السبت، 30 نوفمبر 2019

( خطوات بمحراب الحرية الحلقة[ 13] بقلم الاستاذ يحيى صالح العفيري

( خطوات بمحراب الحرية
الحلقة[ 13]
.✍🏻/ يحيى صالح العفيري)
كل العالم في سكرات الحرب يحتضر،
ومعضم البشرية تندب أحوال الموتى ، وتواسي أفئدة المعاقين .
يتنفس كل صباحٍ بدخان الحرب المستعرة،
ويضج الكون بأصوات الألآت المسببة للموت.
وتلبي المنية قلوب الناس المملة من العيش ،
والمطلوبة للرحيل كرهاً ،
فالدنيا عزمت أن تطردها واعطتها قطعة أرض لتوارى فيها.
أما ساسة الحرب فيقيمون مأدبة طعام ويجلسون على طاولة الضيافة يتكأكئون على خفة عقول البشرية ، ويتبادلون أحاديث الحرب كفكاهة تارة وكنكهة نعناع أخرى ، تُضاف إلى كوب الشاي فيرتشفونه بمذاق المتعة ،
وبه النعناع ينعش لتزيل رائحة أفواههم الزنخة بمعصرات الخمر والمسكرات.
يتلاهون قليلا في لعب الشطرنج ،
حتى يستدعون إلى الظهور على الشاشات ليمثلوا الخصام ويلقون خطاباً مكتوباً بدم الضحايا.
فيتحدثون إلى الشعب بنبرة صدق ووطنية بحته ، ويحرضون الناس على الصمود ومقاتلة  الخصم الظاهر أعلاميا ، والصديق المستتر في الخفايا .
ينتهون من الهراء ، فيهرعون إلى غرف العهر ويزعمون إدارة الحكم من هناك ، ومن على أفرشة البغي .
فترى كل فردٍ منهم يأخذ مشورة عاهرة لم تبلغ في العلم مكانة ولكن بلغتْ في العهر عنان السماء.
أولئك هم حكام أهالي بلدان ذاقوا  من مرارة الحرب علقم الموت ، وبوديان الجوع تائهون.
يسكنون الملاجئ ويلتحفون الرمل ، ويأكلون الأشجار كدوابٍ أبت إلا الحياة والبقاء.
فيفرون وينزحون من الحرب خوفاً من ملاقة الموت فيأتونه بأقدامهم .
والبعض الأخر يبذل روحه تبعاً لكلام المغرورين ، زاعماً أن قتاله سوف يحقق نصرا لبلاده ولم يعرف بإن الحرب التي ستهلكه مجرد مسرحية يمثلها ساسة دولته العملاء مع أعدائه بالفعل .
أولئك الساسة الأوغاد الذين جرعوا الشعب كأساً دهاقا من نقيع الأزمات.
من أهدوا لشعوبهم رصاصات الموت بدلا من ألآت الإنجاز الحضاري.
من ذبحوا مشاعر الطموح الشبابي وجعلوا من أمنياتهم سراباً بقيعه تحسبها قلوبهم مستحيلا ، أو تبدو لهم ككمينٍ للموت إنهم ركضوا نحو تحقيقها.
أولئك الساسة المتضرعون إلى وثن المصلحة ، والذين جعلوا من شعوبهم قرباناً كي يرضوه.
من حالوا الحب إلى الحرب ، وصنفوا سنوات العمر لدى الأهالي ، إلى سنواتٍ  مضت فنجوا فيها  فكأنها أيام معجزات،
وسنواتٍ لم تحضر بعد فهي حظوظ لا يعلم أحد منهم هل سيفوز بها أم ستهلكه الحرب.
كل ذلك ناجم عن ساسة القبح الفاحش لا الحكم أو السلطان،
من يتكأون على أعصي الغرب ككهولٍ عاجزين عن الأنتصاب لوحدهم، فإذا ما الغرب أرادوا أن يجعلوهم قطيعاً من الأغنام ، أخذوا من أيديهم تلك العصي فيتولونها هم ويهشون بها عليهم ليعودوا نعجاتٍ تُذبح في يوم النصر.
وتنتهي حكايتهم كرجالٍ ممسوخين إلى دواب خذلوا شعوبهم في يوم الحرب وباعوها للمستعمر بمناصب وهمية زعموا أنها ستمدهم بسنواتٍ سمان يأكلن السنوات الأولى في حكم الشعب المسكين.
فمات الشعب شهيدا مابين القتل أو الجوع أو التشريد .
وماتوا هم كنعاج فداء ،
سخرها المستعمر لتأمن دربه خوف الأفخاخ ، وحال ما وصل إلى منطقة السلم التي سيحكم فيها بسلامة روحه ، فصاح في الجنود بأعلا صوته أذبــحوا النعاج أحتفالا بهذا النصر المتحقق على يدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *