رَمَضَاٰنُ تَمَهَّلْ ..
رَمَضَاٰنُ تَمْضِي، لَاٰ مَضَيْتَ، وَأَلْفُ لَاٰ
مِنْ حُرْقَتِي أَرْجُوْكَ أَنْ تَتَمَهَّلَاٰ
رَمَضَانُ تَمْضِي، هَلْ سَتَتْرُكُ مُذْنِبًا
وَلْهَاٰنَ يَدْعُوْ اللهَ كَيْ لَاٰ تَرْحَلَاٰ؟!
حَيْرَاٰنَ لَاٰ يَدْرِي أَيُغْفَرُ ذَنْبُهُ؟
وَكَعَاٰشِقٍ يَرْتَاٰبُ أَنْ يَتَطَفَّلَاٰ..!
فَرَّطْتُ فِيْكَ وَحَسْرَتِي لَاٰ تَنْجَلِي
وَالنَّفْسُ تَذْوِي أَوْشَكَتْ أَنْ تَذْبُلَاٰ
أَشْكُو هَوَاٰنِي يَاٰ لَفَقْرِ صَحِيفَتِي
وَاللهَ أَدْعُو ضَاٰرِعًا مُتَذَلِّلَاٰ
أَنْتَ الْمُعَقِّبُ، وَالعَلِيمُ بِلَوْعَتِي
صَفْحًا، فَكَاٰدَتْ لَوْعَتِي أَنْ تُسْأَلَاٰ
فَاغْفِرْ ذُنُوبِي وَامْحُ كلَّ خَطِيْئَتِي
وَاقْبَلْ صِيَاٰمِي يَاٰ غَفُورُ تَقَبُّلَاٰ
وَاجْعَلْ لَنَاٰ فِيْ شَهْرِ عِتْقِكَ تَوْبَةً
حَتَّىٰ بِلَوْحِ الْفَاٰئِزِينَ نُسَجَّلَاٰ
حَلُكَ الظَّلَاٰمُ وَلَيْسَ ثَمَّةَ مَطْمَعٌ
إِلَّاٰ رِضَاٰكَ فَهَلْ إلَىٰ أَنْ أُقْبَلَاٰ؟!
دَمْعُ الْمَآٰقِي يَاٰ إلٰهِي قَدْ هَمَىٰ
وَهَوَىٰ عَلَىٰ كَفِّ الرَّجَاٰءِ مُقَبِّلَاٰ
هَجَمَ الْمَشِيبُ بِقَضِّهِ وَقَضِيضِهِ
يَجْتَزُّ خِصْبَ الْعُمْرِ جَيْشًا جَحْفَلَاٰ
فَالشَّيْبُ قَطَّعَ كُلَّ أَوْدَاٰجِ الصِّبَاٰ
وَغَدَاٰ رَفِيفُ الذَّاٰتِ قَفْرًا مُمْحِلَاٰ
بِالْأَمْسِ كَاٰنَ الْقَلْبُ رَيَّاٰنَ الشَّذَاٰ
بِزُهَا الشَّبَاٰبِ الْمُسْتَفِيضِ مُكَلَّلَاٰ
لٰكِنَّمَاٰ رُوحِي وَهَتْ أَوْتَاٰرُهَاٰ
وَخَبَاٰ رَنِيمُ صُدَاٰحِهَاٰ وَتَحَوَّلَاٰ
وَنَعَى الشَّبَاٰبُ الْغَضُّ بَرْقَ غُرُورِهِ
فَالْعَيْشُ آٰلٌ قَدْ تَرَاٰءَىٰ هَيْكَلَاٰ
لٰكِنْ تَهَاٰوَىٰ، أَخْلَقَتْ أَرْكَاٰنُهُ
وَتبَعْثَرَ الْبُنْيَاٰنُ ظِلًّا أَسْمَلَاٰ
آلَيْتُ صَبْرًا بَعْدَمَا اعْتَكَرَ الدُّجَىٰ
لَيْلًا عَقِيمًا لَمْ يَزَلْ مُسْتَرْسِلَاٰ
وَالصُّبْحُ أَرْمَدُ لَيْسَ يُبْصِرُ مَنْفَذًا
وَالْتِّيهُ يَسْتَهْدِي بِتِيهٍ أَثْقَلَاٰ
مَاٰ لِلضُّحَىٰ أَمْسَىٰ حَسِيرًا لَاٰ يَرَىٰ
وَالْحَدْسُ أَمْسَىٰ فِي الْبَصِيرَةِ أحْوَلَاٰ؟!!
وَيْحِي مِنَ الشَّكْوَىٰ تَشَكَّلَ فَرْعُهَاٰ
فِي شَجْرَةِ الزَّقُّومِ تُنْبِتُ حَنْظَلَاٰ
إِنِّي أُحَاٰذِرُ مُرَّهَاٰ وَلَطَاٰلَمَاٰ
حَذَرُ الْبَلَاٰءِ أَذَاٰقَنَاٰ مُرَّ الْبَلَاٰ
يَاٰ لَيْتَ يَوْمَ الْبَعْثِ أَلْقَىٰ وَجْهَهُ
لِيَؤُوبَ يَوْمِيَ مُشْرِقًا وَمُحَجَّلَاٰ
الْكُلُّ فَاٰنٍ ثُمَّ يُبْعَثُ ذَاٰهِلًا
مِنْ بَعْدِ فَوْتٍ قَدْ نَخَاٰلُ مُؤَجَّلَاٰ
نَطْوِي فُرَاٰدَىٰ مِثْلَ صِفْرٍ مُهْمَلٍ
أَيْنَ الصِّحَاٰبُ فَلَاٰ أَنِيسَ وَلَاٰ وَلَاٰ؟!
كُشِفَ الْغِطَاٰءُ عَنِ الْبَصَاٰئِرِ إِنَّمَاٰ
مَاٰ عَاٰدَ يَنْفَعُ أَنْ تَعُودَ فَتَعْمَلَاٰ
لَاٰ تَبْكِ مَاٰلَكَ، لَيْسَ يُجْدِي هَاٰ هُنَاٰ
لَوْلَاٰ أَتَيْتَ بِغَيْرِهِ مُتَمَوِّلَاٰ؟!!
زَاٰدٌ قَلِيلٌ وَالدُّرُوبُ مَتَاٰهَةٌ
سِرْدَاٰبُ تَثْرِيبٍ تَنَاٰهَىٰ هَوْجَلَاٰ
وَالنَّفْسُ كَاٰسِيَةٌ رِدَاٰءً عَاٰرِيًا
وَلَطَاٰلَمَاٰ ظَنَّتْ رِدَاٰهَاٰ مُخْمَلَاٰ
وَرَأَيْتُ أَوْزَاٰرِي تُؤَجِّجُ مِرْجَلي
فَسَكَبْتُ دَمْعِي أَتَّقِي ذَا الْمِرْجَلَاٰ
وَالْيَوْمَ أَنْدُبُ فَوْقَ رَسْمٍ دَاٰرِسٍ
دَهْرًا تَوَلَّىٰ بِالْهَوَىٰ مُتَغَزِّلَاٰ
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَىٰ مَنَاٰرِ مَحَجَّةٍ
تَهْدِي إِلَىٰ أَمَلٍ يُرِيحُ الْكَلْكَلَاٰ؟!
مِنْ كُلِّ أَحْدَاٰبِ الْمَعَاٰصِي فَاٰقَةٌ
تَشْكُو صِحَاٰفًا أَوْشَكَتْ أَنْ تُقْفَلَاٰ
لَاٰ لَيْسَ إِلَّاٰ أَنْتَ تَجْبُرُ عَثْرَتِي
فَعَلَيْكَ كُنْتُ وَمَاٰ أَزَاٰلُ مُعَوِّلَاٰ
وَإِلَيْكَ أَشْكُو غُمَّتِي، فَرَزِيَّتِي
مِمَّا اكْتَسَبْتُ وَلَيْسَ لِي أَنْ أَجْهَلَاٰ
رَبَّاٰهُ بِاسْمِكَ يَاٰ كَرِيمُ تَوَلَّنِي
وَارْحَمْ وجُدْ بِالصَّفْحِ مِنْكَ مُسَرْبَلَاٰ
مَنْ لِي سِوَاٰكَ فَلَاٰ تَكِلْنِي لَحْظَةً
إِلَّاٰ لِحِفْظِكَ يَاٰ حَفِيْظُ تَفَضُّلَاٰ
كَمْ هَزَّنِي كَرْبِي وَنَفسِي اسْتَنْفَدَتْ
كُلَّ الذُّنُوبِ، فَمَاٰ عَسَىٰ أَنْ أَفْعَلَاٰ؟!
عَزَّ الْكَلَاٰمُ، وَكَيْفَ أُدْرِكُهُ مَتَىٰ
خَفَّتْ مَوَاٰزِينِي وَقَدْ عَظُمَ الْبِلَىٰ؟
أَشْكُو صَحَاٰئِفَهُ وَقَدْ طُوِيَتْ عَلَىٰ
أَنَّ الْجَزَاٰءَ مِنَ الْإِجَاٰبَةِ قَدْ خَلَاٰ
فَإِلَيْكَ هَمِّي يَاٰ جَلِيْلُ أَبُثُّهُ
مَنْ لِيْ سِوَاٰكَ فَأَرْتَجِيهِ مُؤَمِّلَاٰ؟
يَمَّمْتُ بَاٰبَكَ وَالذُّنُوبُ تَهُدُّنِي
أَضْحَتْ مَعَ الْأَيَّاٰمِ عِبْئًا مُثْقَلَاٰ
وَرَأَيْتُ فِيْ أُفُقِي الْخَطَاٰيَاٰ حُوَّمًا
تَرْمِيْ السِّهَاٰمَ، وَقَدْ أَصَاٰبَتْ مَقْتَلَاٰ
فَقَصَدتُ جُوْدَكَ سَاٰئِلًا يَاٰ خَاٰلِقِي
عَفْوًا وَعَاٰفِيَةً لِعَبْدِكَ مَوْئِلَاٰ
أُهْدِي الصَّلَاٰةَ عَلَى الْحَبِيْبِ مُحَمَّدٍ
وَمَعَ السَّلَاٰمِ خِطَاٰبَ شَوْقٍ مُرْسَلَاٰ
يَاٰ سَيِّدَ الدُّنْيَاٰ ودَوْحَةَ طِيْبِهَاٰ
لِمَنِ اجْتَنَىٰ مِنْكَ الشَّفَاٰعَةَ وَاجْتَلَىٰ
فَاشْفَعْ شَفِيعَ الْخَلْقِ خَطْبِي جَلْجَلٌ
وَامْنُنْ لَدَى الرَّحْمٰنِ غَوْثًا أَجْزَلَاٰ
فِيْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الْجَلِيلةِ إِذْ حَنَتْ
وَسَرَىٰ بِهَا الْغُفْرَاٰنُ مِنْ صَفْحٍ إِلَىٰ...
يَاٰ لَيْلَةَ الْقَدْرِ الْمُبَجَّلَةَ اشْهَدِي
حَقَّتْ بِكِ الرَّكَعَاٰتُ أَنْ تُتَقَبَّلَاٰ
يَاٰ لَيْلَةَ الْجَاٰهِ امْكُثِي وَتَمَهَّلِي
قُولِي لِشَمْسِ الْفَجْرِ أَلَّاٰ تَعْجَلَاٰ
نَاٰجَيْتُ أُنْسَكِ فَامْكُثِي لَاٰ تَرْحَلِي
قَدْ عَاٰدَ فِيْكِ اللَّيْلُ جَفْنًا أَكْحَلَاٰ
لِنَرُودَ نَهْرَكِ طَيِّبًا عَذْبًا جَرَىٰ
يَرْوِي بِعَيْنِ الْجُودِ مِنْهُ المَنْهَلَاٰ
فَالْخَيْرُ بَاٰدٍ وَالنُّفُوسُ سَعِيدَةٌ
فَبِكِ الْأَمِينُ مَعَ الْكِتَاٰبِ تَنَزَّلَاٰ
وَبِكِ الرَّجَاٰءُ لِآٰيِبٍ رَاٰمَ الْهُدَىٰ
فَأَنَاٰخَ يَدْعُو مُخْبِتًا مُتَأَمِّلَاٰ
وَإِلَى السَّمَاٰءِ أَجَاٰلَ نَظْرَةَ مُدْنَفٍ
لَمَّاٰ تَأَرَّقَ جَفْنُهُ خَوْفَ الْقِلَىٰ
يَفْدِي بِمَاٰ مَلَكَتْ يَدَاٰهُ تَضَرُّعًا
يَخْشَى الذُّنُوبَ تَجُرُّ لَيْلًا أَلْيَلَاٰ
يَدْعُو وَقَدْ هَاٰمَتْ بِأُنْسِكِ نَفْسُهُ
فَالْأَلْفُ شَهْرٍ لَمْ تَطُلْكِ تَمَثُّلَاٰ
أَوَمَاٰ لَدَيْكِ الْأَجْرُ فَاٰضَ مَعِينُهُ
وَجَرَىٰ ثَوَاٰبًا سَلْسَبِيلًا جَدْوَلَاٰ؟!
يَاٰ لَيْلَةَ الْوِتْرِ اشْفَعِي فَتُشَفَّعِي
وَاسْتَمْطِرِي الرَّحَمَاٰتِ غَوْثًا مُسْبَلَاٰ
يَاٰ لَيْلَةَ الْقُرْآنِ زِيدِينِي تُقًى
عِنْدَ الْمُجِيبِ فَمَاٰ عَرَفْتُ تَمَلْمُلَاٰ
إِنِّي أَنَا الْمُضْطَرُّ صَاٰتَتْ دَعْوَتِي
وَحَبَاٰ أَنِينِي شَاٰكِيًا مُتَهَدِّلَاٰ
يَاٰ قَاٰبِلَ التَّوْبِ اسْتَغَاٰثَتْ أَدْمُعِي
بِأَمَاٰنِ حِلْمٍ مَاٰ لَهُ أَنْ يَأْفُلَاٰ
وَاسْتَنْكَرَتْ نَفْسِي عَلَيَّ تَأَوُّلِي
فِي مَا اكْتَسَبْتُ وَبَاٰتَ عُذْرِي أَعْزَلَاٰ
فَأَتَيْتُ وَالذَّنْبُ الْغَشُومُ يَلُفُّنِي
وَبِظُلْمِ نَفْسِي عَاٰثِرًا مُتَجَنْدِلَاٰ
أَمَّنْ يُجِيبُ تَوَسُّلِي وَتَمَلْمُلِي؟!
فَأَنَا الْفَضُوحُ بِدُونِ سِتْرِكَ فِي الْمَلَاٰ
ذَنْبِي عَظِيمٌ وَالْقِصَاصُ جَزَاٰؤُهُ
لٰكِنَّ عَفْوَكَ كَاٰنَ فَضْلًا أَمْثَلَاٰ
إِنْ كَاٰنَ لِي حَظٌّ لَدَيْكَ مِنَ الرِّضَىٰ
أَعْدُو إِلَى قَدَرِي أَجِيءُ مُهَرْوِلَاٰ
فَاكْتُبْ مَتَىٰ شِئْتَ الْمَنِيَّةَ إِنَّنِي
أَصْبُو إِلَيْكَ وَمُنْيَتِي أَنْ أَرْحَلَاٰ
أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ مَهَاٰبَةً
أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ تَعَقُّلَاٰ
أَسْتَغْفِرُ الرَّبَ الْجَلِيلَ لِفَاٰقَتِي
أَسْتَغْفِرُ الرَّبَّ الْجَلِيلَ تَذَلُّلَاٰ
جَلَّ الْأَسَىٰ يَاٰ نَفْسُ وَازْدَاٰدَ الْوَنَىٰ
فَتَجَلَّلِي بِالصَّبْرِ مِنْكِ تَجَمُّلَاٰ
وَتَعَوَّذِي بِاللهِ مِنْ نِحَلِ الْغَوَىٰ
نِحَلٌ مِنَ الشَّيْطَاٰنِ تَنْفُثُ أَنْصُلَاٰ
وَاسْتَيْقِنِي أَنَّ الْعِبَاٰدَةَ نِعْمَةٌ
تَنْسَاٰبُ فِي الْأَنْفَاٰسِ طُهْرًا أَكْمَلَاٰ
صُومِي فَرَبُّ الْخَلْقِ مَنْ يَجْزِي بِهِ
وَتَدَبَّرِي نُسُكَ الصَّلَاٰةِ تَبَتُّلَاٰ
وَتَذَكَّرِي حَقَّ الْفَقِيرِ بِمَاٰلِنَاٰ
وَتَقَرَّبِي بِالْخَيْرِ خَيْرًا أفْضَلَاٰ
رُكْنُ الزَّكَاٰةِ فَرِيضَةٌ وَطَهَاٰرَةٌ
لَاٰ تَهْجُرِيهِ فَتَجْعَلِيهِ مُعَطَّلَاٰ
صُومِي وَصَلِّي وَاقْنُتِي وَتَبَتَّلِي
إِنَّ العِبَاٰدَةَ لَاٰ تُطِيقُ تَنَصُّلَاٰ
كُلٌّ يُصَلِّي إِنْ فَقِهْتِ صَلَاٰتَهُ
يَرْجُو النَّجَاٰةَ يَخَاٰفُ دَرْكًا مُوْغِلَاٰ
يَتَوَسَّلُ الْفِرْدَوْسَ غَاٰيَةَ ظَعْنِهِ
يَخْشَىٰ صَلِيلًا فِي جَهَنَّمَ مُعْوِلَاٰ؟!
فَالْبَحْرُ وَالْقِيعَاٰنُ تَعْبُدُ وَالْمَدَىٰ
رَبًّا رَقِيبًا ذَا الْجَلَاٰلِ، الْأَوَّلَاٰ
وَالطَّيْرُ يَصْدَحُ بِالنَّشِيدِ مُعَظِّمًا
وَالزَّهْرُ فَيَّاٰحًا تَضَوَّعَ مِنْدَلَاٰ
وَالْمَاٰءُ وَالْفُلْكُ الْجَوَاٰرِي كَبَّرَتْ
وَالْمَوْجُ يَجْري بِالدُّعَاٰءِ مُكَمِّلَاٰ
وَالشَّمْسُ صَلَّتْ فِي مَدَاٰرَاٰتٍ لَهَاٰ
وَالْبَدْرُ فَاٰضَ عَلَى الدُّنَىٰ مُتَوَكِّلَاٰ
وَالسَّبْعُ فِي الْفَلَوَاٰتِ هَاٰمَ مُؤَمِّنًا
وَالرَّمْلُ وَالْكُثْبَاٰنُ مَا امْتَدَّ الْفَلَاٰ
وَالرَّعْدُ سَبَّحَ وَالْمَلَاٰئِكُ بِاسْمِهِ
وَالْبَرْقُ شَقَّ عُرَى السَّمَاٰءِ مُرَتِّلَاٰ
وَالرِّيحُ وَالْأَنْوَاٰءُ تَقْصِدُ وَجْهَهُ
هَبَّتْ يَمِينًا أَوْ تَمَاٰهَتْ شَمْأَلَاٰ
فَاسْتَقْبِلِي الضَّيْفَ الْكَرِيمَ مَثُوبَةً
وَاسْتَعْذِبِي قَمَرًا أَتَىٰ مُتَهَلِّلَاٰ
وَاسْتَبْشِرِي خَيْرًا بِمَقْدَمِهِ الَّذِي
سَيُعِيدُ دُنْيَاٰنَاٰ أَرَقَّ وَأَجْمَلَاٰ
وَإِذَاٰ سُئِلْتِ أَفِي الصِّيَاٰمِ حَيَاٰتُنَاٰ؟!
قُومِي إِلَىٰ سَمْعِ الْمَدَىٰ صُوتِي: بَلَىٰ
سَيَظَلُّ هٰذَا الشَّهْرُ رَوْضَةَ طُهْرِنَاٰ
مِدْرَاٰرَ عَفْوٍ بِالنَّقَاٰءِ مُجَلَّلَاٰ
شَهْرٌ يُخَصِّصُهُ الْإِلٰهُ بِقَوْلِ "لِي"
يَاٰ لَيْتَ شِعْرِي فَاٰزَ فَوْزًا مُنْزَلَاٰ
عَبْدٌ أَطَاٰعَ اللهَ يَبْغِي وَجْهَهُ
لِلّٰهِ صَاٰمَ وَبِالْفَلَاٰحِ تَكَلَّلَاٰ
بِالْعِتْقِ مِنْ نَاٰرٍ تَسعَّرُ فِي لَظًى
وَالْخُلْدِ فِي الْجَنَّاٰتِ طَاٰبَتْ مَنْزِلَاٰ
لَبَّىٰ نِدَاٰءَ الْحَقِّ يَهْتِفُ يَٰا فَتَىٰ
أَقْبِلْ وَحَيَّ عَلَى الْمَكَاٰرِمِ وَالْعُلَاٰ
الصَّوْمُ رُكْنٌ فِي قَرَاٰرَةِ دِينِنَاٰ
فَرْضٌ عَلَيْنَاٰ فِي الْكِتَاٰبِ تَأَصَّلَاٰ
طُوبَىٰ لَكَ الرَّيَاٰنُ تَعْبُرُ بَاٰبَهُ
أَكْرِمْ بِهِ فَضْلًا وَأَعْظِمْ مَدْخَلَاٰ
يَهْدِيكَ لِلْفِرْدَوْسِ جَلَّ مُقَاٰمُهَاٰ
حَيْثُ النَّعِيمُ وَمَاٰ أَجَلَّ الْمَوْئِلَاٰ
رَمَضَاٰنُ يَاٰ شَهْرَ الْبَسَاٰلَةِ وَالْفِدَاٰ
كَمْ غَزْوَةٍ شَهِدَتْ صِحَاٰبًا بُسَّلَاٰ
فَسَلُوا الْغَطَاٰرِيفَ الْأَشَاٰوِسَ عَنْهُمُ
وَسَلُوا شِعَاٰبًا وَطَّأُوهَاٰ مُدْخَلَاٰ
شَهَرُوا الصِّيَاٰمَ سِلَاٰحَ غَزْوٍ صَاٰرِمٍ
وَتَوَسَّلُوا نَصْرًا بِهِ فَتُقُبِّلَاٰ
تَاللهِ أُقْسِمُ لَيْسَ تَصْلُحُ حَاٰلُنَاٰ
إِلَّاٰ بِمَاٰ صَلُحَتْ بِهِ حَاٰلُ الْأُلَىٰ
رَمَضَاٰنُ شَهْرُ صِيَاٰمِنَاٰ وَقِيَاٰمِنَاٰ
وَأَمَاٰنُ فَوْزٍ بِالصَّلَاٰحِ تَأَثَّلَاٰ!!
أَحَبِيْبُ تَرْحَلُ وَالْقُلُوبُ حَزِينَةٌ
تَهْفُو إِلَيْكَ، تَوَدُّ أَنْ تَتَرَسَّلَاٰ؟!
كُنْتَ النَّجَاٰةَ لِوَاٰلِهٍ مِتَبَتِّلٍ
فِيْ كَهْفِ لَيْلِكَ خَوْفَ نَاٰرٍ تُصْطَلَىٰ
أَنْتَ الَّذِيْ أَرْوَيْتَ مِنْ ظَمَإِ الصَّدَىٰ
وَهَطَلْتَ صَفْحًا بِالنَّدَىٰ مُخْضَوْضِلَاٰ
أَنَّىٰ أَصَبْتَ تَسِيْحُ مَاٰءً سَلْسَلًا
تُحْيِي وَلَاٰ تُبْقِي يَبَاٰبًا مُرْمِلَاٰ
مَاٰ بَاٰلُ شَهْرِ الْخَيْرِ هَرْوَلَ مُسْرِعًا
وَبَقِيَّةُ الْأَيَّاٰمِ خُضْنَ تَدَلُّلَاٰ..؟!
مَاٰ بَاٰلُهُ يَمْضِي يَحُثُّ مَطِيَّهُ
مَاٰ كَاٰنَ أَسْرَعَ مَا انْقَضَىٰ مُتَعَجِّلَاٰ!!
مَاٰ بَاٰلُهُ يَعْدُو تَوَلَّىٰ طَاٰئِرًا
فَعَسَىٰ يَعُودُ وَنَسْتَزِيدُ تَعَلُّلَاٰ؟
وَنُصِيبُ مِنْ كَرَمِ الْإِلٰهِ وَجُودِهِ
عِتْقًا نَلُوذُ بِهِ وسِتْرًا مُسْدَلَاٰ
وَعَسَىٰ نَرَاٰكَ حَبِيبَنَاٰ فِيْ سَجْدَةٍ
قُرْبَىٰ لِعَيْنٍ تَرْتَجِيكَ تَوَسُّلَاٰ
وَعَلَيْكَ لَهْفَةُ قَلْبِنَاٰ لَاٰ تَنْقَضِي
بِشْرًا وَبُشْرَىٰ أنْ تَضُمَّكَ مُقْبِلَاٰ..!
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب