.
#نفثات_شعورية_في_محراب_الشعر
(بقايا ثورة)
شعر: هشام أمين الأثوري
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
يَراعَي تلمّسْ أحُـرفي خذْ مشاعـري
وفتّشْ ستلقى بعضَهـا في محاجـري
تنــاولْ دواتي هــل تذَّكــرتَ أينمـا
سهرنـا جياعــاً؟!.. ثمَّ كانت محابري
ولملــم ْ بقايـــا أغنياتٍ.. نسيتُهـا
بذاتِ ابتهـاجٍ في حواشـي دفاتــري
وزُفِ الأمانـي باذخــــاتٍ.. فربّمــا
نأت عن عذابــي في متاهات خاطري
وسَلْ مفـرداتي أين غابت؟!.. لعلهـا
تواري شهيـداً.. أو تواسـي مقابري
ونــادِ ابتســامــاتـي لأنـي نثرتهــا
دخاناً.. فخذهــا من بقايا سجــائري
يراعــي توارى لحظــةً عن مصابنــا
يباغتنــي في غفلـةٍ منــك زائـــري
يطــلّ بنـا (أكتوبــر)ُ المجـدِ والإبــا
ولا زلتَ تشـوي فرحتي في دياجري
ومـا كلّـــتِ الأيــامُ تذري بدارِنــــا
جموعُ المآسي كالغيـــومِ المــواطرِ
فقُم يا رفيقي نحتسـي من قريحتـي
رحيقُ القوافـي ناضحٌ من خواطــري
وما دام هذا البؤس يقتــات عمـــرَنا
فَسـِـرْ بي إلى ماضٍ عظيـمِ المــآثرِ
ودعنا نعـِـشْ ما كــان ذخـراً لعــزِّنا
تناسـى لأنســى إن تَناسيْتَ حاضري
وخذنِي إلى سِفر البطــــولات واْرْوِنِي
وحـدثني عن (تشرين).. ألهبْ منابري
كأني أرى (ردفان) تسمــو وحولَهــا
قناديلُ (أيلـولَ) العُــلا كالجــواهـرِ
أرى (قبلـةً للشـرقِ) يزهــو أريجُهـا
تنادي (بكرب)ٍ: قُم وســرّح ظفائـري
هنـا (يمـنٌ) (وضاح) (قحطانُ) (تبعٌ)
هنا موطنُ الأمجـــاد.ِ. مهدُ الأكابرِ
هنا ســدّ وجهَ الليل فجــرٌ وســؤددٌ
بصيحــة بعــثٍ مــن أناشيـد ثائــرِ
هنا اشتدّ بأسُ الأُسْدَ.. يعلو زئيرُهـا
ويقضي الأعــادي مـن صليـلِ البواتـرِ
كأنـــك والتــاريـــخُ يرتدّ عائـــــداً
أعــدتَ زمــانَ الأمسيـــات الغوابـرِ
طوت صفحـةَ الغازي بأرضـي سواعدٌ
وأهدت الى التــاريخ أولى بشـائري
كذا حين يغدو الشعبُ حراً.. وينكفـي
إذا اْنحنـتِ الهاماتُ تحـــت الحوافـرِ
كذا حينمــا كنــا وكــانت سروجُنــا
سيوفـاً.. أذقنا البغي بطشَ الكواسرِ
فكيــف أضعنــا بالتعادي رشـادَنـــا
وسرنـا دروبــاً عُبـِّدت بالعــواثـرِ؟!
(لتشرينَ) نأتي كـــلَّ عـامٍ وحالُنــا:
جلدنــاك ذكــراً يا سجيــن الحناجـرِ
إليــك اعتــذاري أيهـا النُبـلُ إننـــا
خنــوعٌ تمــادى في سبـاتِ الظمائـرِ
نُسِبـْـتَ إلينـــا فانتسبنــا لضعفنــا
ولم يبقَ منا غير زيـفِ المظاهــــرِ
إليـــك اعتــذاري فابتهــالي مكبـلٌ
بأشــلاء قهـري أو شظـايـا ذخـائري
أرى زحف (كسرى) يختبي تحت جلدنا
وكـفّ الإخــا تجتــثُّ منـي أواصري
تنصّــل مني ســاعدي يوم أنكـــرت
يدي هام رأسـي.. واستبدت أظافري
فكيف ستلقى من جراحي حفاوتي؟!
محالٌ.. وهـذا الليل أمسى مسامري
أُســائِلُ نفســي كـلمـا رفَّ بـارقٌ
لمــاذا غرقنـا في جحيــم التنـاحرِ؟!
أتيتَ وفــي (شطريك)َ للشعـب غايةٌ
أَدَارت رحى الأيـام فـي رأس فاجــرِ
فلما التقى (الشطران) أضحى شتاتنا
كحبــات رمــلٍ فــي غبـار الهواجـرِ
هنـاك انثنـى (أيلول) يحسـو جراحه
ويرنـو إلى أفـقٍ شـديـد المخـــاطرِ
وهذي (الروابي) تبتغي سلـخَ جلدِها
لتنـزعَ عـن (تشـرينَ) نسـلَ المفاخرِ
* * *
أيـا أقــدسَ الرايـات تاهـت ركابُنــا
فلُمِّي شتاتاً غارقــاً فــي الصغائــرِ
أعيـدِي لنــا صفوَ الودادِ الذي انثنى
ومن بسمة الأزهار هِلـّـي تفاخــري
ولا تحـزنِي إن تاجرَ البؤسُ في دمي
سأكســر قيـدي ذات يـومٍ.. وآسري
أكتوبر 2018م
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني - اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب