( ليس لدي نعل )
✍/ جبر مشرقي ▪
فلنذهب
ياصغيرتي
لا مكان
ولا موضع للقدم
الكل في ازدحام
الحمائم هجرت الأوكار
ولم يعد للحب ديار
شاخت الأعمار
واستأكلت اللحظات
ولم يشخ الرصاص
لا مكان للورد إن غنى
لغصن الزيتون إن تثنى
المكان مشغول بالدموع
بالآه والأنين
بالثكل المسافر في أوردة الفؤاد
بكسرة الرغيف
النائية عن أفواه الجياع والمساكين
خطو الزمان متعب
والعشق عن أهله قد تغرب
والأنين في ربيع شبابه
والكل مقيم في ثنايا الحزن وعذابه
مقل السنابل كفيفة
ووجوه الأبجدية مخيفة
والطريق وعر خشن
والأرواح تبحث عن ألفة ومسكن
فلنذهب
ياصغيرتي
فقد شاخ الآه في صدري
ودموع الشوارع تجري
وأنين المآذن مكلوم
ذبح السطر وجف حبري
نامت الأحلام بعيدا عني
منذ خريفات ستة
والنخلة ذات الجذع
تناهشتها معاول ذات أنياب
ففقدت أثر( مريم)
وعصفت الرياح برطبها إلى البعيد
قدماي لا تستطيع صعودا( لجبل الطور )
ولم أخلع (نعلي) لأن لا نعال لدي
ولم أجد أخا يذهب بالعير
لأكتال حنطة
كلا ... ولن أجد الفتيات اللاتي ترشدني إلى الطريق
أنا لم أفر سعيا
والأبواب ليست مؤصدة
وهي ليست بعدي لتقد قميصي
ولم يكن أمامي بحر واحد وورائي عدو
لأضرب بعصاي
إنما أمامي ألف بحر
وورائي ألف حزن وثكل وآه
ولا عصا بيدي
وبقربي خوار رصاصة
ومدفعية السامري ترصد خطوي
فلنذهب ياصغيرتي
لأن وجه عالمنا قبيح
أهازيجه كلها نباح ونبيح
وفي كل ثانية ألف قامة عظيمة تطيح
(ورفس) (ونطيح )
ولكن كما يقال:
(يافصيح لمن تصيح)
ولكأننا سنقف حتما
(هذا بقاموس يدق
وهذا بمئذنة يصيح
فياليت شعري ماالصحيح)
فالنذهب
ياصغيرتي
كل شيء حولنا
ليس على حقيقته
فلقد تركوا تزلفات كل مجرم
وبكل حقد صلبوا(النور الصريح) ▪
_________________________
✍/جبر مشرقي ▪
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب