻠﺖ: ﻭﻳﺸﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺠﺪاﺭ اﻟﺬﻱ ﻗﻌﺪ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﺪاﺭا ﻋﺎﺩﻳﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻥ اﻟﺒﻮﻝ ﻳﻀﺮ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﺒﻨﺎء ﻭﻳﻮﻫﻲ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻠﻚ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ، ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻌﻮﺩﻩ ﻣﺘﺮاﺧﻴﺎ ﻋﻦ ﺟﺬﻣﻪ!!! ﻓﻼ ﻳﺼﻴﺒﻪ اﻟﺒﻮﻝ ﻓﻴﻀﺮ ﺑﻪ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫا ﺩﺧﻞ اﻟﺨﻼء
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﻫﻮ اﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ اﻟﺒﺼﺮﻱ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻦ اﻟﻨﻀﺮ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺭﻗﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺸﻮﺵ ﻣﺤﺘﻀﺮﺓ ﻓﺈﺫا ﺃﺗﻰ ﺃﺣﺪﻛﻢ اﻟﺨﻼء ﻓﻠﻴﻘﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺚ ﻭاﻟﺨﺒﺎﺋﺚ» .
اﻟﺤﺸﻮﺵ اﻟﻜﻨﻒ ﻭﺃﺻﻞ اﻟﺤﺶ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻨﺨﻞ اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻀﻮﻥ ﺣﻮاﺋﺠﻬﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭا اﻟﻜﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻓﻴﻪ ﻟﻐﺘﺎﻥ ﺣﺶ ﻭﺣﺶ. ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻣﺤﺘﻀﺮﺓ ﺃﻱ ﺗﺤﻀﺮﻫﺎ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﺗﻨﺘﺎﺑﻬﺎ. ﻭاﻟﺨﺒﺚ ﺑﻀﻢ اﻟﺒﺎء ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﺨﺒﻴﺚ، ﻭاﻟﺨﺒﺎﺋﺚ ﺟﻤﻊ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺫﻛﺮاﻥ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﺇﻧﺎﺛﻬﻢ، ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ اﻟﺨﺒﺚ

..

ﺳﺎﻛﻨﺔ اﻟﺒﺎء ﻭﻫﻮ ﻏﻠﻂ ﻭاﻟﺼﻮاﺏ اﻟﺨﺒﺚ ﻣﻀﻤﻮﻣﺔ اﻟﺒﺎء، ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻷﻋﺮاﺑﻲ ﺃﺻﻞ اﻟﺨﺒﺚ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ اﻟﻌﺮﺏ اﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻜﻼﻡ ﻓﻬﻮ اﻟﺸﺘﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻞ
ﻓﻬﻮ اﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻬﻮ اﻟﺤﺮاﻡ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﺸﺮاﺏ ﻓﻬﻮ اﻟﻀﺎﺭ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻛﺮاﻫﺔ اﺳﺘﻘﺒﺎﻝ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ: «ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﻜﻢ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﺘﻰ اﻟﺨﺮاءﺓ، ﻗﺎﻝ ﺃﺟﻞ ﻟﻘﺪ ﻧﻬﺎﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﺑﻐﺎﺋﻂ ﺃﻭ ﺑﻮﻝ ﻭﺃﻥ ﻧﺴﺘﻨﺠﻲ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺠﻲ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻨﺠﻲ ﺑﺮﺟﻴﻊ ﺃﻭ ﻋﻈﻢ» .
اﻟﺨﺮاءﺓ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ اﻟﺨﺎء ﻣﻤﺪﻭﺩﺓ اﻷﻟﻒ ﺃﺩﺏ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭاﻟﻘﻌﻮﺩ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻭﺃﻛﺜﺮ اﻟﺮﻭاﺓ ﻳﻔﺘﺤﻮﻥ اﻟﺨﺎء ﻭﻻ ﻳﻤﺪﻭﻥ اﻷﻟﻒ ﻓﻴﻔﺤﺶ ﻣﻌﻨﺎﻩ. ﻭﻧﻬﻴﻪ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻨﺠﺎء ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻧﻬﻲ ﺗﺄﺩﻳﺐ ﻭﺗﻨﺰﻳﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ اﻟﻴﻤﻴﻦ ﻣﺮﺻﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﺩﺏ اﻟﺴﻨﺔ ﻟﻷﻛﻞ ﻭاﻟﺸﺮﺏ ﻭاﻷﺧﺬ ﻭاﻹﻋﻄﺎء ﻭﻣﺼﻮﻧﺔ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ اﻟﺴﻔﻞ ﻭاﻟﻤﻐﺎﺑﻦ ﻭﻋﻦ ﻣﻤﺎﺳﺔ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺠﺎﺭﻱ اﻷﺛﻔﺎﻝ ﻭاﻟﻨﺠﺎﺳﺎﺕ. ﻭاﻣﺘﻬﻨﺖ اﻟﻴﺴﺮﻯ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﺳﺎﻓﻞ اﻟﺒﺪﻥ ﻹﻣﺎﻃﺔ ﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﺬاﺭاﺕ ﻭﺗﻨﻈﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ ﻭاﻟﺸﻌﺚ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺇﺫا اﺳﺘﻨﺠﻰ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺰﻩ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺰﻳﻪ ﺇﺫا اﺳﺘﻨﺠﻰ ﺑﺮﺟﻴﻊ ﺃﻭ ﻋﻈﻢ ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ اﻟﻨﻬﻲ ﻗﺪ اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻭاﺣﺪ ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻓﺼﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻛﺎﻥ اﻟﻔﺼﻞ اﻵﺧﺮ ﻛﺬﻟﻚ.

..

ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻧﺎ ﺃﺑﻲ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺑﺎﻥ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ.
ﻗﻠﺖ ﻭﻓﻲ ﻫﺬا ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﻭاﻟﺼﺤﺮاء ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺟﺎﺑﺮا ﺗﻮﻫﻢ ﺃﻥ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮﻡ ﻓﺤﻤﻞ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺦ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻫﻴﺐ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻌﻘﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻌﻘﻞ اﻷﺳﺪﻱ. ﻗﺎﻝ ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ ﺑﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﻏﺎﺋﻂ.
ﺃﺭاﺩ ﺑﺎﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﻫﺬا ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ اﻻﺣﺘﺮاﻡ ﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻨﺎ. ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ اﺳﺘﺪﺑﺎﺭ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻷﻥ ﻣﻦ اﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺪﺑﺮ اﻟﻜﻌﺒﺔ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼء
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﻼﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ (ﻻ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﺮﺟﻼﻥ ﻳﻀﺮﻣﺎﻥ اﻟﻐﺎﺋﻂ ﻛﺎﺷﻔﻴﻦ ﻋﻮﺭﺗﻬﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻤﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ) .
ﻗﻮﻟﻪ ﻳﻀﺮﻣﺎﻥ اﻟﻐﺎﺋﻂ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺃﺑﻲ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻳﻘﺎﻝ ﺿﺮﺑﺖ اﻷﺭﺽ

.. ﺇﺫا ﺃﺗﻴﺖ اﻟﺨﻼ ﻭﺿﺮﺑﺖ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺇﺫا ﺳﺎﻓﺮﺕ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻳﺮﺩ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻮﻝ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﺑﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ اﻟﻀﺤﺎﻙ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ. ﻗﺎﻝ ﻣﺮ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻮﻝ ﻓﺴﻠﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭﺭﻭﻯ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻴﻤﻢ ﺛﻢ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺴﻼﻡ.
ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺑﻦ ﻗﻨﻔﺬ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﺿﺄ ﺛﻢ اﻋﺘﺬﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﻛﺮﻫﺖ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺮ.
ﻗﻠﺖ ﻭﻓﻲ ﻫﺬا ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺴﻼﻡ اﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻲ ﺑﻪ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ اﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺪﺛﻨﺎﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﺪﺑﺮﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺭاﻓﻊ ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻥ اﻟﺴﻼﻡ اﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ ﻓﺄﻓﺸﻮﻩ ﺑﻴﻨﻜﻢ» .
ﻭﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻴﻤﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺮ ﻟﻐﻴﺮ ﻣﺮﺽ ﻭﻻ ﺟﺮﺡ. ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬا ﺫﻫﺐ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺐ ﻳﺨﺎﻑ ﺇﻥ اﻏﺘﺴﻞ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ ﻗﺎﻝ ﻳﺘﻴﻤﻢ ﻭﻳﺼﻠﻲ ﻗﺒﻞ ﻓﻮاﺕ اﻟﻮﻗﺖ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺮﺃﻱ ﺇﺫا ﺧﺎﻑ ﻓﻮاﺕ ﺻﻼﺓ اﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻭاﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻳﺘﻴﻤﻢ ﻭﺃﺟﺰﺃﻩ.
ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﺠﺔ ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺒﻮﺳﺎ ﻓﻲ ﺣﺶ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻴﻤﻢ ﻭﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ اﻹﻣﻜﺎﻥ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻋﺎﺩﺓ ﺇﺫا ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﻠﻮﺏ ﻭﻓﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﺎء ﻭﻻ ﺗﺮاﺑﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﻌﻴﺪ ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﻷﻭﻗﺎﺕ اﻟﺼﻼﺓ ﺃﺫﻣﺔ!!! ﺗﺮﻋﻰ ﻭﻻ ﺗﻌﻄﻞ ﺣﺮﻣﺎﺗﻬﺎ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ

....

ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻠﻴﺼﻤﻪ ﻭﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﻓﻠﻴﻤﺴﻚ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻨﻬﺎﺭ. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺻﻮﻡ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻭﻗﺪ ﻳﻤﻀﻰ ﻓﻲ ﻓﺎﺳﺪ اﻟﺤﺞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮﺏ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻓﺮﺿﻪ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻻﺳﺘﺒﺮاء ﻣﻦ اﻟﺒﻮﻝ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻭﻫﻨﺎﺩ ﺑﻦ اﻟﺴﺮﻱ ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ، ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻷﻋﻤﺶ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺠﺎﻫﺪا ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻃﺎﻭﺱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺃﻣﺎ ﻫﺬا ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﺮﻯء ﺃﻭ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺰﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﻮﻝ ﻭﺃﻣﺎ ﻫﺬا ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﺛﻢ ﺩﻋﺎ ﺑﻌﺴﻴﺐ ﺭﻃﺐ ﻓﺸﻘﻪ ﺑﺎﺛﻨﻴﻦ ﺛﻢ ﻏﺮﺱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻭاﺣﺪا ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻭاﺣﺪا ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻤﺎ اﻟﻌﺬاﺏ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻴﺒﺴﺎ.
ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺬﺑﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﻳﺸﻖ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻮ ﺃﺭاﺩا ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻼﻩ ﻭﻫﻮ اﻟﺘﻨﺰﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﻮﻝ ﻭﺗﺮﻙ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺃﻥ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ اﻟﺨﺼﻠﺘﻴﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻥ اﻟﺬﻧﺐ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻫﻴﻦ ﺳﻬﻞ.
ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻣﺎ ﻫﺬا ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺰﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﻮﻝ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻷﺑﻮاﻝ ﻛﻠﻬﺎ ﻧﺠﺴﺔ ﻣﺠﺘﻨﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺄﻛﻮﻝ اﻟﻠﺤﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺄﻛﻮﻟﻪ ﻟﻮﺭﻭﺩ اﻟﻠﻔﻆ ﺑﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﻤﻮﻡ ﻭاﻟﺸﻤﻮﻝ ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻋﺬاﺏ اﻟﻘﺒﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﻏﺮﺳﻪ ﺷﻖ اﻟﻌﺴﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻴﺒﺴﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﺄﺛﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﻌﻞ ﻣﺪﺓ ﺑﻘﺎء اﻟﻨﺪاﻭﺓ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺣﺪا ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﻌﺬاﺏ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﺠﺮﻳﺪ اﻟﺮﻃﺐ

....
..ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺲ ﻭاﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪاﻥ ﺗﻔﺮﺵ اﻟﺨﻮﺹ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﺭ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ ﻭﺃﺭاﻫﻢ ﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻫﺬا ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻤﺎ ﺗﻌﺎﻃﻮﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺒﻮﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻭاﺋﻞ ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻗﺎﻝ ﺃﺗﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺒﺎﻃﺔ ﻗﻮﻡ ﻓﺒﺎﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺛﻢ ﺩﻋﺎ ﺑﻤﺎء ﻓﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﺗﺒﺎﻋﺪ ﻓﺪﻋﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﻋﻘﺒﻪ.
اﻟﺴﺒﺎﻃﺔ ﻣﻠﻘﻰ اﻟﺘﺮاﺏ ﻭاﻟﻘﻤﺎﻡ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻔﻨﺎء اﻟﺪاﺭ ﻣﺮﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻷﻏﻠﺐ ﺳﻬﻼ ﻣﻨﺜﺎﻻ ﻳﺨﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﻮﻝ ﻓﻼ ﻳﺮﺗﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺋﻞ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻮﻟﻪ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻠﻘﻌﻮﺩ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ اﻟﺴﺒﺎﻃﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺟﺮﺡ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻌﻮﺩ ﻣﻌﻪ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ.
ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻬﻤﺪاﻧﻲ،، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﻏﺴﺎﻥ اﻟﺠﻌﻔﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻌﻦ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ اﻟﻘﺰاﺯ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺰﻧﺎﺩ ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺡ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺄﺑﻀﻪ.
ﻭﺣﺪﺛﻮﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮﺏ ﺗﺴﺘﺸﻔﻲ ﻟﻮﺟﻊ اﻟﺼﻠﺐ ﺑﺎﻟﺒﻮﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻨﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻟﻌﻠﺔ. ﻛﺎﻥ ﺑﻪ ﺇﺫ ﺫاﻙ ﻭﺟﻊ اﻟﺼﻠﺐ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺒﻮﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺃﺣﺼﻦ ﻟﻠﺪﺑﺮ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﺇﺫا ﺗﻔﺎﺝ ﻗﺎﻋﺪا اﺳﺘﺮﺧﺖ ﻣﻘﻌﺪﺗﻪ، ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺼﻦ ﻟﻬﺎ، ﻭاﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭاﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻮﻝ ﻗﺎﻋﺪا ﻭﻫﺬا ﻫﻮ اﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﻫﻮ

...

اﻟﻤﺴﺘﺤﺴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺩاﺕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻧﺎﺩﺭا ﻟﺴﺒﺐ ﺃﻭ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺩﻋﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻓﻲ اﻟﺨﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺪاﻓﻌﺔ اﻟﺒﻮﻝ ﻭﻣﺼﺎﺑﺮﺗﻪ ﻣﻜﺮﻭﻫﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮﺭ ﻭاﻷﺫﻯ، ﻭﻓﻴﻪ ﺟﻮاﺯ اﻟﻤﺴﺢ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﺙ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﻴﻦ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﺪﻋﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﻋﻘﺒﻪ ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺇﺩﻧﺎﺋﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﻊ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﺫا ﺃﺭاﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺘﺮا ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ اﻟﺴﺒﺎﻃﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻷﻓﻨﻴﺔ ﻭاﻟﻤﺤﺎﻝ اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻘﻌﺔ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺭﺓ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﻧﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺒﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: اﺗﻘﻮا اﻟﻻﻋﻨﻴﻦ ﻗﻴﻞ ﻭﻣﺎ اﻟﻻﻋﻨﺎﻥ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: اﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻇﻠﻬﻢ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ اﻟﺮﻣﻠﻲ ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﺃﺗﻢ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﺣﺪﺛﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻴﻮﺓ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺤﻤﻴﺮﻱ ﺣﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: اﺗﻘﻮا اﻟﻤﻼﻋﻦ اﻟﺜﻼﺙ اﻟﺒﺮاﺯ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺭﺩ ﻭﻗﺎﺭﻋﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭاﻟﻈﻞ.
ﻗﻮﻟﻪ اﺗﻘﻮا اﻟﻻﻋﻨﻴﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻷﻣﺮﻳﻦ اﻟﺠﺎﻟﺒﻴﻦ ﻟﻠﻌﻦ اﻟﺤﺎﻣﻠﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻭاﻟﺪاﻋﻴﻴﻦ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ ﻟﻌﻦ ﻭﺷﺘﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺭا ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ اﻟﻻﻋﻨﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻻﻋﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻠﻌﻮﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا ﺳﺮ ﻛﺎﺗﻢ ﺃﻱ ﻣﻜﺘﻮﻡ ﻭﻋﻴﺸﺔ ﺭاﺿﻴﺔ ﺃﻱ ﻣﺮﺿﻴﺔ، ﻭاﻟﻤﻼﻋﻦ ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻠﻌﻦ ﻭاﻟﻤﻮاﺭﺩ ﻃﺮﻕ اﻟﻤﺎء ﻭﺃﺣﺪﻫﺎ ﻣﻮﺭﺩﺓ ﻭاﻟﻈﻞ ﻫﻨﺎ ﻳﺮاﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﺘﻈﻞ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﺬﻱ اﺗﺨﺬﻭﻩ ﻣﻘﻴﻼ

...

ﻭﻣﻨﺎﺧﺎ ﻳﻨﺰﻟﻮﻧﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻇﻞ ﻳﺤﺮﻡ اﻟﻘﻌﻮﺩ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺗﺤﺘﻪ ﻓﻘﺪ ﻗﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺤﺎﺟﺘﻪ ﺗﺤﺖ ﺣﺎﻳﺶ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻞ ﻭﻟﻠﺤﺎﻳﺶ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻇﻞ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻭﺭﺩ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻈﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺭﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻣﻨﺰﻻ ﻟﻬﻢ.

ﺑﺎﺏ اﻟﺒﻮﻝ ﻗﻲ اﻟﻤﺴﺘﺤﻢ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭاﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺷﻌﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﻐﻔﻞ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻻ ﻳﺒﻮﻟﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺤﻤﻪ ﺛﻢ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻮﺳﻮاﺱ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ.
اﻟﻤﺴﺘﺤﻢ اﻟﻤﻐﺘﺴﻞ ﻭﺳﻤﻲ ﻣﺴﺘﺤﻤﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﻤﻴﻢ ﻭﻫﻮ اﻟﻤﺎء اﻟﺤﺎﺭ اﻟﺬﻱ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺑﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﺟﺪﺩا ﺻﻠﺒﺎ ﺃﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﻠﻚ ﻳﻨﻔﺬ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﻮﻝ ﻭﻳﺴﻴﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺎء ﻓﻴﻮﻫﻢ اﻟﻤﻐﺘﺴﻞ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﻩ ﻭﺭﺷﺎﺷﻪ ﻓﻴﻮﺭﺛﻪ اﻟﻮﺳﻮاﺱ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫا ﺧﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﺨﻼء
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺃﺑﻰ ﺑﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﺧﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﺋﻂ ﻗﺎﻝ ﻏﻔﺮاﻧﻚ.
اﻟﻐﻔﺮاﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﻛﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﺼﺒﻪ ﺑﺈﺿﻤﺎﺭ اﻟﻄﻠﺐ ﻭاﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻏﻔﺮاﻧﻚ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ اﻟﻠﻬﻢ ﻋﻔﻮﻙ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﻫﺐ ﻟﻲ ﻋﻔﻮﻙ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻭﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻓﻲ ﺗﻌﻘﻴﺒﻪ اﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ اﻟﺨﻼء ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻗﻮﻻﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺪﺓ ﻟﺒﺜﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼء، ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﻬﺠﺮ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻫﺠﺮاﻥ اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻘﺼﻴﺮا ﻭﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺫﻧﺒﺎ ﻓﺘﺪاﺭﻛﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ

....

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻻﺳﺘﻨﺠﺎء ﺑﺎﻟﻤﺎء
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻮاﺳﻄﻲ ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺤﺬاء ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ ﺣﺎﺋﻄﺎ ﻭﻣﻌﻪ ﻏﻼﻡ ﻣﻌﻪ ﻣﻴﻀﺄﺓ ﻭﻫﻮ ﺃﺻﻐﺮﻧﺎ ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺪﺭﺓ ﻓﻘﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻓﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻗﺪ اﺳﺘﻨﺠﻰ ﺑﺎﻟﻤﺎء.
اﻟﻤﻴﻀﺄﺓ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﺗﺴﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﺑﻪ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﻤﻞ اﻟﺨﺎﺩﻡ اﻟﻤﺎء ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻐﺘﺴﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻭﺃﻥ اﻷﺩﺏ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻴﻪ اﻷﺻﺎﻏﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﺪﻡ ﺩﻭﻥ اﻟﻜﺒﺎﺭ. ﻭﻓﻴﻪ اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ اﻻﺳﺘﻨﺠﺎء ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻣﺠﺰﻳﺔ. ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻩ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ اﻻﺳﺘﻨﺠﺎء ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺃﻥ اﻟﻤﺎء ﻧﻮﻉ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﻌﻮﻡ ﻓﻜﺮﻫﻪ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﺗﺒﻄﻠﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺮاء ﻳﻜﺮﻩ اﻟﻮﺿﻮء ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻉ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺬ ﻟﻪ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺭﻛﻮﺓ ﺃﻭ ﻣﻴﻀﺄﺓ، ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻮﺿﺄ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﺃﻭ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﻣﺎء ﺟﺎﺭ، ﻗﻠﺖ ﻭﻫﺬا ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭاﻷﻧﻬﺎﺭ اﻟﻤﻄﺮﺩﺓ، ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺭﻳﻒ ﻭﺑﻴﻦ ﻇﻬﺮاﻧﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺄﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺘﻮﺿﺄ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺮﺝ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺩﻳﻦ ﻭﻻ ﺳﻨﺔ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺴﻮاﻙ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺰﻧﺎﺩ ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺃﺷﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﻷﻣﺮﺗﻬﻢ ﺑﺘﺄﺧﻴﺮ اﻟﻌﺸﺎء ﻭﺑﺎﻟﺴﻮاﻙ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ.
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ ﺃﻥ اﻟﺴﻮاﻙ ﻏﻴﺮ ﻭاﺟﺐ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻮﻻ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻤﻨﻊ اﻟﺸﻲء ﻟﻮﻗﻮﻉ

ﻭاﻟﺴﻮاﻙ ﻭاﻻﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭﻗﺺ اﻷﻇﻔﺎﺭ ﻭﻏﺴﻞ اﻟﺒﺮاﺟﻢ ﻭﻧﺘﻒ اﻹﺑﻂ ﻭﺣﻠﻖ اﻟﻌﺎﻧﺔ ﻭاﻧﺘﻘﺎﺹ اﻟﻤﺎء،، ﻳﻌﻨﻲ اﻻﺳﺘﻨﺠﺎء ﺑﺎﻟﻤﺎء.
ﻗﺎﻝ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﺷﻴﺒﺔ ﻭﻧﺴﻴﺖ اﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ اﻟﻤﻀﻤﻀﺔ. ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻦ ﻳﺎﺳﺮ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻣﻦ اﻟﻔﻄﺮﺓ اﻟﻤﻀﻤﻀﺔ ﻭاﻻﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻭﺫﻛﺮ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺇﻋﻔﺎء اﻟﻠﺤﻴﺔ ﻭﺯاﺩ ﻭاﻟﺨﺘﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻭاﻻﻧﺘﻀﺎﺡ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ اﻧﺘﻘﺎﺹ اﻟﻤﺎء.
ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻋﺸﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻄﺮﺓ ﻓﺴﺮ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻔﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﻝ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺘﺪﻱ ﺑﻬﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ {ﻓﺒﻬﺪاﻫﻢ اﻗﺘﺪﻩ}

[ اﻷﻧﻌﺎﻡ: 90]
ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺻﻠﻮاﺕ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﺇﺫا اﺑﺘﻠﻰ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺭﺑﻪ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﺄﺗﻤﻬﻦ}

[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 124]
. ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻌﺸﺮ ﺧﺼﺎﻝ ﺛﻢ ﻋﺪﺩﻫﻦ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﻬﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﺟﺎﻋﻠﻚ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺃﻱ ﻟﻴﻘﺘﺪﻱ ﺑﻚ ﻭﻳﺴﺘﻦ ﺑﺴﻨﺘﻚ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﺕ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺛﻢ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻥ اﺗﺒﻊ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺣﻨﻴﻔﺎ}

[ اﻟﻨﺤﻞ: 123]
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺿﺎ ﻭﻫﻦ ﻟﻨﺎ ﺳﻨﺔ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻋﻔﺎء اﻟﻠﺤﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺇﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ ﻛﺮﻩ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺼﻬﺎ ﻛﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﺎﺟﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺯﻱ ﺁﻝ ﻛﺴﺮﻯ ﻗﺺ اﻟﻠﺤﻰ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺸﻮاﺭﺏ ﻓﻨﺪﺏ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺰﻱ ﻭاﻟﻬﻴﺌﺔ.
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻋﻔﺎ اﻟﺸﻌﺮ ﻭاﻟﻨﺒﺎﺕ ﺇﺫا ﻭﻓﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﻔﻮﺗﻪ ﻭﺃﻋﻔﻴﺘﻪ ﻟﻐﺘﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺣﺘﻰ ﻋﻔﻮا}

[ اﻷﻋﺮاﻑ: 95]
ﺃﻱ ﺃﻛﺜﺮﻭا.
ﻭﺃﻣﺎ ﻏﺴﻞ اﻟﺒﺮاﺟﻢ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺗﻨﻈﻴﻒ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺸﻨﺞ ﻭﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻮﺳﺦ ﻭﺃﺻﻞ اﻟﺒﺮاﺟﻢ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻇﻬﻮﺭ اﻷﺻﺎﺑﻊ، ﻭاﻟﺮﻭاﺟﺐ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺮاﺟﻢ

...
..ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻓﺨﺮﺝ اﻟﺠﻮاﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻫﺬا ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻘﻠﺘﻴﻦ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﺃﻥ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻘﻠﺘﻴﻦ ﻓﺄﺣﺪ اﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﻳﻮاﻓﻖ اﻵﺧﺮ ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻗﻀﻪ ﻭاﻟﺨﺎﺹ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻡ ﻭﻳﺒﻴﻨﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﺴﺨﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ اﻷﺣﻮﺹ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻤﺎﻙ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ اﻏﺘﺴﻞ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻭاﺝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺟﻔﻨﺔ ﻓﺠﺎء اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺘﻮﺿﺄ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻴﻐﺘﺴﻞ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺟﻨﺒﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﺇﻥ اﻟﻤﺎء ﻻ ﻳﺠﻨﺐ.
ﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﻳﺠﻨﺐ، ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻻ ﻳﻨﺠﺲ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻴﺮ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻳﺠﺘﻨﺐ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ، ﻭﺃﺻﻞ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ اﻟﺒﻌﺪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻐﺮﻳﺐ ﺟﻨﺐ ﺃﻱ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺳﻤﻲ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺟﻨﺒﺎ ﻟﻤﺠﺎﻧﺒﺘﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﻗﺮاءﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﺟﻨﺒﺎ ﻟﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻭﻃﻨﻪ.
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﺭﺑﻊ ﻻ ﻳﺠﻨﺒﻦ: اﻟﺜﻮﺏ ﻭاﻹ ﻧﺴﺎﻥ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭاﻟﻤﺎء، ﻭﻓﺴﺮﻭﻩ ﺃﻥ اﻟﺜﻮﺏ ﺇﺫا ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻋﺮﻕ اﻟﺠﻨﺐ ﻭاﻟﺤﺎﺋﺾ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺲ. ﻭاﻹﻧﺴﻠﻦ ﺇﺫا ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺲ ﻭﺇﻥ ﺻﺎﻓﺤﻪ ﺟﻨﺐ ﺃﻭ ﻣﺸﺮﻙ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺲ. ﻭاﻟﻤﺎء ﺇﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﻓﻴﻪ ﺟﻨﺐ ﺃﻭ اﻏﺘﺴﻞ ﻓﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺲ. ﻭاﻷﺭﺽ ﺇﻥ اﻏﺘﺴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻨﺐ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺲ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺒﻮﻝ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺮاﻛﺪ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺠﻼﻥ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﻳﺤﺪﺙ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻻ ﻳﺒﻮﻟﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺪاﺋﻢ ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ. اﻟﻤﺎء اﻟﺪاﺋﻢ ﻫﻮ اﻟﺮاﻛﺪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﺮﻱ، ﻭﻧﻬﻴﻪ ﻋﻦ اﻻﻏﺘﺴﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ

..

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﺆﺭ اﻟﻬﺮﺓ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﻘﻌﻨﺒﻲ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪﺓ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﻛﺒﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺩﺧﻞ ﻓﺴﻜﺒﺖ ﻟﻪ ﻭﺿﻮءا ﻓﺠﺎﻋﺖ ﻫﺮﺓ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﺄﺻﻐﻰ ﻟﻬﺎ اﻹﻧﺎء ﺣﺘﻰ ﺷﺮﺑﺖ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺒﺸﺔ ﻓﺮﺁﻧﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺗﻌﺠﺒﻴﻦ ﻣﺎ ﺑﻨﺖ ﺃﺧﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻧﻌﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻨﺠﺲ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﻮاﻓﻴﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻭ اﻟﻄﻮاﻓﺎﺕ.
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ ﺃﻥ ﺫاﺕ اﻟﻬﺮﺓ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻭﺃﻥ ﺳﺆﺭﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻧﺠﺲ ﻭﺃﻥ اﻟﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭاﻟﻮﺿﻮء ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺮﻭﻩ.
ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﺆﺭ ﻛﻞ ﻃﺎﻫﺮ اﻟﺬاﺕ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﻉ ﻭاﻟﺪﻭاﺏ ﻭاﻟﻄﻴﺮ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺄﻛﻮﻝ اﻟﻠﺤﻢ ﻃﺎﻫﺮ.
ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﺯ ﺑﻴﻊ اﻟﻬﺮ ﺇﺫ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭاﻟﻨﻔﻊ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﻮاﻓﻴﻦ ﺃﻭ اﻟﻄﻮاﻓﺎﺕ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺘﺄﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺒﻬﻬﺎ ﺑﺨﺪﻡ اﻟﺒﻴﺖ ﻭﺑﻤﻦ ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﻬﻨﺔ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻃﻮاﻓﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ}

[ اﻟﻨﻮﺭ: 58]
، ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻭاﻟﺨﺪﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻟﺪاﻥ ﻣﺨﻠﺪﻭﻥ}

[ اﻟﻮاﻗﻌﺔ: 17]
ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺭﺑﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﺎﺋﻂ اﻟﺒﻴﺖ ﻭاﻟﻮﺟﻪ اﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺒﻬﻬﺎ ﺑﻤﻦ ﻳﻄﻮﻑ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﻭاﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ اﻷﺟﺮ ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻷﺟﺮ ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﺎﺓ ﻣﻦ ﻳﻄﻮﻑ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﻭﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺴﺄﻟﺔ.

..

ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻮاﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺇﺫا ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﻮاﻟﻲ ﻗﻮﻣﺎ ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻥ ﻣﻮاﻟﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﺫﻧﻮا ﻟﻪ ﻭﻣﻨﻌﻮﻩ اﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﻭﻻﺋﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ اﻧﺘﻘﺎﻻ ﻭﻻ ﻟﻪ اﺳﺘﺒﺪاﻻ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺃﺫﻧﻮا ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﺯﺕ ﻣﻮاﻻﺗﻪ ﺇﻳﺎﻫﻢ، ﻭﻟﻜﻦ اﻹﺷﺎﺭﺓ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﺎﻻﺫﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻨﻊ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻊ اﻻﺳﺘﺌﺬاﻥ ﻟﻪ.
ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺇﻥ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻹﻣﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﺬاﻥ اﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺑﻘﺎﻉ اﻷﺭﺽ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ اﻻﺳﺘﺌﺬاﻥ ﻭﺃﻭﻻﻫﻢ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ﺃﻗﺮﺅﻫﻢ ﻭﺃﻓﻘﻬﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺟﺎء ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻣﺴﻌﻮﺩ اﻟﺒﺪﺭﻱ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﺳﺒﺎﻍ اﻟﻮﺿﻮء
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﻦ ﻫﻼﻝ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﻑ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺃﻯ ﻗﻮﻣﺎ ﺗﻠﻮﺡ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻳﻞ ﻟﻷﻋﻘﺎﺏ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ ﺃﺳﺒﻐﻮا اﻟﻮﺿﻮء.
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ ﺃﻥ اﻟﻤﺴﺢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﻠﻴﻦ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺮﻙ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻘﺪﻡ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎء اﻟﻮﺿﻮء ﻟﻢ ﻳﻤﺴﻪ اﻟﻤﺎء ﻗﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻛﺜﺮ ﻷﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﻮﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻮاﺟﺐ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻮء
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻭﺿﻮء ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻗﻠﺖ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﻟﻔﻆ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﺄﻭﺟﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ اﻟﻮﺿﻮء ﺇﺫا ﺗﺮﻙ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﺎﻣﺪا ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭاﻫﻮﻳﻪ.

..

..ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺻﻔﺔ ﻭﺿﻮء اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ اﻟﺤﺮاﻧﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺭﻛﺎﻧﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻮﻻﻧﻲ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻫﺮﻕ اﻟﻤﺎء ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻮﺿﻮ ﻓﺄﺗﻴﻨﺎﻩ ﺑﺘﻮﺭ ﻓﻴﻪ ﻣﺎء ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻻ ﺃﺭﻳﻚ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻗﻠﺖ ﺑﻠﻰ ﻓﺄﺻﻐﻰ اﻹﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻓﻐﺴﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﺄﻓﺮﻍ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮﻯ ﺛﻢ ﻏﺴﻞ ﻛﻔﻴﻪ ﺛﻢ ﺗﻤﻀﻤﺾ ﻭاﺳﺘﻨﺜﺮ ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ اﻹﻧﺎء ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻬﻤﺎ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺛﻢ ﺃﻟﻘﻢ ﺇﺑﻬﺎﻣﻪ ﻣﺄﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺛﻢ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺛﻢ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺑﻜﻔﻪ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻗﺒﻀﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻓﺼﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺻﻴﺘﻪ ﻓﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﺴﺘﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺛﻢ ﻏﺴﻞ ﺫﺭاﻋﻴﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺮﻓﻘﻴﻦ ﺛﻼﺛﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﺛﻢ ﻣﺴﺢ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﺄﺧﺬ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻪ ﻭﻓﻴﻪ اﻟﻨﻌﻞ ﻓﻔﺘﻠﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﺛﻢ اﻷﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻭﻓﻲ اﻟﻨﻌﻠﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻨﻌﻠﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻭﻓﻲ اﻟﻨﻌﻠﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻭﻓﻲ اﻟﻨﻌﻠﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻭﻓﻲ اﻟﻨﻌﻠﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻭﻓﻲ اﻟﻨﻌﻠﻴﻦ.
ﻗﻮﻟﻪ اﺳﺘﻨﺜﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﺳﺘﻨﺸﻖ اﻟﻤﺎء ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ اﻟﻨﺜﺮﺓ ﻭﻫﻲ اﻷﻧﻒ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻧﺜﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻧﺜﺮا ﺇﺫا ﻋﻄﺲ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﺴﺘﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺗﺴﻴﻞ ﻭﺗﻨﺼﺐ ﻳﻘﺎﻝ ﺳﻨﻨﺖ اﻟﻤﺎء ﺇﺫا ﺻﺒﺒﺘﻪ ﺻﺒﺎ ﺳﻬﻼ، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻣﺴﺢ ﺑﺎﻃﻦ اﻷﺫﻥ ﻣﻊ اﻟﻮﺟﻪ ﻭﻇﺎﻫﺮﻫﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﺮﺃﺱ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﺎﻃﻦ اﻷﺫﻧﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻪ ﻭﻇﺎﻫﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺃﺱ.

..
..

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻨﺜﺎﺭ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮﺓ. ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﻭاﻓﺪ ﺑﻨﻲ اﻟﻤﻨﺘﻔﻖ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻓﺪ ﺑﻨﻲ اﻟﻤﻨﺘﻔﻖ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻧﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﺻﺎﺩﻓﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﺄﻣﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺰﻳﺮﺓ ﻓﺼﻨﻌﺖ ﻟﻨﺎ. ﻗﺎﻝ ﻭاﻭﺗﻴﻨﺎ ﺑﻘﻨﺎﻉ ﻗﺎﻝ ﻭاﻟﻘﻨﺎﻉ ﻃﺒﻖ ﻓﻴﻪ ﺗﻤﺮ. ﺛﻢ ﺟﺎء ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﺃﺻﺒﺘﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﺃﻣﺮ ﻟﻜﻢ ﺑﺸﻲء ﻗﺎﻝ ﻗﻠﻨﺎ ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﻠﻮﺱ ﺇﺫ ﺩﻓﻊ اﻟﺮاﻋﻲ ﻏﻨﻤﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺮاﺡ ﻭﻣﻌﻪ ﺳﺨﻠﺔ ﺗﻴﻌﺮ. ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﺑﻬﻤﺔ. ﻗﺎﻝ ﻓﺎﺫﺑﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺷﺎﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺗﺤﺴﺒﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻻ ﺗﺤﺴﺒﻦ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ ﺫﺑﺤﻨﺎﻫﺎ، ﻟﻨﺎ ﻏﻨﻢ ﻣﺎﺋﺔ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ، ﻓﺈﺫا ﻭﻟﺪ اﻟﺮاﻋﻲ ﺑﻬﻤﺔ ﺫﺑﺤﻨﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺷﺎﺓ. ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻟﻲ اﻣﺮﺃﺓ ﻭﺇﻥ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ،، ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺒﺬا، ﻗﺎﻝ: ﻓﻄﻠﻘﻬﺎ ﺇﺫا، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ! ﺇﻥ ﻟﻬﺎ ﺻﺤﺒﺔ، ﻭﻟﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻟﺪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺮﻫﺎ، ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻈﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﻳﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻓﺴﺘﻔﻌﻞ، ﻭﻻ ﺗﻀﺮﺏ ﻇﻌﻴﻨﺘﻚ ﻛﻀﺮﺑﻚ ﺃﻣﻴﺘﻚ. ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ! ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﻮﺿﻮء، ﻗﺎﻝ: ﺃﺳﺒﻎ اﻟﻮﺿﻮء، ﻭﺧﻠﻞ ﺑﻴﻦ اﻷﺻﺎﺑﻊ، ﻭﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻨﺸﺎﻕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺎﺋﻤﺎ.
ﻗﻮﻟﻪ: ﺃﻣﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺰﻳﺮﺓ، ﻓﺈﻥ اﻟﺨﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ اﻷﻃﻌﻤﺔ ﻣﺎ اﺗﺨﺬ ﺑﺪﻗﻴﻖ ﻭﻟﺤﻢ، ﻭاﻟﺨﺰﻳﺮﺓ ﺣﺴﺎء ﻣﻦ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﺩﺳﻢ، ﻭاﻟﻘﻨﺎﻉ اﻟﻄﺒﻖ، ﻭﺳﻤﻲ ﻗﻨﺎﻋﺎ ﻷﻥ ﺃﻃﺮاﻓﻪ ﺃﻗﻨﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺩاﺧﻞ، ﺃﻱ ﻋﻄﻔﺖ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻴﻌﺮ ﻣﻦ اﻟﻴﻌﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﺻﻮﺕ اﻟﺸﺎﺓ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻫﻮﻣﺸﺪﺩﺓ اﻟﻻﻡ

..

.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﺨﻠﻴﻞ اﻟﻠﺤﻴﺔ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺗﻮﺑﺔ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻤﻠﻴﺢ ﻋﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﺭﻭاﻥ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫا ﺗﻮﺿﺄ ﺃﺧﺬ ﻛﻔﺎ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﺗﺤﺖ ﺣﻨﻜﻪ ﻳﺨﻠﻞ ﺑﻪ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻫﻜﺬا ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺭﺑﻲ.
ﻗﻠﺖ ﻗﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﺨﻠﻴﻞ اﻟﻠﺤﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺫا ﺗﺮﻛﻪ ﻋﺎﻣﺪا ﺃﻋﺎﺩ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭاﻫﻮﻳﻪ ﻭﺃﺑﻲ ﺛﻮﺭ. ﻭﺫﻫﺐ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺇﻟﻰ ﺃﻥ اﻷﻣﺮ ﺑﻪ اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺈﻳﺠﺎﺏ ﻭﻳﺸﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺑﺘﺨﻠﻴﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻮﺟﻮﺏ ﻣﺎ ﺭﻕ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺘﺮاءﻯ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮﺓ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺛﻮﺭﻋﻦ ﺭاﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺮﻳﺔ ﻓﺄﺻﺎﺑﻬﻢ اﻟﺒﺮﺩ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮا ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﺤﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﺎﺋﺐ ﻭاﻟﺘﺴﺎﺧﻴﻦ.
اﻟﻌﺼﺎﺋﺐ اﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﺳﻤﻴﺖ ﻋﺼﺎﺋﺐ ﻷﻥ اﻟﺮﺃﺱ ﻳﻌﺼﺐ ﺑﻬﺎ ﻭاﻟﺘﺴﺎﺧﻴﻦ اﻟﺨﻔﺎﻑ. ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺃﺻﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺨﻦ ﺑﻪ اﻟﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺧﻒ ﻭﺟﻮﺭﺏ ﻭﻧﺤﻮﻩ.
ﻭﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺟﻮاﺯﻩ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎء اﻷﻣﺼﺎﺭ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭاﻫﻮﻳﻪ ﻭﺃﺑﻮ ﺛﻮﺭ ﻭﺩاﻭﺩ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﻗﺪ ﺟﺎء ﺫﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻭﺟﻪ ﻭﺷﺮﻁ ﻣﻦ ﺟﻮﺯ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻢ اﻟﻤﺎﺳﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻤﺎﻝ اﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﻴﻦ.
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻃﺎﻭﺱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﺗﺤﺖ اﻟﺬﻗﻦ.

..

ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﺴﺢ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻤﺴﺢ ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ. ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ.
ﺃﺭاﺩ اﻟﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺭﺧﺼﺔ ﺛﻢ ﻧﺴﺦ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ {ﻭﺃﺭﺟﻠﻜﻢ ﺇﻟﻰاﻟﻜﻌﺒﻴﻦ}
ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ. ﻓﻘﺎﻝ ﺟﺮﻳﺮ ﻣﺎ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺃﻱ ﻣﺎ ﺻﺤﺒﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﻼﻣﻲ. ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻴﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﻴﻦ ﻭﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺴﻮﺥ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬا ﻣﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻭﻥ ﻧﺴﺦ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺛﻢ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﺼﺎﺭﺕ اﻹﺑﺎﺣﺔ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ. ﻫﺬا ﺃﻣﺮﻻﻳﺼﺢ ﻋﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺮﺃﻯ ﻟﻜﺎﻥ ﺑﺎﻃﻦ اﻟﺨﻒ، ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﻤﺴﺢ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ، ﺇﻻ ﺃﻧﻰ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻤﺴﺢ ﻇﺎﻫﺮ ﺧﻔﻴﻪ.
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﻼء ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻓﻰ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺢ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻃﺎﺭﻕ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺭﺯﻳﻦ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻫﻮ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻳﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﻗﻄﻦ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺃﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﻳﻮﻡ ﻗﺎﻝ ﻭﻳﻮﻣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻭﻣﺎ ﺷﺌﺖ.
ﻗﻠﺖ ﻭاﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺃﻧﻪ ﻟﻠﻤﻘﻴﻢ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻟﻴﺎﻟﻴﻬﻦ

ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﻔﺮا ﻫﻮﺟﻤﻊ ﺳﺎﻓﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺗﺎﺟﺮ ﻭﺗﺠﺮ ﻭﺭاﻛﺐ ﻭﺭﻛﺐ. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﺎﺋﻂ ﻭﺑﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻻﺳﺘﺪﺭاﻙ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻧﻔﻲ ﻭاﺳﺘﺜﻨﺎء ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻨﺰﻉ ﺧﻔﺎﻓﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻟﻴﺎﻟﻴﻬﻦ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺑﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻮﻝ ﻭﻏﺎﺋﻂ ﻭﻧﻮﻡ ﻓﺎﺳﺘﺪﺭﻛﻪ ﺑﻠﻜﻦ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﺮﺧﺼﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺟﺎءﺕ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاﺙ ﺩﻭﻥ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ اﻟﻤﺎﺳﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻪ ﺇﺫا ﺃﺟﻨﺐ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺰﻉ اﻟﺨﻒ ﻭﻏﺴﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺒﺪﻥ ﻭﻫﺬا ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺟﺎءﻧﻲ ﺯﻳﺪ ﻟﻜﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺯﻳﺪا ﻟﻜﻦ ﺧﺎﻟﺪا.
ﻭﻳﺸﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻓﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻮاﺏ اﻷﻋﺮاﺑﻲ. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻫﺎﺅﻡ ﻳﻤﺪ ﺑﻪ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺌﻼ ﻳﺤﺒﻂ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﻻ ﺗﺮﻓﻌﻮا ﺃﺻﻮاﺗﻜﻢ ﻓﻮﻕ ﺻﻮﺕ اﻟﻨﺒﻲ ﻭﻻ ﺗﺠﻬﺮﻭا ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻛﺠﻬﺮ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﺗﺤﺒﻂ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺸﻌﺮﻭﻥ}

[ اﻟﺤﺠﺮاﺕ: 2]
ﻓﻌﺬﺭﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻟﺠﻬﻠﻪ ﻭﻗﻠﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺻﻮﺗﻪ ﺃﻭﻣﺜﻠﻪ ﻟﻔﺮﻁ ﺭﺃﻓﺘﻪ ﻭﺷﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ.
ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﻗﺎﻡ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭاﻟﻤﺸﺎﻳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﻘﺎﻡ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﺟﻌﻞ اﻟﻤﺮء ﻣﻊ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ.
ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ اﺣﺘﻤﺎﻝ ﺩاﻟﺔ اﻟﺘﻼﻣﺬﺓ ﻭاﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺫاﻫﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺟﻰ ﻣﻦ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻊ ﻟﻬﻢ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮﺭﺑﻴﻦ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﻭﻛﻴﻊ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﻴﺲ اﻷﻭﺩﻱ ﻋﻦ ﻫﺬﻳﻞ ﺑﻦ ﺷﺮﺣﺒﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻮﺿﺄ ﻭﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮﺭﺑﻴﻦ ﻭاﻟﻨﻌﻠﻴﻦ.

ﻗﻮﻟﻪ ﻭاﻟﻨﻌﻠﻴﻦ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻟﺒﺲ اﻟﻨﻌﻠﻴﻦ ﻓﻮﻕ اﻟﺠﻮﺭﺑﻴﻦ. ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺯ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮﺭﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎء اﻷﻣﺼﺎﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻔﻴﺎﻥ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻭاﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻭاﻟﺸﺎﻓﻌﻰ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮﺭﺑﻴﻦ ﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻨﻌﻠﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﺸﻲ ﻓﻴﻬﻤﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺎ ﺛﺨﻴﻨﻴﻦ ﻻ ﻳﺸﻘﺎﻥ. ﻭﻗﺪ ﺿﻌﻒ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻪ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻀﺎﺡ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﻋﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺜﻘﻔﻲ ﺃﻭ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫا ﺑﺎﻝ ﺗﻮﺿﺄ ﻭﻳﻨﺘﻀﺢ.
اﻻﻧﺘﻀﺎﺡ ﻫﻬﻨﺎ اﻻﺳﺘﻨﺠﺎء ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺠﻮا ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﺴﻮﻥ اﻟﻤﺎء، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ اﻻﻧﺘﻀﺎﺡ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺵ اﻟﻔﺮﺝ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻨﺠﺎء ﺑﻪ ﻟﻴﺮﻓﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺳﻮﺳﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺗﻔﺮﻳﻖ اﻟﻮﺿﻮء
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﺮﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺟﺎء ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺗﻮﺿﺄ ﻭﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻈﻔﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: اﺭﺟﻊ ﻓﺄ ﺣﺴﻦ ﻭﺿﻮءﻙ.
ﺩﻻﻟﺔ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻔﺮﻳﻖ اﻟﻮﺿﻮء ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ اﺭﺟﻊ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﻭﺿﻮءﻙ ﻭﻇﺎﻫﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺇﻋﺎﺩﺓ اﻟﻮﺿﻮء ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ، ﻭﻟﻮﻛﺎﻥ ﺗﻔﺮﻳﻘﻪ ﺟﺎﺋﺰا ﻷﺷﺒﻪ

.
.
.

اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺠﺎء ﺭﺟﻞ ﻛﺄﻧﻪ ﺑﺪﻭﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺲ اﻟﺮﺟﻞ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻣﻀﻐﺔ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻨﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭﺭﻭاﻩ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺷﻌﺒﺔ ﻭاﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﻃﻠﻖ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ اﻟﻮﺿﻮء ﺑﺄﻥ ﺧﺒﺮ ﺑﺴﺮﺓ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻷﻥ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﻭاﻩ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺄﺧﺮ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪﻭﻡ ﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﺪء اﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺇﺫ ﺫاﻙ ﻳﺒﻨﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﻝ ﺯﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺂﺧﺮ اﻷﻣﺮﻳﻦ. ﻭﺗﺄﻭﻟﻮا ﺧﺒﺮ ﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺭاﺩ ﺑﻪ اﻟﻤﺲ ﻭﺩﻭﻧﻪ ﺣﺎﺋﻞ. ﻭاﺳﺘﺪﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺮﻭاﻳﺔ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺷﻌﺒﺔ ﻭاﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﻤﺼﻠﻲ ﻻ ﻳﻤﺲ ﻓﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺋﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻪ.
ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻧﻬﻤﺎ اﺟﺘﻤﻌﺎ ﻓﺘﺬاﻛﺮا اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ اﻟﻮﺿﻮء ﻭﻳﺤﻴﻰ ﻻ ﻳﺮﻯﺫﻟﻚ ﻭﺗﻜﻠﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﺘﻲ ﺭﻭﻳﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺼﻞ ﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ اﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﺧﺒﺮ ﺑﺴﺮﻩ ﻭﺧﺒﺮ ﻃﻠﻖ، ﺛﻢ ﺻﺎﺭا ﺇﻟﻰ اﻵﺛﺎﺭ اﻟﻤﺮﻭﻳﻪ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺼﺎﺭ ﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﺃﻟﻰ ﺃﻥ اﺣﺘﺞ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺤﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺩﻓﻌﻪ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻦ ﻟﺤﻮﻡ اﻻﺑﻞ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﻪ ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺮاﺯﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﻗﺎﻝ ﺳﺌﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻦ ﻟﺤﻮﻡ اﻹﺑﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻮﺿﺆﻭا

ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﺼﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻜﻦ ﺑﻪ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻟﺘﻄﻤﺌﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﻼ ﺗﻨﺎﺯﻋﻪ ﺷﻬﻮﺓ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻫﺬا ﻓﻴﻤﻦ ﺣﻀﺮﻩ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﻭاﻥ اﻟﻌﺎﺩﺓ ﻏﺪاء ﻭﻋﺸﺎء ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﺰﻋﺠﻪ اﻟﺠﻮﻉ ﻭﻻ ﻳﻌﺠﻠﻪ ﻋﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻳﻔﺎء ﺣﻘﻬﺎ.
ﻭﻓﻲ اﻟﺨﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮء ﻣﻤﺎ ﻏﻴﺮﺕ اﻟﻨﺎﺭ اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻻ ﺃﻣﺮ ﺇﻳﺠﺎﺏ. ﻭﻓﻴﻪ ﺟﻮاﺯ ﻗﻄﻊ اﻟﻠﺤﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺟﺎء اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺭﻭﻳﺖ اﻟﻜﺮاﻫﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﻭﻳﺸﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﺯﻱ اﻟﻌﺠﻢ ﻭاﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻋﺎﺩﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻷﻛﻞ ﺑﺎﻷﺧﻠﺔ ﻭاﻟﺒﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻨﺨﻮﺓ ﻭاﻟﺘﺮﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﺲ اﻷﺻﺎﺑﻊ اﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﻭاﻟﻔﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻀﻴﻖ ﻗﻄﻌﻪ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭاﺻﻼﺣﻪ ﺑﻪ ﻭاﻟﺠﺰ ﻣﻨﻪ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﻠﺤﻢ ﻃﺎﺑﻘﺎ ﺃﻭ ﻋﻀﻮا ﻛﺒﻴﺮا ﻛﺎﻟﺠﻨﺐ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﺮاﻗﺎ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻓﻨﻬﺸﻪ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﻭﻃﺮﺡ اﻟﻜﺒﺮ ﻭﻗﻄﻌﻪ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﻣﺒﺎﺡ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺿﻴﻖ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﺴﺮﺡ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪﺑﻦ ﺛﻤﺎﻣﺔ اﻟﻤﺮاﺩﻱ. ﻗﺎﻝ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺼﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺟﺰء اﻟﺰﺑﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺮﺟﻞ ﻭﺑﺮﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻃﺎﺑﺖ ﺑﺮﻣﺘﻚ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ ﻓﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻀﻌﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﻌﻠﻜﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺮﻡ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ.
ﻗﻮﻟﻪ ﻳﻌﻠﻜﻬﺎ ﺃﻱ ﻳﻠﻮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻭاﻟﻌﻠﻚ ﻣﻀﻎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻭﻉ اﻷﺳﻨﺎﻥ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻦ اﻟﺪﻡ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺗﻮﺑﺔ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻋﻦ

ﻛﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮ ﻭاﻟﺪﻡ ﺇﺫا ﺳﺎﻝ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﺪﻧﻪ ﻭﺟﻠﺪﻩ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﻣﻊ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮا ﻻ ﺗﺼﺢ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ اﻟﺪﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺬﺭﻕ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﻴﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﺑﺪﻧﻪ ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺃﻣﺮ ﻋﺠﺐ.

ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻮﺿﻮء ﻣﻦ اﻟﻨﻮﻡ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﺎﺫ ﺑﻦ ﻓﻴﺎﺽ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ اﻟﺪﺳﺘﻮاﻧﻲ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ اﻟﻌﺸﺎء اﻵﺧﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻔﻖ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺿﺆﻭﻥ.
ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ ﺃﻥ ﻋﻴﻦ اﻟﻨﻮﻡ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺪﺙ ﻭﻟﻮﻛﺎﻥ ﺣﺪﺛﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻭﺟﺪ ﻧﺎﻗﻀﺎ ﻟﻠﻄﻬﺎﺭﺓ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻷﺣﺪاﺙ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﻛﺜﻴﺮﻫﺎ ﻭﻋﻤﺪﻫﺎ ﻭﺧﻄﺆﻫﺎ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻧﻘﺾ اﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻈﻨﺔ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﻣﻮﻫﻢ ﻟﻮﻗﻮﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﺑﺤﺎﻝ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭاﻻﺳﺘﻮاء ﻓﻲ اﻟﻘﻌﻮﺩ اﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺝ اﻟﺤﺪﺙ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻜﻮﻣﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ، ﻭﺑﻘﺎء اﻟﻄﻬﺎﺭﺓ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﺈﺫا ﺯاﻝ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ اﻟﻘﻌﻮﺩ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻀﻄﺠﻌﺎ ﺃﻭ ﺭاﻛﻌﺎ ﺃﻭ ﺳﺎﺟﺪا ﺃﻭ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺃﻭ ﻣﺎﺋﻼ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺷﻘﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ ﻳﺴﻬﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺧﺮﻭﺝ اﻟﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﻩ ﻣﺤﻤﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺣﺪﺙ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ اﻟﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻭﻟﻮﻛﺎﻥ ﻧﻮﻡ اﻟﻘﺎﻋﺪ ﻧﺎﻗﻀﺎ ﻟﻠﻄﻬﺎﺭﺓ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺃﻇﻬﺮﻫﻢ ﻭاﻟﻮﺣﻲ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻮا ﻣﺤﺪﺛﻴﻦ ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﻨﻮﻡ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﻗﺾ ﻟﻠﻄﻬﻮﺭ.
ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ اﻟﻌﺸﺎء اﻵﺧﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻔﻖ

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *