.
نفثات شعورية في محراب الشعر
*(مزامير العبق)*
شعر: د. ريم سليمان الخش
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
وعاد ثغرك يتلو سورة العبقِ
يرتلُ الحبَ وعدا غير منعتقِ
وحبلُ وجدك معقودٌ على جسدي
يؤرجح النفس بين الشطِّ والغرقِ
قد عاد منغمسا في كلّ جارحةٍ
كالرعد عادَ ولا منأى من القلق!!
مازلتُ أنزفُ حين الودقِ راعشةً
بغيثك العذب غيرَ السمِّ لم أذقِ!
أعادَ يغرسُ بين الطين إصبعه؟
يستعطفُ النبع فيضا جدّ مندفقِ!!
يستجلب الماء كي أبقى له حبقا
في الطين يركعُ بين الورد والحبقِ
تمرّغَ الوردَ في الخدين لحن شذى
وروضة الورد تخشى لعنة الودقِ
تخافك اليوم برقا منك مخترقا
فيترك الزهرَ بين الحرقِ والرهَقِ
أنْ عطرها الفن كلّ الفن تعشقه
وفن حبك محض الشك والنزق!!
ما زال يمتهن الإيماء يرسمها
قوسا من السحر ممتدا إلى الأفقِ
فيها تلاقت طيور العشق ذات ضحى
لتملأ الكون تغريدا على النسقِ
لطائر الحب زلاّت بك اتحدت
هل ينقر القلب أخطاءً على الورق؟!!
منها الحروف لحدّ اليوم لاهبة
ياشمس قلبي باللعنات فاحترقي!!
مازلتَ تملك مافي النفس من رمقٍ
وتُطلقُ القلبَ غرّيدا إلى الشفقِ
وتسكب الوقتَ سكّيرا تنادمه
حتى يظلّ كمحمومٍ بلا رمقِ!!
مازلت يا خطأ الطفْرات محض ندى
وليس إلاك ياعربيدُ معتنقي!!
تُمجّد النارَ لاتخشى معابدها
تخزّن الجمرَ والنانرج للغسقِ
تُريدها الآن لم تُطْفأ حرائقنا
بألف بابٍ على الإحساس والأرقِ!
بألف نافذةٍ نشوى بأوردةٍ
تُعبئ الخمرَ لم تسكرْ ولم تفقِ!
فيها الحروف عصافيرٌ مغردةٌ
بين الزهور وبين التيه والطرقِ
تعاند الطقسَ لا تخشاه هازئةً
تلك الطيور ترانيمٌ من الألقِ
تحتاجها الآن لم تُكمل تهجأه
لتقرأ الزهر منثورا على الحدقِ
وتمسحَ القطْرَ تلوَ القطرِ تلعقه
بين الغصون وبين الشوك والعنقِ
أنْ رعشةَ الماء لم تترك غوايته
وروضة الورد إلا الثغر لم تثقِ
تريدها الآن كي تُطوى خرائطها!!
طيّا مع الشك في ايمانها الشبقي
ستقطع الحبل إنْ لاحت سفائنها
في برزخ الفجر مزمارا من العبقِ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب