ســــوء الــظن
✍/يحيى صالح العفيري)
يتعاطى الكثيرون من الناس جرعات زائده من الوهم الخادع المستمد من الافكار المغلوطه المبنية على اسس الكلام المتداول او الرؤى المشوشه الناتجة من وعي الشكوك والتآويل ، فالتصنع الكاذب يعطي للبعض رؤيه متكامله تغلب التطبع الحقيقي المترعرع في سويداء القلوب وتقوده إلى مصير غير مرغوب فيه .
ذاك هو الظن الذي ينتاب الكثيرين منا ويجعلنا ننقاد نحو افكار غير عقلانيه ممنهجه على النظرة الخاطئه او الأحاديث المتداوله بزعم التشويه ، فتنحصر الحقيقة بين قوسين وتمتد الخديعة برحب الكون وتهوي النجوم المضيئة لتبدأ السحب السوداء في طمس ما كنا نؤمن به على مرى العين .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌٌ )
وقال تعالى
(وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )
كثير منا عندما ينظر إلى شخصٍ وقع بالخطأ في أماكن شبهة يعتريه الظنون وتتوالى عليه الافكار ويستند الى الوهم المتصدر ابليس نفسه ، فيطمس ما تبقى في داخله من محاسن وأثر لذلك الشخص الواقع بالخطأ غير المتعمد ، ويبدأ بتلفيق الحكايات الزائفة والاضافات المشوهة بشخصية الرجل ،ظنا أن ذلك الرجل يطأ المكان عمدا ويتردده دائما ، فيبث الترهات قبل ان يتحقق في الامر او يترك الرجل وشأنه ويدفن الظن في وحل التراب ، او يحسنه إن صمم على ذلك
يقول العقاد
ِ
- إِذا خفتَ ظنَّ الناس ظنوا وأكثروا ... وإِن لم تخفهُ أكرموكَ عن الظن
- فإِن شئتَ هَبْهُمْ ألفَ عينٍ وإِن تشأ ... فدعْهم بلا عين تراكَ ولا أذنِ
كما إن لشوقي ابيات رائعه فهو القائل
- ساءتْ ظنونُ الناسِ حتى أحدثوا ... للشكِّ في النوُّرِ المبينِ مجالا
- والظنُ يأخذُ من ضميركَ مأخذاً ... حتى يريكَ المستقيمَ مُحالا
فبينما رجل ذهب بإمرأته الى بيت اهلها للزياره وعاد الى بيته بين اولاده ، دنى الليل فأتى بجارة اولاده التي تقيم بشقه آخر وناموا جميعا في البيت ، وعند عودة إمراته من بيت اهلها تفاجئت بحديث ابنها عندما قال ماما بالامس كانت جارتنا نائمه مع بابا ، المرأه جن جنونها وظنت بزوجها شرا كما يظن من يقرأ القصه حالا كيف بجارة الرجل ان تنام ببيته ويخلو بها ، فإذا بالمرأه هي زوجته الآخرى وخوفا من امرأته الاولى لم يستطع التكلم فقد كان يصرف عليها بحجة انها فقيره لم تجد احد ، رغم ان القصة من مخيلتي إلا انني اهدف بها إلى النظر في حسن وسوء الظن ، فلنحسن الظن ونترك سيئه
يقول المتنبي
- إِذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءَتْ ظنونهُ ... وصدَّق ما يعتادُ حينَ توهُّمِ
- وعادَى محبيهِ بقولِ عداتِهِ ... وأصبحَ في ليلٍ من الشكِّ مظلمِ
2018
الإرشيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب