الجمعة، 4 أكتوبر 2019

سحابة البؤس بقلم الشاعره خلود

أجهلُ ألمـكَ، إلّا أنّني أجزمُ أنّه لم يُصبكَ ما أصابني، أجزمُ أنّك لَم تَكُن مضطرًّا في الوقتِ الّذي دُمّرتَ فيه تمامًا أن تتظاهرَ و كأنّك في أحسنِ حالٍ، في ذلكَ الوقتِ الّذي كان جرحكَ فيه ينزفُ، في أوّلِ لحظاتِ خيبتِك !
كنتُ أضحكُ و أضحكُ بكلّ ما تبقى لي من صوتٍ في حُنجرَتي، أتكلّم و أجيبُهم على الرّغمِ من أنّ حاسةِ السّمعِ لديّ توقفت عندَ كلمةِ " وداعًا "، تلكَ الّتي خرجت من أحدهِم قبلَ قليلٍ ... كلّ ما أسمعهُ الآنَ هو صداها فحسب، أحاولُ بقدرِ استطاعتِي أن أشتّتَ انتباهَهُم عن بعضِ العبراتِ الّتي سقطَت سهوًا من عينيّ، أهزُّ رأسي ... أخرجُ هاتفي و أتأمّل فيه لساعاتٍ .. أعلّقُ نظري على أحدِ الجالسينَ فيتخلّلهُ بعضُ الخجلِ و أصحو من غفلَتي، مستمرّينَ في الكلامِ .. أتوقُ للحظةِ صمتٍ ترتّب العبثَ في عقلي المتجمّد هذاِ، كَم كنتُ أرغبُ بتركِ جسدي لهم، بالخروجِ منهُ وَ الذّهاب بعيدًا .. بعيدًا جدًّا !
يلاحظُ أحدُهم سحابةَ البؤسِ الّتي أحاطَتني مباغتةً، أبتسمُ في وجههِ و أطيلُ الابتسامَ ..." هذه الرّعشةُ سببها البردُ لاشيءَ غيرهُ "، أقولُ له .. لكنّه يرفعُ حاجبيهِ و يهزّ رأسهُ مُكذّبًا كلماتِي المتعثّرة تلك.
كيفَ تحبّ شربَ قهوتكَ؟، يسألونني ..
هَل أريدُ القهوةَ فعلًا؟ لستُ أدري !
و لكن لا ... أنا لا أحتاجُ إلى القّهوةِ، كلّ ما أحتاجهُ هو أن أدثُرَ نفسي تحتَ الغطاءِ و أبكي، نعم أبكي !
كم أشتهي البُكاءَ وحدي بلا رقيب، لستُ على طَبيعتي و هذا ما يتساءَلُ حولهُ الجميعُ، يتساءَلون و يتساءَلون عن حالي لكنّي لن أتكلم، فليسَ في جُعبةِ النّاسِ سوى ثمانٍ و عشرونَ حرفًا، لستُ بحاجةٍ لتعاطفهِم المُبتذل و لسوفَ أقتلعُ رأسَ كلّ من يحاولُ مواساتِي، أنا بخير .. بخيرٍ حقًّا.
" سأتخطّى كلّ ذلكَ " ...


خــلـــود 😶

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *