الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

حديث الأحزان الحلقة [ 13]بقلم الاستاذ يحيى صالح العفيري)

( حديث الأحزان
.الحلقة [ 13]
.✍🏻/ يحيى صالح العفيري)

الروح كالطائر المحلق بفضاءٍ رحيب ، يجوب سمائه بين الحين والآخر ، إلى أن يأتي اليوم الذي يقبض جناحيه فيصعد عالياً نحو بارئه ، عكس الطائر الحقيقي تماما.
إن ما يبقيه محلقاً هي تلك العضلة التي تنبض بالحياة وترسل الوقود المستمر لكي تبقي ذلك الروح بالفضاء المملوك بصاحبه.
تلك العضلة التي تعتبر المركز الرئيسي في تصنع السعادة والشعور.
وتستجيب لمشاعر الغير عن طريق مبادلتهم روح التعاطف الشعوري ، وإنتقائهم لسجايا الحب التي تعزز من روحية العاطفة ، وترفدها بالثقة المتبادلة والأهتمام الذي يجعل الروحين يلاتصقان ، ليكونا روحاً واحدا ، يتقطن فضاءين ولا يفصلهما عن بعض سوى توقف النبض وأنقباض جناحي الروح والخروج من عالمهِ وفضاءه إلى نطاق آخر يجعله مرهوناً إلى يوم البعث فتعود الأروح إلى فضاءات أهلها.
ومن سنن الحياة إنها لا تستقيم لكل إنسان على مسرحها الكبير الذي لطالما تواجد فيه مليارات البشر وغادروه دون رجعه .
لذا لا بد من أن يطرء لمعظم  البشر عوائق وخيبات تفقدهم شعورهم وتشبثهم بالروح الأخر ، فيلبث كلاهما في سعةٍ من الضنك والضجر ، وفي دوامةٍ من الآهات والحسرات ،
ويعيشون في مستنقع الألم،
ويتذوقون من غسلين الفراق ما يقطع شرايين قلوبهم ، ويسيل عبراتهم ،
ويدير دائرة الحزن حولهم ،
ويقبعون بزاوايا الألم فيزخرفون حروفهم بشجن الشعور ولهب البين ، وجذوة الأشتياق.
حالهم يستدعي التأثر ،
ويستجلب الجنون.
فهم من
يبعثرون الأنين ،
ويجودون بالحنين ،
ويعشقون الأرق،
ويتكحلون السهاد،
ويقفون على شرفات الألم يحدقون صوب العتمة السوداء ، ويهوون بأذغال الصمت المستوحش ، ويسكبون عبراتهم التي تخبر الأيام بكربتهم وحالهم المزري.
إن الدنيا بحالها المضنك ، تقيم فرض الفراق ، وتفرض طقوسه على قلوب البشرية كرها.
فهي مأمورةٌ بذلك من سلطان الأقدار الذي هو أيضاً مأمورٌ من قبل ملك الملوك وصاحب العزة والجبروت.
لذا فالحياة الوارفة بالعشق مهددة بين الحين والآخر بالأنقراض المفاجئ الذي يقود البشرية المتشبثون بها ، إلى جحيمٍ يدمي القلوب ويسخن المقل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *