الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

ســوء الظن ..أ/ يحيى العفيري

ســــوء الــظن
✍��/يحيى صالح العفيري)

يتعاطى الكثيرون من الناس جرعات زائده من الوهم الخادع المستمد من الافكار المغلوطه المبنية على اسس الكلام المتداول او الرؤى المشوشه الناتجة من وعي الشكوك والتآويل ، فالتصنع الكاذب يعطي للبعض رؤيه متكامله تغلب التطبع الحقيقي المترعرع في سويداء القلوب وتقوده إلى مصير غير مرغوب فيه .
ذاك هو الظن الذي ينتاب الكثيرين منا ويجعلنا ننقاد نحو افكار غير عقلانيه ممنهجه على النظرة الخاطئه او الأحاديث المتداوله بزعم التشويه ، فتنحصر الحقيقة بين قوسين وتمتد الخديعة برحب الكون وتهوي النجوم المضيئة لتبدأ السحب السوداء في طمس ما كنا نؤمن به على مرى العين .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌٌ )
وقال تعالى
(وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )
كثير منا عندما ينظر  إلى شخصٍ وقع بالخطأ في أماكن شبهة يعتريه الظنون وتتوالى عليه الافكار ويستند الى الوهم المتصدر ابليس نفسه ، فيطمس ما تبقى في داخله  من محاسن وأثر لذلك الشخص الواقع بالخطأ غير المتعمد ، ويبدأ بتلفيق الحكايات الزائفة والاضافات المشوهة بشخصية الرجل ،ظنا أن ذلك الرجل يطأ المكان عمدا ويتردده دائما ، فيبث الترهات قبل ان يتحقق في الامر او يترك الرجل وشأنه ويدفن الظن في وحل التراب ، او يحسنه إن صمم على ذلك
يقول العقاد
ِ
- إِذا خفتَ ظنَّ الناس ظنوا وأكثروا ... وإِن لم تخفهُ أكرموكَ عن الظن
- فإِن شئتَ هَبْهُمْ ألفَ عينٍ وإِن تشأ ... فدعْهم بلا عين تراكَ ولا أذنِ
كما إن لشوقي ابيات رائعه فهو القائل
- ساءتْ ظنونُ الناسِ حتى أحدثوا ... للشكِّ في النوُّرِ المبينِ مجالا
- والظنُ يأخذُ من ضميركَ مأخذاً ... حتى يريكَ المستقيمَ مُحالا

فبينما رجل ذهب بإمرأته الى بيت اهلها للزياره وعاد الى بيته بين اولاده ، دنى الليل فأتى بجارة اولاده التي تقيم بشقه آخر وناموا جميعا في البيت ، وعند عودة إمراته من بيت اهلها تفاجئت بحديث ابنها عندما قال ماما بالامس كانت جارتنا نائمه مع بابا ، المرأه جن جنونها وظنت بزوجها شرا كما يظن من يقرأ القصه حالا كيف بجارة الرجل ان تنام ببيته ويخلو بها ، فإذا بالمرأه هي زوجته الآخرى وخوفا من امرأته الاولى لم يستطع التكلم فقد كان يصرف عليها بحجة انها فقيره لم تجد احد ، رغم ان القصة من مخيلتي إلا انني اهدف بها إلى النظر في حسن وسوء الظن ، فلنحسن الظن ونترك سيئه
يقول المتنبي
- إِذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءَتْ ظنونهُ ... وصدَّق ما يعتادُ حينَ توهُّمِ
- وعادَى محبيهِ بقولِ عداتِهِ ... وأصبحَ في ليلٍ من الشكِّ مظلمِ
             2018
              الإرشيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *