🔸🔸🔸🔸🔸🔸
قراءة نقدية تحليلية
بقلم الأستاذ / يحيى حزام الحايطي .
لنص الشاعرة / عائشة غانم .
نوع النص : شعر عمودي .
عدد الأبيات : 16 بيتا .
البحر الشعري : بحر الكامل
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
💎 / أولاً فكرة النص :--
يتضمن النص حوارا مابين محبوبين كل واحد منهما يتهم الآخر بقتله في حبه وهواه.
وكذلك ذكر لواعج الحب والهيام بين المحبوبين.
💎 / ثانياً : قراء النص وتحليلة :--
◾ أ / بنية النص :--
بنت الشاعرة نصها على أسلوب الحوار (الدراما) ، وهذا الأسلوب يجذب المستمع ويجعل النص ممتعا وحيويا .
وقد بدأت نصها بإسلوب إنشائي النداء (يا فاتناً) و هو نكرة يدل على التعميم أي أنه فاتن لكل من رآه ولم تقل (يا فاتني) حتى تخصص أنه فتنها فقط ، ثم أردفت بعد ذلك بالقسم (بالله ) ثم بالأمر (هلا قلت) وهذا يدل على تعلقها وشغفها بهذا الفاتن.
والشطر الثاني بدأته بإسلوب إنشائي أيضا استفهام (ما ذنب قلبي) غرضه الاستنكار ، ثم تؤكد بحبها له (إن حبك قاتلي) فأي حب هذا الذي يقتل صاحبه ؟.
ثم قالت على لسان حبيبها :
فأجابني والحزن يملؤه وفي
عينيه دمعْ ُ مثل سيلٍ هاطلٍ
(فأجابني) دليل على الاستجابة العاطفية ، ثم وصفت حاله (والحزن يملؤه) وعيناه دامعة
ثم تؤكد وقوعه في غرامها في البيت الرابع :
فأنا كمثلك قد أصبت بنظرةٍ
من سهم عينيك التي هي قاتلي
إذا فهما متعادلان حبا وغراما وكل منهما قتيل الآخر.
ثم تستطرد الشاعرة في حديثها بالحوار بين الحبيبين باستخدام ألفاظ مناسبة تجسد معنى الحب ومعنى الغرام.
◾ ب / العاطفة في النص :--
يقصد بالعاطفة الشعرية في النص بالحالة الشعورية للشاعرة وقت كتابة النص .
والشاعرة هنا حالها كحال أي شاعرة أو أي فتاة يمنعها حياؤها من التصريح بحبها لمحبوبها .
ومن ذكاء الشاعرة فقد لجأت للتخلص من ذلك بأن جعلت من حبيبها شاكياً بأنه قد أصابه سهم عينيها في مقتل فيكون المجال أمامها مفتوحا لبث شكواها ولواعج حبها وغرامها.
ولكن هل الشاعرة (الحبيبة والمحبوبة) صادقة في حبها وغرامها لمحبوبها ؟.
يتضح ذلك من خلال دلالة الألفاظ والمفردات داخل النص.
نلاحظ أن المحبوبة صادقة في حبها وغرامها فقد قالت : (هواك يجتاحني ) ، (نفسي العليلة والدواء وصالكم) ، (ليتني زهرا يعطر كفه) ، (ليتني لك دمية) دلالة على تسليم نفسها له وأنها لديه كدمية يحركها كيف يشاء .
إذا فهي صادقة في حبها وغرامها.
◾ ج / دلالة الجمل :--
عند تتبع عدد الجمل الاسمية ، والجمل الفعلية في النص
نجد أن عدد الجمل الاسمية 28 جملة ، وعدد الجمل الفعلية 17 جملة .
والمعلوم أن الجمل الاسمية تدل على الثبات والاستقرار بعكس الجمل الفعلية التي تدل على التجدد والاستمرار والحركة.
وتغلب الجمل الاسمية يتناسب مع الحب والغرام فالحب ثابت في قلب الحبيبين ، ولن تغيره الأحداث .
ونلاحظ من خلال النص أن الشاعرة قد اختارت حبيبا شاعرا ، أو بعبارة أدق اختارا بعضهما فربما أن الشعر من جمعهما وقرب بين قلبيهما يتضح ذلك من قولها :
ما أجمل الشعر الذي أهديتني
سحر البيان حوى لكل مكاملِ
◾ د / الصور الجمالية في النص :--
يحتوي النص على صور بيانية جمالية ، ومن ذلك :
الاستعارة المكنية في : (ما ذنب قلبي) ، (حبك قاتلي) ، (نسجت حروفه) ، (هواك يجتاحني) ، (الدواء وصالكم) . والاستعارة المكنية تجسد تشابه محظ بين المشبة والمشبه به المكني.
ونجد التشبيه في قولها : (دمع مثل سيل) ، (أنا كمثلك) ، (متيم فيك مثل الهازل) ، (أهاته وكأنها تغتال لي) ، (لك مثل طفل) .
والتشبيه يجسد علاقة تشابه ضعيفة بين المشبه والمشبه به.
ونجد التشبيه البليغ في قولها : (إني طائر) ، (ليتني زهرا) ، (ليتني لك دمية) ، (أنت لي دمية).
والتشبيه البليغ يجسد مشابهة محضة.
💎 / ثالثا : عنوان النص :--
عنوان النص (قتيل الحب)
مكون من جملة اسمية فقتيل خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، أو هي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، وهو مضاف والحب مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
ونلاحظ أن العنوان عنوان تقليدي دارج ولو كان العنوان (قتيل الهوى) لكان أجمل .
أما بالنسبة لمطابقته لمضمون النص نجد أنه مطابق لمضمون النص ومحتواه.
ولكن بما أن الحبيبين يتهم كلا منهما الآخر بقتله في حبه فكان الأجدر أن يكون عنوان النص (قتيلا الحب).
وللشاعرة حرية الاختيار طبعا وقرارها هو المعول عليه.
💎 / رابعاً : الخاتمة ِ
نشكر الشاعرة (عائشة غانم ) على هذا النص العاطفي والذي ينساب رقة وعذوبة .
ولنا عليه بعض الملاحظات والتي على الشاعرة أن تضعها نصب عينيها وهي :
➖ ملاحظات نحوية :
رفعت كلمة (روحٌ) وحقه النصب (روحاً)؛ لأنه اسم لكنَّ مؤخز .
نصبت كلمة (زهراً) وحقه الرفع (زهرٌ) ؛ لأنه خبر ليت.
سكنت كلمة (متيم) في قولها : فارحم متيم والصحيح (متيماً).
➖ ملاحظة في الوزن :--
هناك خلل في وزن الشطر الثاني من البيت الثامن وذلك في قولها (فارحم متيم).
➖ هناك خطأ إملائي في كلمة (هذي) والصحيح (هذه) ولكن الوزن إضطر الشاعرة إلى ذلك دون مسوغ لها.
➖ هناك ملاحظات في عدم ترابط المعنى بين شطري البيت مثلا :
البيت العاشر
شعر جميل قد نسجت حروفه
وفتحت فيه إليك كل مآملي
الصحيح أن تقول وفتحت فيه إلىَّ لأن الشعر من حبيبها إليها وليس العكس.
كلمة (تغتال لي) في نهاية البيت الحادي عشر الصحيح تغتالني ألا نرى أن كلمة (لي) قد غيرت المعنى من إغتيالها إلى الإغتيال لها ؟!
ليس هناك علاقة في المعنى بين شطري البيت الثالث عشر :
نفسي العليلة والدواء وصالكم
يا ليتني لك مثل طفل خاملِ
فأي علاقة بين الدواء والذي هو الوصال وبين الطفل الخامل ؟!
أخيرا أتمنى للشاعرة المتألقة (عائشة غانم) التوفيق والسداد ومستقبلا أدبيا مزدهرا.
الأستاذ / يحيى حزام الحايطي.
2019/12/9
=================ا
((قتيل الحب))
بقلم الشاعره عائشه غانم
يا فاتناً بالله هلاّ قلت لي
ما ذنب قلبي إنَّ حبك قاتلي
فأجابني والحزن يملؤه وفي
عينيه دمعْ ُ مثل سيلٍ هاطلٍ
ماذا يقول قتيل حبك في الهوى
أو ما الذي سيفيد قول القائلي
فأنا كمثلك قد أصبت بنظرةٍ
من سهم عينيك التي هي قاتلي
ماذا عساي أقول أني طائرُ ُ
أهوى السماء بوضع وحلٍ كابلي
ماذا أقول وليس عندي يا سما
روحي سبيلُ ُ في انطلاقٍ حاملي
فأجبته لكنَّ لي روحُ ُ ولي
قلبُ ُ وإحساسُ ُ بجسمٍ ناحلِ
هذا وإنَّ الشوق في قلبي غدا
فارحم متيم فيك مثل الهازلِ
ما أجمل الشعر الذي أهديتني
سحر البيان حوى لكل مكاملِ
شعرُ ُُ جميل ُ ُقد نسجت حروفه
وفتحت فيه إليك كل مأملي
أسفي على ماضٍ بئيسٍ عشته
آهاته وكأنها تغتال لي
يا ويح نفسي من هواك فإنه
يجتاحني رغم الجدار العازلِ
نفسي العليله والدواء وصالكم
ياليتني لك مثل طفلٍ خاملِ
اوليتني زهراً يعطر كفه
أو عطر فلٍ من طرازٍ سائلِ
أو ليتني لك دميةً أو أنت لي
تك دميةً عن قربها متناولي
هذي رسالاتي فأرجو فهمها
حلو الحروف لها تخط اناملي
الاستاذه /عائشه غانم