"هـروب"
أحتاج أن أهرب من الصور القديمة
والذكريات التي أحاول وضعها في رفوف النسيان
أحتاج وبشدة نسيان الأغاني التي تعزف أنغامها على روحي
أريد أن أهرب من حياة لاينطبق عليها إسمها
أريـد أن أنزح من قلبٍ لايشبهني
ومن مكان لايناسبني
ومن أفكار لاتروقني
ومن معتقدات لاتخصني
ومن عادات تهدمني
ومن حلم يؤرقني
أريـد أن أهرب بلا وجهة بلا خريطة بلا طريق ولا حتى سبيل
أريد أن أهرب من كل شيء
إلى حيث لامزيد من الخسارات
ولا الإنهيارات
ولا الحروبات
لافرار دائم
ولاخوف مستمر
ولافزع ملازم لنومي
ولاكوابيس تململني
ولاخوف من فقدان نفسي
أريد أن أنام في حضن وطني هادئة البال
مرتاحة الضمير
غير مكترثة لما سيحدث في صباح الغد
لاأخاف فقدان أبي
ولاذهاب أمـي
ولاأخاف على نفسي في طريقي إلى الله
ولاأخاف على رفيق دربي في طريقه إلى جامعته
أحتاج أن أذهب من وطـني أللا وطن
ومن أحلامي الشبيهة للسراب
ومن طموحي المكتوب على صـدر المستحيل
لاأريـد أن أحـيا جـسدا فقط وإنما أريـد أن أعيش كما يحلو لي
أن تعانقني السعادة كصبيحة يوم العيد لأطفال التسعينات
وأن تبتهج روحي كأم تحتضن مولودها الأول بعد سنين من الحرمان
كفرحة عاشق برؤية رسالة حبيبته التي ظن أنها نسته منذ زمن
أريـد الكـثيـر والكـثير لأفعله
لكنني سأغلق هاتفي وأخلد للنوم
فالروح ترتجف
وبرد الحنين يزيد علتنا
ويكثر من أمراضنا
وخدوش قلوبنا مؤلمة
ورمش أعيننا مبتل
وأصابعي تمسح الغبار عن قلبي كل ليلة كي لايصدأ ويهترى
آه لكم هو مؤلم أن تشعر بالشفقة على نفسك وتود احتضانها والتهدئة من روعها
أحاول صقل أحزاني
فأتمتم بإستغفار علني أرجع إلى رشدي وصوابي
أنهض من حلمي مفزوعة أن أكون أنا التي رأيتها وأقول لاأريد شيء يكفيني السلام الذي أتغنى به ولا أعرفه
....!
زبـيـده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب