مشاركة بقلم حمزه عبد الباقي

بلا سابق إعداد تُقرر حنان أن تكتب
رسالة مُستعجلة، مُستعجلة " بكرة عندي، بككككرة "، ثم تقوم بمشاركتها في
مجموعة على الواتس آب مكونة من ست إلى سبع " هارتات "
حسب توصيفهن الدقيق لبعض، في إسم المجموعة

بعد وقت وجيز تقرأ " الهارتات " نداء حنان، فترُد إحداهن برسالة
رقيقة و شاعرية " قلبوشتيي، روحشتيي،  "
وعلى ذات النسق، تتجاوب " الهارتات " مع رسالة حنان.

عموما، في كل شلة كهذه، تكون مجموعة الواتس آب
المطبخ الحقيقي لكل الخطط، وفي كل شلة هناك عسكري، وما أعنيه هنا هو، أن هذا الفندم هي الفتاة
الأكثر شجاعة، وجلافة، وبرزة، كل تفاعلاتها مثيرة للصدمة
كشرطي في سجن يعني، لم يعد للبيت منذ عام
حتى نسي إن شرطي فعلت أم أحد السجناء هههه

في اليوم الذي يليه تُعد حنان العُدة للإجتماع الطارئ
تتوافد " الهارتات " إلى منزل حنان، وما يحدث غالبا، وهذه عادة شائعة انتشرت مؤخرا هي جلسة مضغ القات، وشرب والشيشة، إلخ!
المُثير في الأمر، أن جلسة كهذه تنتهي ختاما بصورة جماعية يتم رفعها على الفيس بوك، لأيادي الهارتاتشيات الحبوبات، كتلويح
على معنى التضامن، ثم تُرفق إحداهن الصورة على فيس بوك قائلة " يوووم من الجناااات هارتاااتشي، فزيييييع "

ختاما، وكنتيجة لتجربة مضغ القات أول مرة، تقرر الفندم العسكري، الذي لن تكتمل الشلة إلا به، تقرر عزمها الذهاب
للجبهة، كنتيجة حتمية لمضغ القات أول مرة، تجدها بملامح مشدودة، وعينين كبيرتين كجندي للأمام يقف على باب القصر منذ عام،  تبكي تارة، وتضح تارة آخرى، ههههه كما لو أن جنون البقر قد أصاب المسكينة !
وبهذا، تكون حنان، و "هارتات الحكاية هذه " قد صنعن
يوم للذكرى لن يُنسى قط.
- حمزة عبد الباقي؛