الأربعاء، 20 يناير 2021

شيء من الجنة بقلم الكاتبة ذكريات الشعبي

شيء من الجنة ..!!

بين الحشيش يستلقي مادا ذراعيه للسماء في منظر يجعل الناظر يظن للوهله الأولى أنه يدعو السماء لاحتضانه ..
كان رث الملبس منكوش الرأس حافي القدمين وعاري الصدر وأخيرا يرتدي ساعه ..غريبة متشرد يبدو انه فاقدا لعقله ك غيره من يعانون من الجنون لكن هنا الشيء المختلف يرتدي ساعه  ..!
أمر بجانبه دائما وهو مرتمي بظهره للخلف يحاكي السماء بسرحانه ويتفوه بكلمات من لمعة عينيه يخيل الي انه يتغزل بالسحاب المارة ..لا أدري هل أنا أهذي او ماذا لكن الأمر كذلك او هكذا خيل الي مررت مره بجانبه رأيته جالسا تحت شجرة مستندا عليها يبتسم برضا لعصافير حائمة حوله إبتسامته تلك جعلتني أظن أنني على قطعة من أرض الجنة إبتسامة صافية نقية رغم وجهه المتسخ وملابسه الرثة الا ان هنالك شيء من الجنة في إبتسامته ..نظر لي فجاءة تشكلت الصوره في ذهني إخضرار المكان واكتنازه بالجمال حيث اجتمع شدو العصافير مع تناثر الازهار على الأرض وظل ممدود أمامه وريح لطيفه ورائحة شجرة الليمون تلك تعطي للمكان عبق من جمال تقدمت منجذبا لنظراته الطفولية وهمهماته الغير مفهومه وعروس الابتسامة لازالت خجلة على شفتاه قلت بصوت خفيف كيف حالك ياعم أجاب بهزه من رأسه وحرك يده وعاد لهمهمته الطويلة جذبني سقوط الاشعه على ساعته الذهبية تلك فتقدمت أكثر وحاولت تفحصها خيل الي انها من نوع الروليكس كيف لمجنون أن يحمل ساعه باهضة كتلك فعلا الأمر بدا يربكني سالته قائلا ياعم ما حكايتك ياعم قاطعني صارخا ستأتي ستأتي هي قالت ضع الساعه وسأتي في تقويتي هي قالت هي قالت ..
رحمت حاله تلك وظننت أن عزيز عليه ربما فقده وبينما أنا غارق في تفكيري جاءت رياح قوية فرأيت الرجل يركض قائلا ستاتي هي قالت ويركض مع اتجاه الرياح واختفى بعدها فعدت لجلستي ارثي حاله تلك بعدها جاءت من خلفي إمراءة مسنه قائله هو كذلك منذو فقد زوجته بمرض أصابها سافرت على أثره للعلاج ولم تعد بعدها سالتها متعجبا ولماذا لم يذهب معها أجابت لانه كان في الجيش وكانت اخر نوباته في فترة علاجها وعدته هي بان تعود ووعدها هو أن يستقر ويترك الحرب ويعود معها ليعيشو بهدوء سالت بلهفة : والأطفال الم يكون لديهم أطفال ..؟
أجابت : هنا يابني المأساة بعد مرضها لم تتعافي ماتت واُرسل له طبيبها شهادة وفاتها ومعها شهادة ولادة لصبي في مثل سنك  لكن كذلك لم يلبث أن أخبروه عن موته هو أيضا  في الأسبوع الأول من الولاده وهو هكذا منذو ذلك اليوم ..!
نظرت ألي قائلة أذهب يابني فليحفظك الله سرت مشدوها معلنا رحيلي عن المكان لكن شيء ما مني بقي فيه..لا أعلم ماهو لكن الساعة تلك كانت كالتي بحوزتي في صندوق مقتنيات والدتي المتوفاة..!!

/ذكريات الشعبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *