( حديث الأحزان
.الحلقة [ 14 ]
ونتوجع وقتاً قليلاً وبصمتٍ يحكي للعالم مدى معايشة تلك المأساة التي كادت أن تطفأ بصيص النور الذي لا زال ينبثق خافتاً لما يلاقيه من عجاجٍ يحاول إيقافه.
فجئة تلوح على سماءنا عبارات التفائل وأطياف الأمل ، وتتسارع التحديات في أجسادنا لتعلن إكمال ذلك المشوار ،
ففي أخر ذلك الدرب تبقى لنا شيء لم نفقده بعد ، ولا زال بمحطة الإنتظار يرقب وصولنا .
ورغم حالتنا المجهدة ، نحاول المجيء إليه لنتشبث به ونحظى على نفائسة التي لطالما أردنا أن نظفر بها فهي كل شيءٍ في حياتنا.
فنركض على تلك الطريق المحفوفة بالألغام والمخاطر والمبنية بالمنعطفات المتعرجة.
فينبض القلب بشدة ، ويتسارع عداده بالنبضات ، ويتصبب العرق من كافة المسامات الجلدية ، ويغدو هواء الزفير حاراً ، والجسم يرف بسبب اللغب المصحوب بسرعةٍ قصوى ، ويبلغ الأرق أوج مستوياته .
وبعد كل ذلك ، وحين تبقت لنا مجرد مترات لنحقق الأمل المزعوم وننال مبتغانا ، ننظر إلى حالنا وقد أوشك على الأنتهاء ولم يتبق لنا سوى نفسٍ واحدٍ في هذه الطريق من خلاله نستطيع الوصول لننال ما هو أهم من الحياة.
فنركض بشدة ، ونتفاجئ بحفرةٍ كبيرة صنعها أعداء الأمل،
فنقف على شفا تلك الحفرة والنفس الأخير يكاد ينقطع ، فنحاول الطيران وينتهي النفس ونقع بعمق الحفرة ، لنضع لمن خلفنا رواية ألم يتداولها الأجيال بعين المعانة ، وروح الصدق،
وتصبح بعد وقتٍ من الأساطير ثم من المنسيات ثم ننتهي من مسرح الحياة إلى الأبد.
✍🏻/ يحيى صالح العفيري
بارك الله جمعتكم https://t.me/joinchat/AAAAAEpUduhvrM1a4wB-6Q
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب