الجمعة، 5 يوليو 2019

((العاشق الاخير)) بقلم الشاعر صلاح الدين سنان

” العاشقُ الأخير “

هذه تعتبرُ أول محاولة لي في نظم شعر التفعيلة :

العاشقُ الآخير

كان لها يروم

كان لها يرتقبُ القدوم

وكانَ في سماءها  مُحقدّقٌ 
ينظرُ في مواقعِ النجوم
وحولها يحوم
ينظر في البعيد 
يبحثُ عنهُ فيه 
في القلبِ في دميانهِ النابضِ في الشريانِ في  الوريد

في الماء في الأرضِ وفي السماء
في الظَلِ في التُرابِ في الأثير 
في النارِ في الحديد

لعلَّهُ يراك
لعلَّهُ هُناك

لعلَّ في السماء 
ومْضٌ يُضيءُ لك

يا كُلَّ ما يُريد

يا كُلَّ ما كانَ وما يكون 
منْ صبّوةٍ منْ لوعةٍ منْ ولَّهٍ منْ تِيه منْ عشقٍ ومنْ حياة
يا كُربة الحياة
وغاية لها والأصل والغاية في الوجود
يا لعنة الجدود  
يا كُلّ ما كان يُحِبُ في الحياة

يا بدئهُ ومنتهاه 
وكُلَّ ما أحُبّهُ وما اشتهاه
  وكُلّما كان يروم

وفي سبيل حُبّها تَعلّقَ المساجد 
وزاور المعابد
صلّى لها ، صام لها وقام
وهامَ ألفَُ ليلةٍ وليلةٍ وعام 
تقرُباً لقلبها
وفي سبيلِ حُبّها 
وفي سبيل العشقِ والغرام

العاشقُ الأخير 
تعلق المساجد 
وكانَ نِعمُ عابدٍ وزاهد 
وكانَ يومَ كان 
كانَ لها بالشهدِ والعبير

ينظمُ شعرَ الحُبِّ والسلام

والنورِ في عوالمِ الظلام

والمُسك والختام

ولاحَ في المدى
ومضٌ من البعيد 
مِنْ عالمِ النجوم 
يخترقُ السديم والغيوم

وأزهر الربيع 
بغابهِ الجميل 
الأخضرُ البديع

وكدتُ أنْ أصل
وكدتُ أنْ أُعانقَ النجوم

لكنها انتهتْ
لأنها هوتْ
لأنها من عشقتها
بطمسها قضتْ
ونفسها بنفسها الى الأذى رمتْ

وفجئةٌ أحلامُنا اختفتْ

وفجئةٌ سماءُنا اكفهر وجهُها
نجومُها رفت¹
تساقطتْ نجومُها واظلمتْ  
وانهارتِ الأفلاكُ والسماء 
لأنها انتهتْ
لإنها بنفسها الى الدُجى ، هَفَتْ

والعاشقُ الأخير
نجى من المصير

وغارتْ النجوم في سماءهِ
وكُوّرتْ

فكيف يستمر؟!
والكونُ مثلُ وجهها الكالحِ مُكْفَر 
وغيرُ مُستقر

وكان  يندثر  
ولمْ يعد للحُبِ والسلام
من غايةٍ تُرام 
في عالمِ الظلام
والخُبثِ والقسوةِ والّلآم
ٌ

والعاشقُ الأخير 
بقلبه المُحطمُ الكسير 
يلملمُ الأشلاء والحطام 
ويُعلنُ الرحيل 
يقولُ في وداعها
للعنة الجدود 
صلّوح من خسر
صلّوح يعتذر
صلّوح يحتضر 
صلّوح ُ لنْ يعود 

فاختزلي المدى
و احترقي واخترقي  الحدود

فالعاشقُ الأخير 
يُغادرُ  الحياة 
والشُّرُ ينتصر 
مُباركٌ للعالمِ القذر

ولتهنئي  يا عالماً قلاه
وكان فيك عامرٌ ومُزدهر
ِ مُناضلٌ كان بهِ ، مجاهدٌ
ليستمر

لكنهُ يغادر 
لأن لي كرامةٌ ، لأن لي  مشاعر 
والعشقُ في عقيدتي
مُقدّسٌ وطاهر 
وما أنا بسافر

وإنْ أكن أُرغبُ في الحياة 
فلا حياة فيك
وعشقُكِ العظيم 
صار من الرميم
وماتَ حلمُ عشقُنا
وغار في البعيد

وآل للزوال  
صار من المُحال 
وبعثُها ضربٌ من الجنون والخيال 
لأنهُ انتهى
لأنّني كرهتُها 
ولمْ أعُدْ أُريدُها 
وقصتي  ختمتُها 
طويتُ صفة الأسى طويتُها
وسفرها القديم 
ولمْ أعُد أُحبُها ولمْ أعُدْ أسيرُها
ولم أعُدْْ أسيرُ في ظلامها 
والنار والسعير 
وبحرها الكبير 
الهائجِ المسجور والخطير 
ولمْ أعُدْ أُريدُها   
لأنها انتهتْ

ولمْ أعُد أرغبُ في السماءِ أنْ أطير

ولمْ تعد أرواحنا بالغيب تتصل 
ولمْ تعدْ تحوم
ولمْ أعُدْ لما انتهى أروم

ولمْ أعدْ أرتقبُ القدوم
     
يئستُ .....وأنتهى  

فبعد أن  ذَبَحْتُني 
ومنْ دمي نزفتُها 
مُداوياً لعلّتي 
وجُرحي الأليم 
ومُخرجاً من جسدي سمومها 
وكُلّما أصابني 
وكلّما ذُقتُ من  الجحيم
بهكذا نسيتُها
ولمْ أعُدْ  أرى لها 
ولمْ تعد تُهمُني  
  ولمْ تعدْ سعيرُها تُذيقُني 
ولمْ تعدْ جحيمُها تُحيطُني 
لأنّني نزعتُها 
 
وهكذا شفيتُني 
وهكذا أعدتُني 
وهكذا عرفتُني

وهكذا  نسيتُها
لأنها المنون
لأنها خيّبةِ الضنون

لأنها عدوتُ الحياة

وكُربةٌ شديدةٌ تشبهُها وكُربة السجون 
وهأنا نسِيتُها ولمْ أعُدْ أعرف ُ من تكون 
ولمْ أعُدْ مُكبّلاً بلعنةِ الجنون

ووجهُهَا القتومُ 
ولمْ أعُدْ ولمْ أعُدْ ولمْ أعُدْ أنتظرُ القدوم
ولمْ أعُدْ أحووووم 

لـ/ صــلاح الـدين ســـنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *