الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

يا صبر ايوب بقلم الشاعر رضوان الحرازي

#المسابقة_العامة
#كلنا_يمن_واحد
#شاعر_الجمهورية
#حركة_تام_الأدبية

يَا صَبرَ أَيُّوبَ النَّبِي

قَالُوا بَكَيتَ فَقُلتُ هَمَّاً وانتَحَبتُ عَلَى دِمَا
هَذَا الصَّبِي
وَعَلَى جَنِينٍ لَم يَرَ
نُورَ الحَيَاةِ
وَأُمِّهِ مَاتَا
بِلا جُرمٍ فَلَيسَ
الأُمُّ مُذنِبَةٌ
وَلَيسَ الطِّفلُ كَانَ بِمُذنِبِ
وَعَلَى فَتَىً في كُلِّ حينٍ
يَسكُبِ العَبَرَاتِ قَهراً
صَارِخَاً
يَا قَبرُ ارجِع لِي أَبِي
وَأَرَى أَسَى الثَكلَاءِ
مَزَّق قَلبَها
وَتَصِيحُ ابنِي أَينَ أَنتَ ؟!
أَعُدتَ يَا قَمَرَ الفُؤَادِ وَكُوكَبِي ؟!
يَا صَبرَ أَيُّوبَ النَّبِي

وَتَفَرَّقَ الأَخوَانُ يَأكُلُ
بَعضَهُم بَعضاً
وَيَفتِكُ بِالأُخُوَّةِ
حِقدُهُم
كَعَدَاوَةٍ من قَبلُ
أَحيَتهَا السِّنِين
وَالأَرضُ تَشكُو
مِن مَرَارَةِ جُرحِهَا
فِي كُلِّ وَقتٍ
لا يُبَارِحُها الأَنِين
وَكَأَنَّمَا وَجَعُ الحَيَاةِ
عَلَى المَدَى
أَضحى بِيَومِ الشُّؤمِ
للأَرضِ القَرِين
وَنُدَانُ نَحنُ
وَنَحنُ أَولَى
أَن نُدِين
يا شَمسُ حَربِ العَابِثِينَ
كَفَى دَمَارَاً
وَاغرُبِي
يَا صَبرَ أَيُّوبَ النَّبِي

وَلتَسأَلِ الأَشجَارَ
عَمَّا صَارَ
فِي أورَاقِهَا
دُونَ الخَرِيفِ
تَسَاقَطَت
وَغُصُونُهَا
دُونَ الرِّيَاحِ
تَكَسَّرَت
ماذا جَرَى ؟!
وَالدَّارَ فَاسأَلهَا لِماذَا
قَد خَوَت
وَتَحَطَّمَت
لَم يَبقَ منها
في زَمَانِ الحَربِ
غَيرَ رُكَامِها
أَينَ الوَرَى ؟!
مَن بَاعَ فينا واشتَرَى ؟!
وَلتَسأَلِ الأَعدَاءَ
كَيفَ اليَومَ
أَصبَح خَوفَهُم
مُستَقوِيَاً مُتَعَنتِرَا ؟!
فَلتَشهَدِي حَقَّاً
وَحَقَّاً
يا سِجِلَّاتِ التَوَارِيخِ
اكتُبِي
يَا صَبرَ أَيُّوبَ النَّبِي

فَلنَتَحِد ..
كَالرُّوحِ يَحمِلُهُ الجَسَد
من أَجلِ قُوَّتِنَا
وَأَجلِ أَمَانِنَا
من أَجلِ أَن تَعُدِ
السَّعَادُةُ لِلبَلَد
من أَجلِ هذا اليَومَ
تَنفُكُّ العُقَد
من أَجلِ أَن
يَحيَا الحَيَاةَ
بِفَرحَةٍ
ذَاكَ الوَلَد
من أَجلِ أَن
يُمحَى النَّكَد
من أَجلِ
جِيلٍ مُشرِقٍ
آتٍ بِهِ الآمَالُ
وَالأَحلَامُ
فِيهِ تُنعَقَد
من أَجلِ غَد
من أَجلِ لا يَبكِ أَحَد
من أَجلِ إِرضاءِ الصَّمَد
يَكفِي المَبِيتُ
بِلِيلِ خَوفٍ
مُرعِبِ
يَا صَبرَ أَيُّوبَ النَّبِي

وَلنَعتَبِر ..
ما قَالَ يُونُسُ
رَاجِيَاً
في أَحلَكِ الظُّلُمَاتِ
إذ نادى الإِلَهَ
بِكُلِّ خَوفٍ
مُعتَذِر
وَلنَصطَبِر ..
كَم ظَلَّ يُوسُفُ
بَينَ ذاكَ
السِّجنِ
نُورَاً مُنتَظِر
حتَّى عَطَاهُ اللهُ
جَاهَاً
ثُمَّ أَصبَحَ
مُنتَصِر
وَلنَنتَظِر ..
نَصرَ الإِلَهِ
كَأَحمَدٍ
إذ أَخرَجُوهُ
مُهَاجِرَاً
مِن مَكَّةٍ
نَحوَ المَدِينَةِ
وَالدُّمُوعُ مِنَ
المَآقِي تَنحَدِر
وَلنَصطَبِر ..
حتَّى نُجَازَى
مِثلَمَا
جَازَى المُهَيمِنُ
صَبرَ
أَيُّوبَ النَّبَي
يَا صَبرَ أَيُّوبَ النَّبِي

شاعر الوجدان رضوان الحرازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *