*رسالة من قاع الهاوية*
الجزء الثاني
"صباح الخير هل لي بالجلوس قليلاً مع هذا الجمال فكم مشتاق أنا للشمس التي لم أجدها غير على هذه الطاولة، تتناول فنجاناً من القهوة"، خاطب مجدي سابرينا.
انتفضت سابرينا بغضب ووقفت لتترك المكان. مد يده ماسكاً ذراعها معتذراً: "لا يليق بالشمس الغروب فلم تزل الثامنة صباحاً، فلم يحن بعد وقت المغيب. فليغرب أشباه تلك الكواكب المعتمة إن لم تمنحه الشمس بعضاً من نور يستضيء به."
توقفت سابرينا متعجبة ومعجبة بأسلوبه في جذب الإناث، ثم التفتت إليه قائلة: لن أضيع وقتي مع شخص يجيد المغازلة لمن هب ودب.
ثم انصرفت تاركة إياه على طاولتها مع فنجانها الذي تناول بقايا قهوته في تعجب منها واستغراب.
لم يحضر المنتزه، لكنه كان يراقبها من غرفة في فندق مجاور حجزها كي يكمل روايته،كان ذا ذكاءٍ متقد؛ يدرك كيف يترك الطعم ويبتعد كثيراً عن الفخ حتى تطمئن ضحيته، فلم يكتب بعد سوى إهداء لروح سابرينا، التي ستغادر قريباً دنياها لتعتزل حيث لن يراها أحد.
ليلى السندي
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب