"مقطع من ابتهال
بعنوان: يَاٰ رَبّ ..!"
آٰخِرُ زَفَّة ..
رَبَّاٰهُ إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ حَقِيقَةً
جَعَلَتْ كِيَاٰنِيَ عَنْ كِيَاٰنِي يَذْهَلُ
وَلَقَدْ أَتَيْتُ الْيَوْمَ أَشْكُو مُذْنِبًا
فِي كُلِّ أَحْدَاٰبِ الْغَوَىٰ يَتَنَقَّلُ
بِئْسَ الظَّلُومُ يُبِيحُ كُلَّ جَرِيرَةٍ
يَقْتَاٰتُ مِنْ رَهَقِ الذُّنُوبِ وَيَأْكُلُ
غِرٌّ غَرِيرٌ فِي حُمَيَّاٰ حُسْنِهِ
وَالْحُسْنُ هِنْدَاٰمٌ يَشِفُّ وَيَسْمُلُ
دَهْرٌ فَتِيٌٌ وَالْفُتُوَّةُ فِتْنَةٌ
أَنْسَتْ نضَاٰرَتُهَاٰ رَبِيعًا يَمْحُلُ
وَالْعَيْشُ غَضٌّ وَالْحَيَاٰةُ غَضَاٰرَةٌ
لٰكِنَّ طِيبَ الْعُمْرِ غَاٰدٍ يَرْذُلُ
لَمْ يَبْقَ مِنْ رَغَدِ الزَّمَاٰنِ سِوَى الْأَسَىٰ
وَالْحُزْنُ لِلدَّمْعِ الْأَسِيفِ يُقَلْقِلُ
يَنْعَىٰ شَبَاٰبًا خَاٰلَهُ لَنْ يَنْقَضِي
أَيْنَ الصِّبَاٰ يَاٰ ذٰلِكَ الْمُسْتَغْفَلُ؟!
أَيْنَ الصِّبَاٰ أَيْنَ الْفُتُوَّةُ أَيْنَهَاٰ؟!
اللهَ يَاٰ عَهْدَ الصِّبَاٰ تَتَمَهَّلُ
أَيْنَ الْـ:أَنَاٰ أَمْ هَدَّهَاٰ ثِقْلُ الْوَنَىٰ
بَاٰءَتْ بِعُجْبٍ لِلْمَحَاسِنِ يُفْشِلُ
صَدِئَتْ أَنَاٰكَ وَقَدْ تَقَاٰدَمَ لَمْعُهَاٰ
إِنَّ الْـ:أَنَاٰ لَمِنَ الْخَطِيئَةِ أَقْتَلُ
عِشْ مَاٰ أَرَدتَ كَمَاٰ أَرَدتَ بَلِ اسْتَفِضْ
مَاٰ شِئْتَ مِمَّاٰ شِئْتَ يَوْمُكَ مُقْبِلُ
شَاٰخَ الشَّبَاٰبُ وَغَاٰرَ نَهْرُ فَتَاٰئِهِ
غِيضَ الْغَدِيرُ وَغَاٰضَ ذَاٰكَ الْمَنْهَلُ
هَلْ جِئْتَ تَنْدُبُ مَاٰ حَسِبْتَ مُخَلَّدًا
لَيْتَ اسْتَفَقْتَ وَأَنْتَ غَاٰدٍ تَكْهُلُ؟!!
مَاٰ جِئْتَ مِنْ عَمَلٍ يُثِيبُكَ جَنَّةً
إِلَّاٰ غَوًى فِي دَرْكِهِ تَتَسَلْسَلُ
وَمَضَيْتَ تُوقِدُهُ وَتَنْفُخُ نَاٰرَهُ
بِضَلَاٰلَةٍ لِلَظَىٰ جَهَنَّمَ تُشْعِلُ
وَحَسِبْتَ تَعْلُو أَوْ تَزِيدُ فَخَاٰمَةً
بِالْمَعْصِيَاٰتِ وَإِذْ بِغَيِّكَ تَسْفُلُ
ذَبُلَتْ غُصُونُكَ مَاٰ دَهَاٰ أَوْرَاٰقَهَاٰ
بِالْأَمْسِ كَاٰنَتْ غَضَّةً تَتَهَدَّلُ؟!!
مَاٰذَاٰ عَرَاٰهَاٰ مَاٰ عَرَاٰ أَطْيَاٰرَهَاٰ
لَمْ يَبْقَ طَيْرٌ صَاٰدِحٌ أَوْ بُلْبُلُ؟!!
يَاٰ لَيْتَ شِعْرِي هُشِّمَتْ أَفْنَاٰنُهَاٰ
وَالْوُرْقُ كَمَّمَهَا الْأَسَىٰ لَاٰ تَهْدِلُ
خَوَتِ الْحُقُولُ وَقَدْ تَآكَلَهَا الدَّبَىٰ
جَيْشًا تَجَحْفَلَ لَمْ يَذَرْ مَاٰ يُؤْكَلُ
وَالْوَرْدُ وَالْأَزْهَاٰرُ أَخْلَاٰهَا الشَّذَاٰ
فَبِمَنْ تُرَىٰ قَطْرُ النَّدَىٰ يَتَغَزَّلُ؟!!
مِنْ أَيْنَ تَسْقِي غُلَّ دَهْرٍ ذَاٰبِلٍ
مِنْ أَيْنَ تَسْتَسْقِي وَجَفَّ الْجَدْوَلُ؟!!
يَاٰ أَيُّهَا الشَّاٰكِي لَقَدْ وَقَعَ الَّذِي
مَاٰ لَمْ تَكُنْ تَرْجُو وَلَاٰ تَتَخَيَّلُ
فِي يَوْمِ غَسْلِكَ قَبْلَ آٰخِرِ زَفَّةٍ
يَاٰ لَيْتَهَاٰ تِلْكَ الْمَآٰثِمُ تُغْسَلُ
...
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب