السبت، 23 نوفمبر 2019

وما الحل بقلم الاستاذ عبدالله محمد الصنوي

وما الحل..؟

في الخارج شتاء و بردٌ قارس ما يصافطش ولا يرحم.
إن لم يكن قارسٌ بما يكفي لنتحدث عنه.
فإنه شديد اللهجة وشرس يقرط ما تبقى من مشاعر وأحاسيس لدى البعض منا.حين يلتهمها كاملة ولا يُبقِي منها أي أثر..
بردٌ يصقلُ في العظام ألحاناً هشة.وتعاذيب حادة.
يجلخُ في الجلود قشعريرة مزدوجة حيثُ يرتعشُ لها المرء من أعماق أعماقه رغم ما قد يرتديه إلا أنه يتوجشُ ک دجاجة مذبوحة؟؟

بردٌ يروي إرتجاف الحقائق البشعة.في ذوي البشرية جمعا.شيئاً فشيئاً ذات التفاصيل المخبوءة تنكشف..
تلك التفاصيل التي تخصُ مُعدَمين وضعفاء ومضطهدين ومشردين يُقيمون فيه ولا يملكون حيلة ما في مقاومته.أو التصدي له..

إذ أن عائلة فقيرة نجت من قصف الطوائر قبل أعوام.أعظم مثال لأولئك وأجزم برهان.
عائلة لربما نجت بجميع أفرادها حين أستشهد بيتهم بدلاً من أحدهم في ليلة سوداء حالكة.
حين نجت من قذيفة ملطوشة أو من دويّ صاروخ  باليستي.أو ضربة مدفعية او دبابة.ولا فرق_سوى أنها نجت؟؟
نجت من ملاذها وأمانها ودفئها الحقيقي
إلى الخيام البالية والمشططة.
إلى مُختلف الطُرق المشردة بهم
_من فوضى الحروب والدمار؟
من أحضان موت محقق إلى برد وعراء.
إلى بهذلة وتسكع غير مألوف بالطبع..

_خيمة وعمودٌ خشبي وثياب معلقة وأكوات خرقى..ونار صغيرة هي الأخرى مشتعلة في مدخل المُخيم..
هذا أقصى صورة ما أتخيلها الآن لتلك العائلة ک مصير محتوم وک ضرف إستثنائي.للضرورة
للعائلة التي طردتها الأحقاد والكراهية من وطنها الدائم والأمان.؟؟
فحين تشتعلُ النار على هيئة كراتين وقطع هالكة .تشتعل فتثلج قلوب أولئك المُفرطون.شوقاً للعودة؟؟
لديار.المعمورة.
القلوب التي أشقاها التمني وأتعبها الٱنتظار.وقتا. بعد آخر.فقط.من تحنُّ إلى ذلك.
شوقا..لحياة بسيطة لم يكونوا فيها سوى أغبياء مساكين.حين لم يكونوا يفعلوا أي ذنب.حول مأدبة عشاء وأكلات.
حين كانوا منتبهين .كلٌ على مكانته إلى شريط الأخبار .في التلفاز.في النشرة ظنا منهم أن البلاد عادلة وأنه لا يظلم فيها أحد.
أن رئيس الوزراء طيب.وكذا رئيس الجمهورية الأحمق المدعممُ .الذي لا ينظر إليهم.أو إلى حاجتهم المرغوبة والبسيطة..

آآاه..كم هذا مؤسفٌ ومحزن للغاية؟؟
أن يجد الإنسان نفسه بين تقلبات ضياع وضياع.

ما الحل يا إلهي؟؟ما الحل؟؟
ها نحن نمضع في دامس الجهل والظلام.بحثاً عن سعاداتنا الضائعة.
لم نعد نحتمل.ولم تعد الحرب تلتقط أنفاسها بين معركة ومعركة.
ها. نحن وقد أمعنا النظر في أنفسنا القذرة؟؟
فلم نجد الحل المقنع ولا الٱجابة الوافية؟
_بالتأكيد لن نجد.
نحن لا ينبغي لنا ولا نستاهل كل هذا؟
بخلاف ما لم نحسب له أي حسبان فيما مضى.في  الأيام الخالية.وفي محتواى أقدارنا.

ما الحل ؟
وما يزال هنالك مشردوا.يعانون ويعانون في ظل زمن قبيح.لا ذنب لهم سوى انهم..ماذا؟؟؟
_لستُ أدري
إلا أنهم ذاقوا من الأيام ما ذاقوا وتجهبوا آمالهم الكاذبة بحق أنفسهم؟؟
حين ضاقت بهم الأرض بما رحبت.وتركتهم في شتى البقاع يهيمون..

للأسف.أرضنا محكومة بأركان أربعة.كما قال الكاتب "حسن سامي يوسف"_في روايته" عتبة الألم"،ألا وهي :النار..الهواء..الماء..التراب
وهذه الأركان معروفة منذ فجر الحياة.ومن قبل أن يقتل قابيل أخاه هابيل..
أما وأن والجريمة قد وقعت..فقد صارت البشرية بحاجة إلى أركان جديدة..أهمها الأخلاق

أما وأن البرد حاضر وما يزال في بدايته.فهذا يحتاج منا الوقوف.يدا.بيد. مع الناس المحتاجين .ومساندتهم بقدر. ما يستطاع..بجواكت وقائية للأطفال والأيتام.والعجائز وتقديم ما قد يحتاجونه لدفع الأمراض عنهم..
فهذا. يحتاج منا شجاعة محتملة.وإيمانا راسخا بقيم الإنسانية.بمبادئ الإنسان.بأخلاق الإنسان.وحسب

قلت هذا بعد أن إرتجفتُ في المكان لعدة ساعات منذ الصباح.حين هرعت نحو الغرفة للدفء .حين لففت بطانيتي واللحاف حول جثتي ثلاث مرات.
حين كتبتُ هذا على خوف دون ترتيب من تحت الفراش.

فما بالنا بمن يقظون الليال .ليلة بعد ليلة.في عراء الصقيع.والوحدة.في أجواء البرد الذي يستهتر بهم ويمد في طغيانه..بحقه وبحق أولئكِ الإنسانيون.
....

عبدالله محمد الصنوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *