الخميس، 12 سبتمبر 2019

آٰنَ الْأَوَاٰن" بقلم الاديب باسم أحمد قبيطر

"مقطع بتصرّف
من قصيدة: آٰنَ الْأَوَاٰن"

عِطْرُ الْأَحِبَّة..!!
...
مَاٰ لِلْخَؤُونِ وَمَاٰ يَبُوءُ بِصُحْبَةٍ
إِلَّا أَغَاٰرَ عَلَى الْحُقُوقِ، وَأَهْدَرَاٰ ؟!!

يَنْفَضُّ عَنْ خِلَّاٰنِهِ، مُتَمَاٰدِيًا
مُتَصَاٰبِيًا، مُتَمَرِّدًا، مُتَنَمِّرَاٰ

غَدَرَ الْغُزَاٰةُ وَأَنْتَ كُنْتَ يَمِينَهُمْ
غُلَّتْ يَمِينُكَ كُنْتَ أَنْتَ الْأَغْدَرَاٰ

أَنْتَ الَّذِي أَهْدَى الْمَفَاٰتِحَ لِلْعِدَىٰ
أَوَلَسْتَ مَنْ بَاٰعَ الضَّمِيرَ وَأَجَّرَاٰ

الْقُدْسُ أَيْنَ الْقُدْسُ قُلْ مَا الْقُدْسُ وَالْـ
إِرْثُ الْمُقَدَّسُ، أَمْ أَنِسْتَ لِمَاٰ جَرَىٰ ؟!!

قُلْ كَيْفَ ضَاٰعَ الْحَقُّ فِي عَيْنِ الضُّحَىٰ
إِخْرَسْ وَدَعْ عَنَّا التَلَمُّظَ وَالْمِرَاٰ

إِنَّاٰ سَئِمْنَاٰ ذَا الْخِطَاٰبَ مُكَرَّرًا
أَوَلَمْ تَمَلَّ مُكَرِّرًا وَمُبَرِّرَاٰ ..؟!!

إِخْرَسْ وَدَعْنَاٰ مِنْ تَآٰوِيلٍ عَفَتْ
مَاٰ عَاٰدَ يُجْدِي أَنْ تُعَاٰدَ وَتُذْكَرَاٰ

الْكُلُّ أَعْمَلَ فِي الْعُرُوبَةِ خُبْثَهُ
وَالْكُلُّ يَجْتَرِحُ الْمَكَاٰئِدَ وَالْفِرَىٰ

عَقَرُوا الشَّرَاٰئِعَ فِي امْتِهَاٰنٍ سَاٰفِرٍ
وَتَنَاٰفَسُوا فِيمَنْ يَكُونُ الْأَحْقَرَاٰ

طَعَنُوا الْقَضِيَّةَ فِي أَعَزِّ كَرِيمَةٍ
وَالْعُرْبُ أَهْدَتْ لِلْغَرِيبِ الْخِنْجَرَاٰ

نَحْنُ الَّذِينَ لَهُمْ شَرَعْنَاٰ دَاٰرَنَاٰ
لِنَكُونَ فِي عُرْفِ السِّيَاٰسَةِ مَخْبَرَاٰ

وَالْيَوْمَ بِتْنَاٰ نَكْتَوِي فِي ذِلَّةٍ
مَنْ لَيْسَ يَدْرِي فليُعايِنْ مَاٰ يَرَىٰ

صُمٌّ وَبُكْمٌ وَالْعَمَىٰ أَوْدَىٰ بِنَاٰ
مَشْرُوعُنَاٰ اللَّاٰشَيْءُ إِنْ خَطْبٌ عَرَاٰ

أَشْكُو مِنَ الْإِشْفَاٰقِ عُمْيَاٰنًا تَرَىٰ
هَلْ يَشْفَعُ الْإِنْذَاٰرُ حَتَّىٰ تُبْصِرَاٰ

مَنْ لَيْسَ يَسْعَىٰ فِي الْحَيَاٰةِ مُكَاٰفِحًا
مَهْمَاٰ قَسَوْتَ عَلَيْهِ لَاٰ لَنْ يُنْصَرَاٰ

هَلْ نَسْكُبُ التَّذْرَاٰفَ مِلْءَ حَيَاٰتِنَاٰ
نَمْضِي وَنَكْبُو فِي الدُّرُوبِ تَعَثُّرَاٰ

إِنْ شَاٰهَتِ الْأَبْصَاٰرُ بِئْسَ رِهَاٰنُنَاٰ
لنْ تَكْفِيَ الْعَيْنَاٰنِ أَطْلِقْ مِسْبَرَاٰ

يَعْقُوبُ هَلْ لِي بِالْقَمِيصِ أَشُمُّهُ
أَشْتَمُّ يُوسُفَ أيْنَ يُوسُفُ يَاٰ تُرَىٰ ؟!

