من شهيدٍ إلى أُمّهْ !
________________
زارني وقتُ الذهابْ
لا تحزني إن قالت الاقدار
قد حان الغياب !
لا تسألين الناس
عن سبب الرحيل
ولا تبحثي عن ايُّما اسبابْ !
لا تحزني امي ؛
واهجُري ذاكَ الحزَن ْ
إن جئتُ يوماً في كفن ...
امي ..!
خُذي عنّي الثيابْ !
وقبّلي رأسي
ثم غطّي وجهي المملوء دَمْ
ولا تهِني إن رأتْ عيناكِ
كُل مظاهِري تشكوا الخرابْ !
جُرحٌ هُنا في وجنتي ..
ودمٌ هُنا في مُقلتي ..
شُجّ رأسي !
رصاصةُ في كِليتي
وشضيّةٌ قطعت يدي
والصدرُ مملوءٌ حِرابْ !
امي ..!
إن رأسي ما انحنى
كلاّ .. ولنْ !
فـ لِما الحَزَنْ ؟
اوَ تحزنيين لـ فُرقتي ..
هي غِيبةُ الأحبابْ .!
عينان تغرق بالدموع ··
واحزانٌ تُصلّي خشيّةً
في هدأةِ .. الاهدابْ !
لاكِنْ إسمعي !
أمّ الشهيد توضأي
بدماءِ إبنَكِ إنهُ طاهِرْ !
لا تحزني
هو لَمْ يمُت !
بلْ غائبٌ حاضِرْ !
يوم أن مات الجميع
وكل من في الارض
قد قتلوا الضمائر !
ايا اُمّاهُ موتي حياةٌ
لستُ في شكًّ وارتيابْ !
أمُّاه ُهذا هو الوعدُ الالهي ..
قد جاء تصريحاً بين آيات الكِتابْ !
أُمّ الشهيد لما الحَزَنْ ؟
ولِما الأسى ولِما الوهَنْ ؟
ولِما العِتاب ؟
أ لأنني قد مُتُّ في غضّ الشبابْ ؟
غداً أُحرّضُ من في القبور
واُشِعِلُ ثورةً
ستُقامُ من تحت التُرابْ !•
______________________
✍ زكريا يحيى الشامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب