غَيمة أيلول تتولد من قلب فـتـى شَعرُه مبلول ، يُرطب وجّه الصخرة الوَعِرَة الصَماء في هُدوء الظلام الدامس في المساء ، تُمطر لازورداً وزبرجداً وخزفاً يَطفو على الجُزء الثائر من سَطحِ الماء ، تتشكَلُ حَجراً تِلوَ الآخر فَتُدّشِنُ من تفاصيل الرجوله خَريفاً برائحة الهَال المُحترق ورائحة الحَطَب في الشتاء ، يُشيد جِداراً إستِنَادِيّاً يُقاوم سَيّلاً عَارم وطوفانٌ جَارف من الحُب المُتشقق والهَش المُتكَسر والمُتُشّظي على كَومة القَش ، الحَاد والمُعدم والمَنفي ويَنّزف مُصَاباً في عَالم رأس القلم
تِلك الغيمةُ فتـى ينتظرُ فِي سكة قِطار الحُلم
يُشبه قُطناً أبيض يَنسدل من زُرقة السَماء ، خفيفاً ثابتاً رغم الدوران الفِيزيائي والفِطري للأرض القَاحِلة المَعالم والجَرداء ، يُعانق روؤس الجِبال الشَاهقة وقَعر الوديان الساحِقة ، يَتَسلل خلسة الى زمرة الدم في الجسد يَنتقلُ في العروق بِداخل الشِريان غَارة تَصهَرُ الألم وتتجمد ، تُضمد ثُقبَ المشاعر هناك بِبَلسمٍ من الخُلجان الذَرّي ويَزرَع بقلبك حلقات العشق الأبدي ، المُستأصلة من الباطن اليابس لِجذع السنديان ، يَتَلاشَى تلك السحابة فَتصبح سَراب و رذاذ يَضمُك ويَلفك بِدِفئِ غَيمةٍ رجوليـة لآجئٍ من شَلال الحَرب على هيئة إنسان .
فـتـى فارسي
خــلــود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب