تصحر
يا عيد هل باتَ للأعيادِ تمجيدُ ؟
وهل بمكةَ تهليلٌ وتحميدُ ؟ !!
تبدلت كلَّ أطيافِ المنى حَزَناً
طغى على الأصلِ تغريبٌ وتهويدُ
تقزمَ الفكرُ والتطويرُ منطقهُ
فموظة العصرِ تقييدٌ وتجميدُ
يا عيدُ ما عادنا إلا الأسى وبهِ
مواجعٌ جمرُها همُّ وتنكيدُ
لم يبق للعيدِ إسعادٌ وبهرجةٌ
ولذةٌ من حشاها يولدُ العيدُ
شاخت على سكةِ الأوهامِ غايتنا
حتى على الطفلِ قد لاحت تجاعيدُ
فكيفَ نفرحُ والأوجاعُ تعصرنا
والأنسُ في مهجةِ الأرواحِ مفقودُ ؟
والذلُ والهونُ والإغضاءُ قد ألفت
به الجوارحُ إنَّ الطبعَ تعويدُ
تآلفَ الطبعُ بالتطبيعِ فاندمجا
بين الأليفين تقريبٌ وتبعيدُ
تصحرَ الرأيُ في الأفذاذِ وآ أسفي
حتى غدا لشرارِ الخلقِ تأييدُ
مناسكُ الحجِ تشكو شُحَ وافدِها
قد قلَّ في صرحهنَّ البيضُ والسودُ
مال الملاهي أراها اليومَ عامرةً ؟!
تزاحمَ الفسقُ فيها والعرابيدُ !
مِن هيئةٍ جمَّل الإعلامُ وجهتها
من كلِّ فجٍ لها زهوٌ وتحشيدُ
أنفقتَ عمرَكَ يا من تشتري ترفاً
وتنتشي حينَ هزت وسطَها الغيدُ
شربتَ نخباً على أردافِ غانيةٍ
مزاجُهُ من نبيذ الهونِ معقودُ
كن عالمياً و غص في قعرِ عولمةٍ
فالانفتاحُ مع الترفيهِ منشودُ
سياحةٌ لا تقل عنها مجاهرةً
بالإثمِ إنَّ الأثيمَ اليومَ محمودُ
كأنما الدينُ وزرٌ قد بُليتَ بهِ
فكانَ من حظهِ حدٌّ وتقييدُ
إلى متى نرتضي الآلامَ تنهشُنا
ويعتلي بيننا شجبٌ وتنديدُ ؟!!
متى ستخفقُ رآياتُ العلا شمماً ؟
عسى يهلُ من الأرحامِ توليدُ
الأستاذ/ يحيى حزام الحايطي .
2021/7/20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب