الخميس، 21 نوفمبر 2019

فرعون الحداثة بقلم الكاتبة أميمة الزبيري

فرعون الحداثة
إن للفاطر فطرهْ
تجعلُ الإنسانَ يأبى الذلَّ
لا يُسْلِمُ أمرهْ
وإذا ما واجهَ الإنسانُ ذُلاً
توقدُ العزةُ من تحت حناياهُ الأبيةِ
ألفَ جمرهْ
وإذا الظلمُ تمادى
روحه تزمع من أحشائه
إعلانَ ثورهْ
وُلد الإنسانُ مجبولاً
على أن لا يضيع العمر حسرهْ
وعلى حب المسرَّهْ
وعلى أن لا يذوق الأسرَ يومًا
يعشق الموتَ لتبقى
أنفه شامخةً
والنفس حرهْ
وإذا أذعن يومًا
إنما أذعن من خوف المضرَّهْ
***
مصدر الظلم الأسرَّهْ
قال فرعون: (أنا ربكم الأعلى)
وشاء الله أن يبقى
مدى التاريخ عبره
عندما يستغنيَ الإنسانُ يطغى
وأرى فرعون في كلِّ زعيمٍ
زادَ في الطغيان خبرهْ
كان فرعون يسمي الشوك شوكًا
بينما فرعون هذا العصر
سمى الشوك زهرهْ
وإذا فرعون قد حطَّ لطفلٍ
جمرةً بجوارِ تمرهْ
إن فرعون الحداثةِ
حطَّ للجمهورِ كي يختار في حريةٍ
جمرهْ
وجمرهْ
كل من يملك بين الناس
إمكانًا وعزًا
يكشف الطغيان سرَّه
يبتدي مناً ينادي
يا بني قومي أنا
إني...
وإني...
فاحمدوني
فبفضلي قد أمنتم
ها هي الأوضاع فيكم مستقرَّهْ
واشكروني
عندما تأتيكم الأمطارُ
لولايَ
لما جاءت من الأمطار قطرهْ
فاكسروا أصنامكم يا قوم هيا
واعبدوني
أنا من أكثركم عزًا وتبجيلاً
ومن أكثركم في المال وفرهْ
***
كل سلطانٍ تماهى في الظلام
وتمادى
قامعًا بالسوط أفواه الأنام
فبه تنمو (أنا ربكم الأعلى)
ويخـفيها عن الأتباعِ مُـُكرَه
***

ديمقراطية الغاب
غابتي ..
يهنأُ فيها الليثُ والذئبُ
مع الكلب العقورْ
كل ذي نابٍٍٍٍٍٍ ومخلبْْ
هُوَ في الغاب جَسُورْ
عاش بالناب وبالمخلب
في الغاب فخورْ
منحتهُ أدوات العقر
بالسطوة والقوَّةِ
أخلاق المؤدب
هو للأضواء توّاقٌ
ويدعوه لها حبُّ الظهورْ
***
ليس للأبقارِ والأغنامِ
في الغابات مطلبْ
هي إن لم تنتخب
كلبًا وذئبًا
سوف تتعبْ
إنها كم صلبت؟
لكن ستصلبْ
هل تجاري ذئبها الشهمَّ
أو الكلب الوقورْ؟
إنها في جرعة القهر لها
لن تتسببْ
وإذا الكبشُ الطهورْ
نافس الكلبَ أو الذئب يقينًا
سوف يُغلبْ
وفصيل الكبش للإذلال يطربْ
لن يثورْ
وسيبقى ناخبًا عبر العصور
بل عن العزةِ دومًا يتجنب
ويغني بسرورْ
عاش من يملك نابًا
عاش من يملك مخلبْ
ويهنِّي في حبورْ
ويسمي
ربطة القش من الليث
مرتّبْ


***
النوم والموت
هذا حرام
أتعبت نفسك سيدي..
أفلا تنام؟!
ثق أننا يا سيدي
نحفظها على الدوام
الليث نامَ
نومةً قصيرةً
مدة عام
ثم صحا عالي المقام
فهاله ما قد رأى من كثرة العظام
فصاح: كل رعيَّتي
أثناء نومي
جاءها الموت الزؤام؟
ماذا جرى لغابتي
يا أيها اللئام؟
والذئب يبكي قائلاً
إن الرعية سيدي
قد أصبحت ركام
تمرّدتْ وطالبتْ
بحقها في الاعتصام
وحق تقرير المصير
وطالبت يا سيدي
بصحوةِ الضمير
يا سيدي الهمام
تجاوزت
فكان سحقها على
حسب النظام
***
الخراب من أجل العسل
وافق النحل مع نحلٍ
على العيش مع بعض الذباب
بوفاقٍ ووئامٍ في خليهْ
يذهبُ النحل لأزهارٍ نديَّهْ
يجلب الشهدَ المذاب
ليصفَّى ويُنقّى
في شموعٍ عسليهْ
***
ذات يومٍ دَاهَمَ النحلَ
شعورُ الاكتئابْ
شمعها والشهد
تلعقه ذباباتٌ
وهل يجدي العتابْ؟
ليس في المقدور عيشًا بالسويهْ
فدعا السيد في النحلِ
بدعوى الجاهليهْ
وقرار الانسحاب
نحو شطرٍ في الخليهْ
أقلع العقل وغاب
فانسحابٌ مثل هذا
بعد توحيد الهويهْ
هو بالطبع معابْ
***
قيل بعض النحل قد كانت (قحاب)
أخذت أقراص تفتيح الشهيهْ
جعلت سيدها بعد العذاب
في تحدي العنجهية
يختفي خلف السحاب
انتصر اليعسوب حتى
صار بالزهو مصاب
قد مضى نحو علاقاتٍ قويهْ
ولرفع المعنويهْ
ولترتيب الخليهْ
أسلم الأمرَ إلى سرب الذباب !!!
لتظل النحل تشقى
تصنعُ الشهدَ براميلاً
وحصتها (وقيَّهْ)
***
نحلةٌ تشعر دومًا بالعذاب
نحلة عانتْ مضتْ للاغتراب
نحلة أنهكها الجهدُ
ولم يُبقِ بقيهْ
نحلة أجَّلتِ الشكوى
إلى يوم الحساب
قبل أن يُسلِمها القهرُ
لأظفارِ المنيَّهْ
أعلنت أن العدالةَ في الخليَّةِ كالسراب
ومضت تكتب للنحل وصيَّهْ
جاء فيها:
مُتُّ بالقهر مصابهْ
قد قضيتُ العمر أشكو من ذبابهْ
أتلومون الذباب؟
إنما اللوم على اليعسوب
فاليعسوب من يحمي العصابهْ
ورمانا نحو ما
يُضحِكُ من شر البليهْ
***
فالذبابات به
مسعورةً صارت كلاب
وأسودًا وذئاب
عززت معنى الخراب
ومعاني العبثيهْ
ليتهُ اليعسوب تاب
ومضى دون ارتياب
معلنًا
شهدَ الخلية للخليهْ
منزلاً أقصى عقاب
بالذبابات الغبيهْ
ودعا النحل بصدقٍ
لحياةٍ شورويهْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *