وجه في المرٱة بقلم نجلاء القصيص

"وجه في المرآة"

ضمها إلى صدره، تحسس شعرها الأسود، شم رائحتها الزكية، همس في أذنها
"أنت عطري" المفضل….
تأمل ملامحها جيدا، ابتلع تفاصيلها قبل أن يستدير ذاهباً.
تساقطت دموعها بغزارة، ابتلعت غصتها لملمت كلماتها المبعثرة مكونة جملة تقولها دون فائدة.
يلتفت من بعيد ملوحاً بيده ومودعاً لها، يبتعد طيفه يختفى خلف طرقات وعرة، ليبدأ حكايته في الزحام.

تعيش على ذكرى حبه، تتنفس وعوده، حتماً الغد سيكون عيداً حال عودته، كلها أمل بذلك، يدق بابها العديد من الخطاب، ترفضهم بحجج مختلفة، تنتظر رسائله المتقطعة واتصالاته النادرة بفارغ الصبر.
عند سؤالها له متى ستعود؟!
يطمئنها أنه سيكون قريباً أمام ناظريها.
تمر السنوات سريعاً مخلفةً آثارها عليها، تبدأ التجاعيد برسم معالمها بخبث على وجهها. تحت أعذار متعددة تنقطع أخباره تدريجياً.
قلبها لايزال يعيش آمالا لا تنتهي بعودته والرجوع إلى حضنها المكسور.

ذات مساء اجتمعت مع ذكرياتها الكامنةفي خزانة الماضي، تذكرت أنوثتها الصارخة وإعجاب الشباب بهاوكيف اصطفوا أمام قلبها دون جدوى منها للنظر إليهم.
تستعيد تفاصيل اليوم الأخير الذي قضته بصحبته، تشتاق لنفسها في الماضي، تتجه صوب المرآة، تتأمل ملامحها، ترى طيف امرأة أخرى تقف في وجهها، تتحسس جسدها، لاتصدق مارأت، تأخذ قارورة العطر التي أهداها لهاذات حب. تصوبها نحو المرآة ،يتناثر الزجاج، يصيبهابجروج لا تساوى شيئاً أمام جروح قلبها.
هناك حيث بدأ حياة جديدة كان يطفئ شموع زواجه الرابع على رائحة عطر آخر لايستطيع التخلي عنه أبدا.  ……..

نجلاء القصيص