تَرْبُو الغِشَاٰوَةُ فِي غَيَاٰبَةِ هِجْرَتِي
أَعْطِ الْقَمِيصَ لِمَنْ أَتَىٰ مُسْتَبْصِرَاٰ

يَاٰ طَاٰلَمَاٰ قَدْ عِشْتُ عُمْرِي ذَاٰهِلًا
وَالْيَوْمَ أُقْبِلُ وَاٰثِقًا مُسْتَبْشِرَاٰ

رُدَّ الْقَمِيصَ عَلَىٰ عُيُونِ بَصِيرَتِي
فَلَطَاٰلَمَاٰ عِطْرُ الْأَحِبَّةِ بَشَّرَاٰ

أَرْجَعْتُ طَرْفِي كَيْ أُحَدِّقَ مُمْعِنًا
فَارْتَدَّ طَرْفِيَ خَاٰسِئًا مُتَحَسِّرَاٰ

أَرْجَعْتُهُ فِي كَرَّتَيْنِ وَإِذْ بِهِ
يَرْتَدُّ مَحْسُورًا وَيُمْسِي أَحْسَرَاٰ

إِذْ كُلَّمَاٰ طَوَّفْتُ فِي رَصْدِ الْمَدَىٰ
ضَجَّ الْفُؤاٰدُ مِنَ الْأَسَىٰ وَتَحَسَّرَاٰ

يَعْقُوبُ أَسْأَلُكَ الْقَمِيصَ شَفَاٰعَةً
لَاٰ لَسْتُ أُبْصِرُ وَالْمَدَاٰرُ تَكَوَّرَاٰ

آٰهٍ لِمَنْ جَاٰؤُوا بِهِ مُتَمَزِّقًا
وَالذِّئْبُ مِنْ غَدْرِ اللِّئاٰمِ تَكَدَّرَاٰ

إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دِمَاٰءِ شَفِيعِكُمْ
وَأَتَيْتُ مِلْءَ الْعَزْمِ كَيْ أَسْتَنْكِرَاٰ

غَدْرًا مُشِينًا جَبَّ كُلَّ جِنَاٰيَةٍ
وَالْغَدْرُ كَاٰنَ عَلَى الْحَقِيقَةِ مُضْمَرَاٰ

بِئْسَ الصَّنِيعُ صَنِيعُكُمْ يَاٰ بُؤْسَكُمْ
كَيْفَ اسْتَطَعْتُمْ، لَمْ أَزَلْ مُسْتَفْسِرَاٰ

مَاٰ كُنْتُ أرْضَىٰ أَنْ أَبُوءَ بِغَدْرِكُمْ
مَاٰ كُنْتُ أَرْضَىٰ غَدْرَكُمْ أَنْ أَخْسَرَاٰ

إنَّ الْحَسُودَ شَقِيقُ كُلِّ خِيَاٰنَةٍ
وَتَرَاٰهُ مِنْ حَسَدٍ يَرُوغُ لِيَمْكُرَاٰ

يَاٰ أَيُّهَا الْمَغْدُورُ عَفْوَكَ إِنَّنَاٰ
بُؤْنَاٰ بِفَعْلَتِنَاٰ لِكَيْ تَسْتَغْفِرَاٰ

رَبًّا كَرِيمًا غَاٰفِرًا شنآنَ إِخْـ
ـوَتِكِ الشَّنِيعَ الْمُسْتَفِزَّ الْأَقْذَرَاٰ

يَاٰ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ حِلْمُكَ وَاٰرِفٌ
لَاٰ يَجْرِمَنَّكَ غَدْرُنَاٰ أَنْ تَغْفِرَاٰ

لَاٰ لَاٰ جُنَاٰحَ عَلَيْكَ أَبْشِرْ يَاٰ أَخِي
إِنِّي غَفَرْتُ وَكَاٰنَ رَبِّي أَغْفَرَاٰ

لٰكِنَّ حُزْنًا فِي الضَّمَاٰئِرِ كَاٰمِنٌ
فَالْقُدْسُ تَشْكُو مِنْ غَرِيبٍ زَوَّرَاٰ

تَاٰرِيخَهَاٰ وَهَوَاٰءَهَاٰ وَمِيَاٰهَهَاٰ
وَمَضَىٰ يَعِيثُ بِمَهْدِهَاٰ مُتَجَبِّرَاٰ

مَاٰ كَاٰنَ عَدْلًا، أَوْ بَقِيَّةَ حِكْمَةٍ
لٰكِنَّهُ قَدَرٌ أَلَحَّ مُقَدَّرَاٰ

لَاٰ تَحْزَنِي جِئْنَاٰ نَذُودُ عَنِ الْحِمَىٰ
لِيَعُودَ رَوْضُكِ طَاٰهِرًا مُتَطَهِّرَاٰ

هَيَّا افْرَحِي لِلزَّاٰحِفِينَ وَزَغْرِدِي
لِلصَّاٰعِدِينَ إِلَى السَّمَاٰءِ تَبَخْتُرَاٰ

وَتَجَمَّلِي لِلْعَاٰشِقِينَ النَّزْفَ يَجْـ
ـرِي فِي ثَرَاٰكِ مُطَهِّرًا وَمُحَرِّرَاٰ

وَتَزَيَّنِي لِلسَّاٰكِبِينَ دِمَاٰءَهُمْ
وَسَقَوْا عُلَا الْأَقْدَاٰسِ مِسْكًا أَذْفَرَاٰ

وَالْمَسْجِدُ الْأَقْصَىٰ تَوَعَّدَ صَاٰخِبًا
لَمَّاٰ رَآٰكِ حَزِينَةً وَاسْتَنْفَرَاٰ

لَبِسَ الْعِمَاٰمَةَ خَيْرَ دِرْعٍ فِي الْوَغَىٰ
وَدَعَاٰ وَعَنْ عِشْقِ الشَّهَاٰدَةِ أَسْفَرَاٰ

وَأَقَاٰمَ فِي الْمِحْرَاٰبِ يُحْيِي لَيْلَهُ
وَأَهَاٰبَ بِالْأَحْرَاٰرِ حَتَّىٰ تَثْأَرَاٰ

لِلْقُدْسِ أَوْجَعَهُ مَسِيلُ دُمُوعِهَاٰ
حَضَّ الْجُمُوعَ عَلَى الْقِتَاٰلِ وَأَنْذَرَاٰ

تِلْكُمْ تَبُوكُ أَمَاٰ كَفَتْنَاٰ عِبْرَةً
كَيْمَاٰ تُوَاٰلِيهَا الْعُقُولُ تَدَبُّرَاٰ

ذَاٰ فَرْضُ عَيْنٍ لَاٰ مَنَاٰصَ لِتَرْكِهِ
قَدْ جَاٰءَ فِي نَصِّ الْكِتَاٰبِ مُسَطَّرَاٰ

أَذِّنْ بِلَاٰلُ إِلَى النَّفِيرِ مُحَذِّرًا
قُلْ لِلْمُخَلَّفِ إِنَّهُ لَنْ يُعْذَرَا

ذَكِّرْ يَهُودَ بِذُلِّهِمْ فِي خَيْبَرٍ
إِنَّاٰ أَتَيْنَاٰ كَيْ نُكَرِّرَ خَيْبَرَاٰ

أَنْذِرْ حُشُودَهُمُ فَحَيْدَرُ قَاٰدِمٌ
وَالْكُلُّ فَرْطَ الْعَزْمِ أَصْبَحَ حَيْدَرَاٰ

أَذِّنْ بِلَاٰلُ مُزَلْزِلًا وَمُجَلْجِلًا
حَرِّضْ جُمُوعَ الْمُؤْمِنِينَ لِتَنْفِرَاٰ

هُبُّوا خِفَاٰفًا أَوْ ثِقَاٰلًا وَانْفِرُوا
وَلَيُفْلِحَنْ مَنْ كَاٰنَ فِينَا الْأَجْسَرَاٰ

قُومُوا عَلَى اسْمِ اللهِ صَفًّا وَاٰحِدًا
وَعَلَىٰ عَدُوِّ اللهِ رِيحًا صَرْصَرَاٰ

لَاٰ تَبْرَحُوا جَبَلَ الرُّمَاٰةِ بَلِ اثْبُتُوا
حَتَّىٰ وَلَوْ جَيْشُ الْعَدُوِّ تَقَهْقَرَاٰ

وَاسْتَحْضِرُوا أُحُدًا لِكَيْ لَاٰ تُكْسَرُوا
هِيَ غَزْوَةٌ أُثِرَتْ لِكَيْ لَاٰ نُكْسَرَاٰ

وَاسْتَلْهِمُوا مِنْ كَرْبَلَاٰءَ شَجَاٰعَةً
صَبَغَتْ بِأَنْوَاٰرِ الْحُسَيْنِ الْأَدْهُرَاٰ

مِنْهَا انْهَلُوا مِنْهَا اغْرِفُوا مِنْهَاٰ وَمِنْ
عَطَشِ الْحُسَيْنِ فُرَاٰتَ آٰسَاٰدِ الشَّرَىٰ

قُومُوا كَمَاٰ قَاٰمَ الْحُسَيْنُ وَصَحْبُهُ
صُبُّوا كَمَاٰ صَبُّوا النَّزِيفَ الْأَطْهَرَاٰ

لَبَّيْكَ يَاٰ أَقْصَىٰ أَجَاٰبَ يَقِينُنَاٰ
لَبَّيْكَ تَصْدَحُ وَالنِّدَاٰءُ تَكَرَّرَاٰ

وَالْعُرْبُ هَبَّتْ فِي النُّجُوعِ جَمِيعِهَاٰ
فَتَرَى الْبَيَاٰرِقَ مَوْجَ بَحْرٍ أَخْضَرَاٰ

مَاٰجَتْ وَهَاٰجَتْ أَطْنَبَتْ فِي سَيْرِهَاٰ
وَسَرَى الدَّبِيبُ وَطَاٰبَ كَيْفَ تَمَخْطَرَاٰ

فِي كَرَّةٍ قُضِيَتْ عَلَيْنَاٰ، بَلْ لَنَاٰ
رَدَّتْ جَدِيبَ الرُّوحِ سَهْلًا بَيْدَرَاٰ

بَغْدَاٰدُ ثَاٰرَتْ وَالشَّآٰمُ تَهَلَّلَتْ
وَالشَّعْبُ أَكْمَاٰمَ الْبَسَاٰلَةِ شَمَّرَاٰ

بَيْرُوتُ فِي عُرْسِ الْجِهَاٰدِ تَلَأْلَأَتْ
عَمَّاٰنُ حَصَّنَتِ النَّشَاٰمَىٰ فِي الذُّرَىٰ

مِنْ مِصْرَ مِنْ عُمْقِ الْجَزِيرَةِ قَدْ أَتَوْا
وَالْمَغْرِبُ الْعَرَبِيُّ هَلَّ مُبَكِّرَاٰ

وَمِنَ السَّعِيدَةِ أَنْفُسٌ كَرَّاٰرَةٌ
لَمْ تَدْرِ مَعْنَىٰ أَنْ تَهَاٰبَ وَتَحْذَرَاٰ

لَسْنَاٰ نَخَاٰفُ الْمَوْتَ بَلْ جِئْنَاٰ لَهُ
وَالْكُلُّ بَاٰيَعَ مُخْلِصًا وَمُكَبِّرَاٰ

هِيَ أُمَّةٌ نَهَضَتْ وَعَفَّتْ عُنْصُرًا
وَغَدَتْ بِدِينِ اللهِ أَرْقَىٰ عُنْصُرَاٰ

فَاللهُ شَرَّفَهَاٰ بِخَيْرِ رِسَاٰلَةٍ
وَاللهُ مَكَنَّهَاٰ فَطَاٰبَتْ جَوْهَرَاٰ

شُغِفَ الْجَمَاٰلُ بِهَاٰ وَحَلَّ بِأَرْضِهَاٰ
وَاخْتَاٰرَهَاٰ سَكَنًا لَهُ وَتَجَذَّرَاٰ

وَمَشَىٰ تَهَاٰدَىٰ فِي تَفَاٰصِيلِ الرُّبَىٰ
فَارْتَدَّ جَنَّاٰتٍ وَأَبْهَىٰ مَنْظَرَاٰ

وَالزَّرْعُ أَوْفَىٰ وَالْحُقُولُ تَنَضَّرَتْ
وَجَرَىٰ مَعِينُ الْحُبِّ حُبّاً أَغْزَرَاٰ

"اللهُ أَكْبَرُ يَاٰ بِلَاٰدِي كَبِّرِي"
فَيْضُ النُّبُوَّةِ فِي الْعُرُوبَةِ كَبَّرَاٰ

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *