الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

حلم درويش لاكن بقلم الشاعر زكرياء الشامي

شعر حُرّ

قصيدة بعنوان ( حلم درويش لاكنْ )

حلمُ زهيد وبسيط
وهنا دخلت كلمة ( لاكن ) !

تابع ···

بقلم ✍🏻 زكريا الشامي

قريةٌ ؛

على اهدابِ فصلِ الصيف

تعيشُ وترتوي من مائهِ

مكسيةٌ بحرير فصلٍ

من مناخات الحنينْ !

المطرُ الخفيفُ مع الندى

غزا القرية الخظراء

كدمعٍ بلّل الرمش الخيالي

ولاكن لا يبينْ !

المنزلُ القروي ؛

ذو العتبة الملساء ؛

مبنيٌ من الطوبِ

ممزوجاً بطين !

غُرفةٌ لأبي وامي

ولي ولأمِ اولادي غُرفتينْ !

مطبخٌ خارج منزلي

وبه وجاقٌ ؛

ومدخنةٌ قد بدى منها 

تجاعيد السنينْ !

قنُّ الدجاج ؛

و إصطبلٌ كان لخيلِ جدّي

كوخٌ صغيرٌ اعاودهُ

اذا ما عُدت من حقلي

وعلى اليمين !

بُستانٌ مِساحتهُ كحزني

اُربّي به املاً وزيتوناً وتينْ ؛

وقُوتُ اولادي ؛

اجنيه من حقلي

ومن ماءِ الجبينْ !

و لي ديكاً ؛

يصيحُ اذا ما بدى فجري

فأصحو ؛

أُحدّقُ في نشاطٍ

نحو غيمٍ مرّ ؛

لا ارى سُحباً هجيناتٌ

ولا جوّاً هجينْ !

وآخذُها عصاي ليس لشيبتي

لاكنّ امي تقول لي خُذها

علّ شيئاً يُخيفك في الطريق

فأركض مثل اطفالي

لمسجدنا العتيق ؛

كان مسجدنا دون مئذنةٍ

لاكنه كان يأوي المُتعبين !

وأعودُ نحو المنزل الريفي

ورائحةُ الخُبز التي صنعته امي

لمائدةِ الفطور ؛

وقهوةُ زوجتي المُرّة

كانت تُحلّيها بتمرة

وتزيد شيئاً من بشاشة ثغرها

وتعدُّ لي الزي الذي

يرتديه الكادحين ؛

ليذهبوا لحقولهم

كي يزرعوا فية البذور

ويزرعوا فرحاً

يُطعِموا جوع البنينْ !

وانا لدي ثلاثةٌ ؛

ولدٌ مُشاكس ؛

يشكوه اهلُ الحي

شجاراتهُ لا تنتهي ؛

ولدي ايضاً طفلتين ؛

كنتُ اسقيهم ؛ اعلّمهم ؛ اُربيهم

واعطيهم حناني ؛

واتعبُ كي يقولوا والدي شكراً

وأخفي عنهمُ حُزني الصغير

كأنه كنزٌ دفينْ !

كنتُ اخرجُ ؛

كي أعلّم طفلي علوم الصيد

نصطادُ حجلاً ببندقيةِ

جدي اللتي صقلت

روايات آبائي الاولينْ ؛

وعلى الضِفافِ الأُخريات ؛

منازلٌ اخرى ؛

منها ل اهلي ؛

اشياءهم مثل اشيائي

اي انهم مثلي ؛

ومثلُ الآخرين !

واحاتُ قريتنا الصغيرة

مقهىً بقلبِ القرية الوسْنَى

يلتقي فيهِ الرجال الطيبين

يحتسون قهوتهم ببطءٍ

يلعبون النرد ؛

يتناقشون حول قضيةِ الطقس

او إصلاح مجرى الماء

وتنظيف المداخن

لا شيئ يعنينا

بهذا العالم الحضري اللعينْ !

اولادُ قريتنا يلعبون ؛

الاصدقاءُ معي ؛

ولهم مواهبهم ؛

احد الرفاق رسّاماً

فلوحتهُ الشهيرةُ حيث كانت

صورةً فنيةً لإمرأةِ القُرى

بلبساها الريفي تُحدّثُ

في نساء الريف عن زوجٍ امينْ !

وكان لنا شاعرٌ ؛

يروي لنا ابياتة بطريقةٍ ادبيةٍ

يروي ظمانا من حنين الذاهبين

يصفُ التلال ؛

يقول عن غابة الصفصاف

يكتب للشباب قصيدةً في الحب

حرفٌ سعيدٌ ؛

يُسعدُ الطرف الحزين !

ولنا رِوائيٌ له قصصٌ

من زمان الغابرين !

يُطمئنُنا بروايةٍ تحكي

حديث العائدينْ !

الشيخُ ذكّرنا بذكر الله

أملأنا يقين !

ونحنُ في غمراتنا

تستأذنُ الشمس منّا

سأرحل ؛

نلتقي فجراً

نودّعها ؛

وقريتُنا تُهدهِدُ ليلها

مثل الجنين !

فنعود مسجدنا

مُضاءٌ بالفوانيس القديمة

نُصلّي ؛

ونتلو آيتين ؛

فأعود نحو البيت

وأسندُ ظهري بسطح البيت

سقفي نجومٌ 

أقلّبُ ذكرياتي ؛

فأنام ؛ ثم أحلم ؛ ثم اصحو

ثم احلم انني لستُ بنومٍ ؛

فيأخذني الزمان الى

زمان القابعين ؛

في سجون القابعين

على كراسي الظلم

ُ إذ هم قابعين

على رُفات الكادحين ؛

جاء الطفلُ حدّثني

عن دِما يافا ودير ياسين

عن بغداد ؛ عن صنعاء ؛

عن حِقبِ الأنين ؛

احرقني بكاءُ الطفل

اصواتُ الثكالى

شهيدٌُ يُهدهِدني ؛

يُحرّكني سجين ؛

ايقضني صلاح الدّين !

فنهضتُ من حُلمي

لا حلم لي الا جنانُ الخالدين ؛

قتلوا كل ما كنا به نحلم

لم يتركوا الاحلام

حتى اجهضوها المُجرمين !

سأفعلُ ما يُريدُ صلاح لاكن

جاء لي احد الرفاق وقال لي

إذهب وعُد ؛

فالحلمُ حيّاً لم يزل فيه الوتين

قُلتُ اودّ ذالك انما ؛

تدري ؛

كما قالوا ···

لا عُمْر يُمدينا  

لا ليل يأوينا

لا شيئ يكفينا

لنحلم مرّتين !•

___________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *