وحدي ..
وحدي وتلهث خلفي الخطواتُ
أبكي ويخترقِ الصدى أصواتُ
.
.
وحدي وأوجاع العروبة في دمي
فقرٌ حروبٌ فرقةٌ كبواتُ
.
.
وحدي ولحن قصيدتي يغتالهُ
وجع البلاد ، ألا ترى كم ماتوا؟
.
.
والجوع ينهش في الذين تخلّفوا
أمعاء جل الصامدين خواةُ
.
.
وطنٌ بلا مأوى وشعبٌ يرتجي
أن لا تهد جباله الحصواتُ
.
.
عصفت به الثورات خيّب ظنهُ
فصل الربيع وتاهت الثوراتُ
.
.
وضعوه في جب المذلة مرغماً
ومضوا تحث خطاهم الثرواتُ
.
.
هذا لمن صعد المنصة معلناً
ارحل ستعشب بعدك الفلواتُ
.
.
هذا لمن في النوم أبصر خالداً
في الثائرين تحفّهُ الدعواتُ
.
.
هذا لمن في الجمع صرّح قائلاً :
(أحرجتمونا) والحشود رواةُ
.
.
هذا لمن جعل البلاد غنيمة
للطامعين وخانه البشوات
.
.
رحلوا جميعاً لا بقاء لخائنٍ
عرّتهم الأحداث والسنواتُ
.
.
لم يُبْق لي وجع البلاد مشاعراً
فيها أصوغ الحب يا أخواتُ
.
.
إن رمتُ قول قصيدةٍ غزليةٍ
قال الأنين أما كفى نزواتُ؟
.
.
وتقول لي بنت الفؤاد : ألم تكن
ذا أحرفٍ تشتاقها الحلواتُ؟!
.
.
وجعي لأحزان البلاد أحالني
حرفاً ترافق حزنه الخلواتُ
.
.
إن سرتُ سار معي كظلٍ دائمٍ
نتقاسم النكسات يا هفوات
.
.
وطنٌ يلاكُ بألسنٍ مسمومةٍ
يا للفضيحةِ كم هوت قنواتُ
.
.
يستعذبون بنشر أوجاع لنا
والموجعون لنا هم الأدواتُ
.
.
أسفي على شعبٍ يقاتل بعضهُ
بعضاً تقود حروبه الشهواتُ
.
.
عجبي عليهم كلهم شهداء كم
في الأرض رغم الفاهمين غواةُ
.
.
عد بي لموطننا القديم فإنهُ
رغم المذاهب قامت الصلواتُ
.
.
هو موطنٌ في اللوح خُطّ بأنهُ
لا يقبل الغازين يا بهواتُ
.
.
من يجهل التاريخ يسأل عارفاً
كم ها هنا نذلٌ قضى وحواةُ
.
.
الحافظون الأرض ثمّةَ موعدٌ
سيكرّمون وليس ثم فوات
.
.
ستمرُّ قافلة البلاد بصبرنا
وثباتنا .. والحاقدون عواةُ
.
.
ها نحن مذ خُلِقَ الوجود نواجه ال
الغارات ، ما ضرّت بنا الغزواتُ
.
.
شعبٌ إذا نزل البلاء بأرضهم
صاروا جبال الصبر يا سرواتُ
.
.
لا يجمع الوطنان في زمن فما
من موطنٍ تأتي به الندواتُ
.
.
وطنٌ تولى سوف يرجع عندما
تنقذه من فك العدا الصهواتُ
.
.
وحدي أعود إلى المغارة ليس لي
إلا القصيدةَ تمرةً ونواةُ
.
.
وحدي أطرّز بالجراح قصيدتي
وحدي ويصحبني هنا الأمواتُ
.
.
وحدي وأوجاع العروبة في دمي
فقرٌ ، حروبٌ ، فُرقةٌ ، كبواتُ
أمين العماري
٢٣ نوفمبر ٢٠١٩م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب