شعر حُرّ
قصيدة بعنوان ( حلم درويش لاكنْ )
حلمُ زهيد وبسيط
وهنا دخلت كلمة ( لاكن ) !
تابع ···
بقلم ✍🏻 زكريا الشامي
قريةٌ ؛
على اهدابِ فصلِ الصيف
تعيشُ وترتوي من مائهِ
مكسيةٌ بحرير فصلٍ
من مناخات الحنينْ !
المطرُ الخفيفُ مع الندى
غزا القرية الخظراء
كدمعٍ بلّل الرمش الخيالي
ولاكن لا يبينْ !
المنزلُ القروي ؛
ذو العتبة الملساء ؛
مبنيٌ من الطوبِ
ممزوجاً بطين !
غُرفةٌ لأبي وامي
ولي ولأمِ اولادي غُرفتينْ !
مطبخٌ خارج منزلي
وبه وجاقٌ ؛
ومدخنةٌ قد بدى منها
تجاعيد السنينْ !
قنُّ الدجاج ؛
و إصطبلٌ كان لخيلِ جدّي
كوخٌ صغيرٌ اعاودهُ
اذا ما عُدت من حقلي
وعلى اليمين !
بُستانٌ مِساحتهُ كحزني
اُربّي به املاً وزيتوناً وتينْ ؛
وقُوتُ اولادي ؛
اجنيه من حقلي
ومن ماءِ الجبينْ !
و لي ديكاً ؛
يصيحُ اذا ما بدى فجري
فأصحو ؛
أُحدّقُ في نشاطٍ
نحو غيمٍ مرّ ؛
لا ارى سُحباً هجيناتٌ
ولا جوّاً هجينْ !
وآخذُها عصاي ليس لشيبتي
لاكنّ امي تقول لي خُذها
علّ شيئاً يُخيفك في الطريق
فأركض مثل اطفالي
لمسجدنا العتيق ؛
كان مسجدنا دون مئذنةٍ
لاكنه كان يأوي المُتعبين !
وأعودُ نحو المنزل الريفي
ورائحةُ الخُبز التي صنعته امي
لمائدةِ الفطور ؛
وقهوةُ زوجتي المُرّة
كانت تُحلّيها بتمرة
وتزيد شيئاً من بشاشة ثغرها
وتعدُّ لي الزي الذي
يرتديه الكادحين ؛
ليذهبوا لحقولهم
كي يزرعوا فية البذور
ويزرعوا فرحاً
يُطعِموا جوع البنينْ !
وانا لدي ثلاثةٌ ؛
ولدٌ مُشاكس ؛
يشكوه اهلُ الحي
شجاراتهُ لا تنتهي ؛
ولدي ايضاً طفلتين ؛
كنتُ اسقيهم ؛ اعلّمهم ؛ اُربيهم
واعطيهم حناني ؛
واتعبُ كي يقولوا والدي شكراً
وأخفي عنهمُ حُزني الصغير
كأنه كنزٌ دفينْ !
كنتُ اخرجُ ؛
كي أعلّم طفلي علوم الصيد
نصطادُ حجلاً ببندقيةِ
جدي اللتي صقلت
روايات آبائي الاولينْ ؛
وعلى الضِفافِ الأُخريات ؛
منازلٌ اخرى ؛
منها ل اهلي ؛
اشياءهم مثل اشيائي
اي انهم مثلي ؛
ومثلُ الآخرين !
واحاتُ قريتنا الصغيرة
مقهىً بقلبِ القرية الوسْنَى
يلتقي فيهِ الرجال الطيبين
يحتسون قهوتهم ببطءٍ
يلعبون النرد ؛
يتناقشون حول قضيةِ الطقس
او إصلاح مجرى الماء
وتنظيف المداخن
لا شيئ يعنينا
بهذا العالم الحضري اللعينْ !
اولادُ قريتنا يلعبون ؛
الاصدقاءُ معي ؛
ولهم مواهبهم ؛
احد الرفاق رسّاماً
فلوحتهُ الشهيرةُ حيث كانت
صورةً فنيةً لإمرأةِ القُرى
بلبساها الريفي تُحدّثُ
في نساء الريف عن زوجٍ امينْ !
وكان لنا شاعرٌ ؛
يروي لنا ابياتة بطريقةٍ ادبيةٍ
يروي ظمانا من حنين الذاهبين
يصفُ التلال ؛
يقول عن غابة الصفصاف
يكتب للشباب قصيدةً في الحب
حرفٌ سعيدٌ ؛
يُسعدُ الطرف الحزين !
ولنا رِوائيٌ له قصصٌ
من زمان الغابرين !
يُطمئنُنا بروايةٍ تحكي
حديث العائدينْ !
الشيخُ ذكّرنا بذكر الله
أملأنا يقين !
ونحنُ في غمراتنا
تستأذنُ الشمس منّا
سأرحل ؛
نلتقي فجراً
نودّعها ؛
وقريتُنا تُهدهِدُ ليلها
مثل الجنين !
فنعود مسجدنا
مُضاءٌ بالفوانيس القديمة
نُصلّي ؛
ونتلو آيتين ؛
فأعود نحو البيت
وأسندُ ظهري بسطح البيت
سقفي نجومٌ
أقلّبُ ذكرياتي ؛
فأنام ؛ ثم أحلم ؛ ثم اصحو
ثم احلم انني لستُ بنومٍ ؛
فيأخذني الزمان الى
زمان القابعين ؛
في سجون القابعين
على كراسي الظلم
ُ إذ هم قابعين
على رُفات الكادحين ؛
جاء الطفلُ حدّثني
عن دِما يافا ودير ياسين
عن بغداد ؛ عن صنعاء ؛
عن حِقبِ الأنين ؛
احرقني بكاءُ الطفل
اصواتُ الثكالى
شهيدٌُ يُهدهِدني ؛
يُحرّكني سجين ؛
ايقضني صلاح الدّين !
فنهضتُ من حُلمي
لا حلم لي الا جنانُ الخالدين ؛
قتلوا كل ما كنا به نحلم
لم يتركوا الاحلام
حتى اجهضوها المُجرمين !
سأفعلُ ما يُريدُ صلاح لاكن
جاء لي احد الرفاق وقال لي
إذهب وعُد ؛
فالحلمُ حيّاً لم يزل فيه الوتين
قُلتُ اودّ ذالك انما ؛
تدري ؛
كما قالوا ···
لا عُمْر يُمدينا
لا ليل يأوينا
لا شيئ يكفينا
لنحلم مرّتين !•
___________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب