*النـقد الأدبي*
النقد الأدبي قديم قِدم الأدب، فهو قائم عليه، مُستنبط منه، بل إن الأديب يعاود النظر فيما ينشئ، فيبدل أويحذف أو يضيف أو يقدم أو يؤخر، وهذه عملية أولية تعتمد على الذوق الشخصي، واالتجربة الذاتية، لكنها تشهد في الوقت نفسه على وجود بعض المبادئ المتعارف عليها بين الأدباء، والمُستنبطة من طبيعة هذا الأدب، ومن الذوق العام في المجتمع.
وقد كان طبيعياً أن يتطور النقد الأدبي بتطور البيئات الإجتماعية والفكرية، والنظرة إلى الأدب، والعوامل الفعالة فيه، فظهرت في النقد اتجاهات ومناهج ومدارس، يركز بعضها على الظاهرة الأدبية، ويركز بعضها على علاقة العمل الأدبي بصاحبه وظروفه وعصره، ويُعنى بعضها بالأصول النظرية، ورسم المثل الأعلى في الأدب.
وقد غدا الناقد المُعاصر إلى جانب ذكائه وذوقه وبراعة أسلوبه، يُدافع عن حرية الفكر والتعبير، بحكمة الفيلسوف، وجلد المؤرخ، وزاد المثقف، ومن ثم كان حرصه على التزود بالثقافات المتنوعة والأنتفاع بالتجارب الحية.
وبالنظر في نصيب العرب من النقد الأدبي، تجدهم قد عرفوا النقد الأدبي ومارسوه مُشافهة وتدويناً.
فقد كان النقد الجاهلي عبارة عن مآخذ يفطن إليها الشعراء في الشعراء، وملحوظات يلحظها بعضهم على بعض، وما كان لهم من أصل إلا سلقيتهم وما طبعوا عليه، وهو عربي النشأة كالشعر، لم يتأثر بمؤثرات أجنبية، ولم يقم إلا على الذوق العربي السليم، وظل النقد في صدر الإسلام سليقة وطبعا، وإن أدرك بعض عناصر الجمال أو بعض مظاهر الضعف في الإنشاء الأدبي، ولا سيما الشعر، دون الإسناد إلى أصول علمية، ثم كان لمتقدمي النحويين واللغويين أثرهم في النقد الأدبي.
وبالنظر في نصيب العرب من النقد الأدبي، تجدهم قد عرفوا النقد الأدبي ومارسوه مُشافهة وتدويناً.
فقد كان النقد الجاهلي عبارة عن مآخذ يفطن إليها الشعراء في الشعراء، وملحوظات يلحظها بعضهم على بعض، وما كان لهم من أصل إلا سلقيتهم وما طبعوا عليه، وهو عربي النشأة كالشعر، لم يتأثر بمؤثرات أجنبية، ولم يقم إلا على الذوق العربي السليم، وظل النقد في صدر الإسلام سليقة وطبعا، وإن أدرك بعض عناصر الجمال أو بعض مظاهر الضعف في الإنشاء الأدبي، ولا سيما الشعر، دون الإسناد إلى أصول علمية، ثم كان لمتقدمي النحويين واللغويين أثرهم في النقد الأدبي.
من النُقاد المعاصرين شاعر اليمن الكبير د/عبدالعزيز المقالح التي توالت دراساته النقدية حتى بلغت العشرين ما بين دراسات أكاديمية في الأدب اليمني والأدب العربي الحديث بعامة، وبحوث تنظر للأدب وغاياته وأصوله واتجاهاته، وأخرى لمناقشة قضايا نقدية متعددة، وعرض قضية التجديد ومقوماته، إلى غير ذلك من مؤلفاته الكثيرة.
*على الرغم من ذلك كله، فقد كان يتردد المقالح في الاعتراف بدوره ناقداً أدبياً*.
كما يعتقد المقالح أن المنافسات الأدبية والخصومات غير الشريفة، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية والإجتماعية المتردية، حالت دون ظهور أي منبر أدبي قبل الثورة، وأنها حتى الآن لا تزال تُشكل عائقاً أمام الحركة الأدبية الناشطة في اليمن.
وبعد إلحاح كبير عليه دخل ميدان النقد الأدبي، وبدأ يحمل رسالته الجديدة في النقد الأدبي.
كما يرى المقالح بإن بعض الجامدين الذين يجهلون طبيعة الإبداع الفني،كما يجهلون طبيعة الأدب والفن، فهم يريدون ربط الإبداع الفني بمرحلة زمنية واحدة، وتجميد ملامح القصيدة عند شكل ثابت مُستمد من النموذج الأول في ظروف التكوين والمخاطرة قبل نزول القرآن الكريم، مؤكداً أن الإبداع ليس له نظام ثابت خالد الخصائص، وأن ما استنبطه الخليل بن أحمد من أوزان الشعر لم يكن إلا صدا لما إليه من شعر،ولم يقصد الخليل إلى فرض قواعد وقيود على الشعر تسجن الإبداع وتحوله إلى مهارة عقلية يُفسدها الاتباع حتى تصبح
"اكليشيهات" وصياغات مكررة، وفضلاً على أن الافتنان غير الواعي بالماضي وقوالبه الثابتة يحول بين العربي واستيعاب شروط الحياة الجديدة، ويشكل له أزمة روحية ونفسية تجعله يسير في رحاب العصر، مغلول العقل والقلب، ويحذر الدكتور المقالح هؤلاء المتنطعين من أن موقفهم المتعصب ضد الجديد قد يفضي إلى انحراف حركة التجديد عن القصيدة الفصحى نحو العامية، كما حدث من قبل في أزمنة التعصب.
"اكليشيهات" وصياغات مكررة، وفضلاً على أن الافتنان غير الواعي بالماضي وقوالبه الثابتة يحول بين العربي واستيعاب شروط الحياة الجديدة، ويشكل له أزمة روحية ونفسية تجعله يسير في رحاب العصر، مغلول العقل والقلب، ويحذر الدكتور المقالح هؤلاء المتنطعين من أن موقفهم المتعصب ضد الجديد قد يفضي إلى انحراف حركة التجديد عن القصيدة الفصحى نحو العامية، كما حدث من قبل في أزمنة التعصب.
ومن الجدير بالذكر أن المقالح يحمل على هواة فرض القيود على الإبداع الفني، سواء كانوا من العموديين أم من المجددين الذين حاولوا فرض وصايتهم على التجديد بحجة ريادتهم لحركة التجديد.
الحديث ذو شجون، ومُتشعب ولن يُسعفنا الوقت للوقوف على اطلاله.
*الجدير بالذكر بإن هناك من يلبسوا لباس النقد الأدبي، ويسموا أنفسهم نُقاد وهم في الحقيقة لا يمتلكون أي خلفية للنقد، فإذا ما مروا على قصيدة موزونة المبنى والمعنى مروا عليها مرور الكرام، ولا يُعيروها ثمة أهتمام، أوحتى إشارة إعجاب، وإذا وقعت انظارهم على قصيدة بها نوع من الضعف أو خلل في الوزن، نجدهم ينقضّوا عليها كالوحش الذي ينقض على فريسته، ولا يسكتوا أبدا، لمثل إولئك أقول:رويداً على أنفسكم فهي أمانة عندكم لا تثقلوا عليها بكل ذلك البُغض والغرور والعنجهية الممقوته، فالناقد يحمل في جوانحه الحب والخير والسلام والإطمئنان على الآخرين، فينتقد النص بكل ذوق وأخلاق، يكون نقده ايجابياً بناءّ، وليس هادم كما يصنع البعض للإسف الشديد، لأن الذي ينتقد إنما يُضفي على النص جمال وبهاء، ليُخرجه بتلك الصورة الرائعة للجمهور*.
*لذلك ينبغي على الناقد أن يكون جهبذ مُعلم محبوب للجميع، وليس العكس، حتى يُبدع في نقده للآخرين، ليواكب العصر بكل مُستجداته*
*وليقتدوا بالناقد والشاعر والمفكر اليمني الكبير د/عبدالعزيز المقالح*
*سفيرة السلام*
*منى الزيادي*
*منى الزيادي*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب