(الجزاء من جنس العمل )
لـ عبد الرحمن جانم
إنّي رددت على كلامك في عجل
والعفو إن أوردت في ردّي زلل
فلقد عشقت حروف شعرك كاملاً
إن شئتُ أوصفها ستنقصني الجمل
ولقد بُهِرتُ بشعر مغروم المنى
إذ نصفهُ الثاني من الدين اكتمل
هوّنْ عليك من الغرام فإنّهُ
إن حلّ بالإنسان تسكنهُ العلل
اركب بقافلة المشاة ولا تكن
متمسّكاً فيها بملجام الجمل
إنّي أخاف عليك أن تبقى كما
قد كنتُ قبلك لا أخاف من الأجل
حتّى ضحيتُ اليوم في رهن الهوى
أشكو من الصبّ المقيت بمعتقل
وأرى الذي قد كنت أعشق طيفهُ
متلاهياً في الطيش عنّي ما سأل
لو كان يعشقني كما قد قال لي
سيزورني في ما ضحيت على الأقل
لكنّهُ أضحى بقلبٍ قاسيٍ
وأظنّهُ في قلبهِ أمسى خلل
أو أنّهُ قد صار يعشق آخراً
ونسى غرامي وابتغى ذاك البدل
فلقد عشقت الزهر عشقاً زائداً
وجعلتهُ في دنيتي أغلى أمل
فلقد ضحى من دنيتي متملّكاً
ولهُ قليبي سار منـّي وارتحل
حتّى أصاب القلب من زهري أذىً
جرحاً مريراً في هوى الزهر افتعل
وبقيت محزوناً تعيساً دائماً
والجرح فيني يا صديقي ما اندمل
يا أيّها الزهر الذي لا تحتوي
إلاّ الشقاوة والمرارة والملل
هل كنت تعرف أن قلبي غارقاً
في بحر حبّكَ في غرامٍ مرتجل ؟!
وأنا بدونك يا حبيبي ميّتٌ
من دون شكٍّ أنت من لي قد قتل؟!
هل كنتَ تدري أن بعدك قاتلي؟!
أو كان ذلك من مقامك محتمل؟!
إنّي قصدتك بالسؤال ولم أجد
منك الجواب ولم أجد حتّى جدل
إن كان قلبك قد نساني إنّني
متمسكاً وهواك فيني لم يزل
إن كنت ترأى البعد عنّي لازماً
هل يا ترى في أمر قلبي ما العمل؟
ارحم فقلبي صار فيك معلّقاً
بل واقفاً في باب قلبك كالدقل
فأنا الذي قد صرتُ فيكَ مفكّراً
بجفاك لي في أيّ حدٍّ قد وصل
أوّاهُ ماذا قد صنعت بحالتي
وأنا الذي قد كان قلبي كالجبل
قد بتُّ في الدنيا ذليلاً لعبةً
بيديك يا من لي وحالي قد أذل
الله لا أبراك يا من ذلّني
وأنا الذي قد كنت نبراساً بطل
اعلم بأنّي لن أسيبك تنزوي
عنّي وأترك ما صنعت بنا همل
كلّا ولن أبقى أمامك عاجزاً
سأكحّل العينين حتماً بالبصل
من ذي حكى لك أنّ قلبي لعبةٌ
حتّى لعبت بهِ بلا أدنى خجل
لا تعتقد أنّي أكون مسامحاً
في ما صنعت فلست مصتاب الخبل
ستذوق ممّا ذقت حتماً في الهوى
ويصير قلبك مثل قلبي مفتعل
وعدٌ عليَّ أردُّ صاعك مرّةً
مضروبةً بالعشر من جنس العمل
......إلخ
لـ عبد الرحمن جانم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب