*تهاميّة*
حدِّثيهمْ
عنْ فتاةٍ
مِنْ "تُهامَةْ"
عمرُها سبعٌ عِجافٌ
ثوبُها قدْ
رقَّعتْهُ الحربُ
كيْ يبقى علامَةْ
تستفيقُ الفجرَ حيرى
كيْ تبيعَ
الخبزَ حُلْمًا
كيفَ أغراها طعامٌ
في قُمامَة!!
بائعُ الحلوى ينادي:
"مَنْ يريدُ
الحُلوَ مِنّي؟"
لمْ تكُنْ "ليلى"
تريدُ الحُلوَ
بلْ أخفَتْ نقودًا
تشتري منها حمامَةْ
"أمُّ ليلى" أخبرتْها
أنّها تعني السّلامَةْ
فاشترتْها..
كلّما راحَتْ
تبيعُ الخبزَ
طارَتْ فوقَ
"ليلى" كالغمامَةْ
كانتا في الحيِّ لمّا
حلَّ ليلُ الحربِ
يسبي كلَّ بيتٍ
كلَّ هامَةْ
وانتهَتْ في
الحيِّ "ليلى"
دونَ خبزٍ
أوْ حمامَةْ
كانَ حُلْمًا
أن تبيعي
في زُقاقِ القدسِ خبزًا
ألفُ طفلٍ فيهِ
يرنو للإقامَةْ
كانَ ذنبًا..
أنَّ في "بيجانَ" خبزٌ
أنْ تموتي
كيْ تبيعيهِ كرامَةْ
أنَّ في "صنعاءَ" لِصٌ
كانَ بعدَ الفجرِ شيخًا
يرتدي صُبحًا عمامَةْ
يحتسي عينيكِ خمرًا
ثُمَّ يغفو كالنّعامَةْ
عبد المحسن_محمد#
ظلٌّ_من_المنفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب