(الرحلة )
لـ عبد الرحمن جانم
المقطوعة الأولى
وقفت على شاطئ الحبّ
أبحث لي عن وليمة
وجدت مراداً ولكنّ ما قد
وجدت أداةٌ قديمة
وما زلت أبحث أبحث
حتّى ترآيت غيمة
صعدت عليها ولكنّني
لم أجدها سليمة
وما زلت أبحث في ذلك
الليل بحثاً سريعاً
كطفلٍ يتيمٍ من البرد
يدعو القلوب الرحيمة
وأسبح ما بين علمٍ وحلمٍ
وبين خيالٍ وصحوٍ
وما بين جهلٍ ورشدٍ
وما بين ذكرى أليمة
أفتّش عن ذكرياتي
وأبحث عن أمنياتي
وأكثر من بلبلاتي
وأصحى على خيبةٍ
للأماني العقيمة
وما زلت في الليل أبحث
حتّى رآني غلامٌ
يطوف على مدّة الليل
يسعى وراء غريمه
فقلت وقد أوشك الدمع
يسقط من بين عيني
: أيا أنت، يا ساهر الليل
يا مالكاً للعزيمة
أما كنتَ تعلم أنّي على
شاطئ الحبّ قد جئت
قبلك أسعى لعلّي ألاقي
العقول الفهيمة ؟!!
......إلخ
لـ عبد الرحمن جانم
(الرحلة)
لـ عبد الرحمن جانم
المقطوعة الثانية
وفي ظلمة الليل أسعى وحيداً
على منيةٍ كنت فيها بليداً
وأحتار في الأمر لمّا تعامت
وجاءت إليّ الفتاوي الرخيمة
وما بين سعدٍ وحزنٍ
وبين سرورٍ وغبنٍ
أفتّش بين القصائد
عن أغنياتٍ حميمة
تعانق للوجد في القلب
والشوق والبعد جبراً
تداوي جروحاً
وتبني صروحاً
وتشفي قلوباً سقيمة
وما زلت أبحث
عن أغنياتي
وعن موحشاتي
وعن مسكراتي
وعن مسحراتي
وعن كلّ معنىً
لتلك الحروف العظيمة
وفي شاطئ الحبّ
لاحظت طيفاً
لقلبٍ أرى فيهِ حسنا لطيفاً
وشكلاً حوى للصفات الوسيمة
فقلت لعلّي سألقى جواباً
إذا ما سألتُ جهاراً سؤالي
إلى ذلك القلب يأتيني ردٌّ
سعيدٌ نبيلٌ بهِ كلّ شيمة
ولا يحتوي للمصالح كلّا
ولا فيهِ بالوصف (لكنْ) (وإلاّ)
ولا (ليت) أو (أو) و(حتّى) (لعلّ)
ولا أيّ وصفٍ حوى للنميمة
ولكن حوى كلّ وصفٍ جميلٍ
وخلقٍ عظيمٍ لقومٍ أصيلٍ
تسامى على دونهِ بالخلال
ففي محتواهُ الصفات الكريمة
هو الكنز إن كنتَ تحتاج مالاً
لهُ قامةٌ لم يصفها مقالٌ
إذا قُيّم القدرُ بالوزن صعبٌ
بأنّ تحتوي وصفهُ أيّ قيمة
......إلخ
لـ عبد الرحمن جانم
(الرحلة)
لـ عبد الرحمن جانم
المقطوعة الثالثة
وفي ظلمة الليل مازلت أسعى
وقد كدتُ أغرق حزناً ودمعا
وأسمع أصواتَ ريحٍ من الشوق سمعا
وما زلت أصعد بين الجبال
وأبحث عن حاجةٍ بالخيال
وأصعد فيها صعوداً سريعاً
لعلّي إلى حاجتي أن أصال
أطوف على عرضها كلّ حين
وفي كلّ ثغرٍ وكلّي حنين
وما بين نوعي تلك الجبال
وضعتُ لوجهي بذاك المجال
شممت على الصخر عطراً وطيباً
وعرفاً لطيفاً من المسك عال
ومازلت أسعى بعزمٍ كبيرٍ
وشوقٍ شديدٍ
لحلمٍ مجيد
ٍ بأنّي أصال
إلى قمّةٍ للجبالِ
وما كان سعيي عليها عبورا
كما عابرٍ مرّ فيها اضطراراً
ولكنّه كان سعياً بطيئاً
فكم بات قلبي عليها وقال
كأنّي أخوض عراكاً شديداً
على ساحة الحربّ أأبى الهزيمة
مهما استمرّ عليها القتال
وما بين جزأي تلك الجبالِ
العظيمة ما زلت أسعى
أعدّ المسامات أبقى عليها
أقبّل أجزاءها دون وقفٍ
أداوم في ذلك الفعل دوماً
حريصاً إلى كلّ جزءٍ أصال
.....إلخ
لـ عبد الرحمن جانم
(الرحلة)
لـ عبد الرحمن جانم
المقطوعة الرابعة
وما بين بحرٍ وبرٍّ وجدت الجبال
وجدتُ بلاداً تُسمّى
بلاد العروبة تسقط
جمعاً ويأخذها الاحتلال
وما بين صحراء سيناء
ضاعت عليّ النعال
وما بين غزة والقدس
شاهدت بيعاً قديماً
بها من علامات غدر العقال
وما بين عمّان والقبر
أرأى انخراطاً وأرأى إليها انتقال
وما بين حيفا وبيروت
أرأى اختلافاً كبيراً
وأرأى انحلالاً لفكرٍ
وأرأى افتقاد الخصال
وفي قوقعاتٍ تُسمّى خليجٌ
يسيطر في ساكنيها ضجيجٌ
ويوشكّ بالوقف فيها حجيجٌ
ويُلغى إليها انشداد الرحال
وما بين صنعاء والبحر
أرأى عِداءً كبيراًً
وأرأى انقساماً خطيراً
وأرأى افتراقاً وأرأى
انفصال
فقد أوشك الكلّ
ّ بالكلّ فتكاً
ولو كان حتّى بطعن النصال
وأرأى بها القتل يمضي سريعاً
بهِ الشعب قد ضاق
أمسى وجيعاً
ومن يشعل الحربّ يحيا وضيعاً
وأرأى عليها افتقاد الرجال
.......إلخ
لـ عبد الرحمن جانم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب