((تراتيل وطن ))
----------------------
//بقلم✍🏻عفاف البعداني//
شتآء بارد
وصيف حار
قمرمكسف
وصبح عقيم
رصيف هادئ
وشمس ملبدة
وغروب مفاجئ
وغرابيب سود بألوانهاداكنة .
كلها مظاهر طبيعية ولكنها عكست معاناة وطني المعيشية
بمرآءة صادقة ليست مجاملةكمرآءة خالة فلة الشريرة
تلك المرآءة صادقة وأشبه بالصديق الذي كنت أناظره كل يوم في بيتنا الصغير
تلك المرآءة كانت تقابل النوافذ وترى كل شيء
كانت ترسم لي في أبعادها
وطني الجميل مع جباله المخضرة وطيوره الحرة كانت تعكس صورة أطفال يذهبون ويعودون من المدرسة
صغار يلعبون وتتزاحم أصوات ضحكاتهم
كانت تكتب لي أخبارهم وأحلامهم المجنحة بطائرات ورقية
ولكن بمرورالأيام تغير حالهاوبهت بريقها وفقدت ضوء ها البيضاوي الذي كان يعكس لي كل الوان موطني الصيفية
لم تعد تمتلك إلا الوان قاتمة تنبي عن الدمار والقصف وغبارمتطاير بالمرض والمجاعة.
وفجأة شاخ بيتنا الصغير ليس بعمره فهو مازال في صفو زهوره
ولكن بفقدان أفراد أسرته بفقدان مجتمعه ومن حوله
بفقدان أصوات الطفولة
أصبح بيتنا شيخاً متكئاً على عكازة وبيده مسبحة يتمتم بنداءات وإستغفارات ربانية وشكاوي تصف حال موطني وماتعرض له من إعتدءات لم
يشرع بها أي دين أي عرف ولا أي قانون من القوانين الدولية.
أخذت المرآءة وأسدلت عليها بقماش أبيض
وقلت لها
مرٱءتي جمالك بالأمس كنتي تقتبسيه من الخارج
من الوطن من ضوء الشمس
من ضحكات الصغار من الجبال من الطيور من كل شبر في أرجاء هذا الوطن.
لذا أيتها المرآءة اليوم الوطن بأمس الحاجة الى أن نرد له ولوبعض من أطيافه وصوره وضوءه وعبقه
الو طن اليوم بحاجة الى أشعة جهادية تصدر من الداخل وليس من شمس السمآء فقط
أشعة تصدرمن أعماق نفوسنا
الوطن ليس بحاجة إلى إعتكافنا وإنتظارنا لنور السلام يسقط علينا من فتحات النوافذ بل يحتاج أن نخرج ونمد الأيادي.
الوطن بحاجة إلى تضحية من جدران بيتنا الصغير من كل ركن وجزء يعيش فينا
الآن أيتها المرآءة سنخرج الى أوساط الوطن نقاسمه الخبزمع البن
نشاركه الضيق مع الحزن سوف نبني مادمر ونمسح غبار المعاناة
ونرسم مباهج الطفولة في رصيفنا الهادئ وشتآءنا البارد
سوف ننظف شوارعنا المدفونة،ونزرع حقولنااليابسة ولو على ضوء القمر.
سوف نسقي من دمآء شهداءنا حدائق يانعة تفوح عطراً وإعتزازاً بحرية وطن
نعم إن توحدنا أيتها المرآءة سوف نجعل من اليمن عروس تنافس أقرانها الدول في أطلالها الأثرية وثرواتها البرية والبحرية
وجمالها التضاريسي وجوئها النقي وريحانتها العريقة
((الشذاب المشقر... الخ ))
سنعيد للوطن فرحته المسلوبة وإشراقته الطيفية
وسنثبت للعالم أن تراحمنا وتأزرانا قصة صعب على الكثير فهمها وكذا الجمع الغفير أن يقفل أوراقها من ملفات أمجاد تأريخناالمعاصر
ونحن سنظل نسافر ونترحل من هنا وهناك كي نورق ماأذبلته صروف البشر
سنظل نتنقل ونبحر
الى أن يعود النور لوطني الكبير وحتماًبعدها سيعم النور لبيتنا الصغير
وأنا لاأعرف في ذاك الوقت هل ساكون على قيد عمر السنين
أم قد رحلت أنفاسي إلى سمآء البر الرحيم
ولكن إن بقيت أورحلت ستظل مشاقري التي غرستها بجوار بيتنا
ودفاتري التي صببتها عليها تراتيل مشاعري شاهدةعلى أن الإنسان اليمني إن بقى
شارك العصافير الحرية والبهجة والصبا وإن غفى ترك ورءاه أوراق تسقي الأرض بقطرات الندى
-----------------------
#إتحاد كاتبات اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب