أفق أيها المثقف للأديب محمد عبدالقدوس الوزير

أفق أيها المثقف
🌎🌎🌎🌎
إن الثقافة حياة الناس، فترى الأغلب الأعم من الأمم تخصص لها الموارد وتبني المنتديات والمسارح والقاعات والمعارض وتقيم المسابقات وتوزع الجوائز
وليس ببعيد ماكنا نسمعه عن سوق عكاظ الادبي في الزمن القديم جداً ثم دور الاجتماعات والحكواتية وساحان العروض التي يتبارى فيها عمالقة الفن والادب والتاريخ والسير والتراجم والترجمات والمعاجم والمصطلحات ومفردات اللغة وتبادل الحروف الشعوبية بلغاتها المتعددة .
وقريبا جداً وجد مايسمى مهرجان جرش الاردني والمربد العراقي والجنادرية السعودي بل قل الخليجي والمؤسسات التابعة لها والمراكز الثقافية المصرية والمغاربية العربية أيضاًً
وفي هذا المنتدى منتدى الشعراء العرب.. ورديفه منتدى بيت الشعر اليمني كما هو حال منتدى ترانيم أبجدية كل هذه تعني أنها تُعنىٰ بالادب والفن والابداع والثقافة،  وتضم في عضويتها أبناءها والاخوة الاشقاء العرب من الشام والرافدين وارض الكنانة وكنعان والمغرب العربي والخليج العربي والجزيرة العربية بما يحملون من ثقافات أصيلة أصلية وأخرى وافدة على محليتهم وقوميتهم وهويتهم كما نحن عليه في اليمن...
وكان القلمُ الذي علم الانسان ، وكانت الحكمة التي أرادها والقانون الذي شاءه لحياته سبيلاً ومورداً..قال الله تعالى (ن والقلم وما يسطرون) فهذا القسم من الله بحرف نون الرامز إلى نونية الكون.. وبالقلم أداة الكتابة والصياغة من أجل حسن الخطاب وجمال الأداء في قوالب فنية متعددة،
وقد تطورت حياة الناس حتى صاروا كأنهم في قرية صغيرة بواسطة الاجهزة الالكترونية المرئية والمصورة في مواقع التواصل الاجتماعي المعرفي.
إذاً فمن العار أن نكون غرباء كأننا الوحوش الحاشرة الكاسرة
نوظف هذه المقتنيات للتندر والتنقص والسخرية بالآخر وبما يخدم الطاغوت بأشكاله.
ومعلوم أن النخبة الثقافية هي المتحررة من قيود البغي والاستبداد السياسي والاجتماعي والديني الكهنوتي.. حتى من الاستبداد الذاتي حيث لاحياة مع الاستبداد.. ولا يخضع القلم حتى تخضع السيف.وهذا الاستبداد هو مايحجب المعلومة او يزيفها أو يقلل من اهميتها.. فالكلمة رصاصة بندقية توجه تجاه الجهل والمرض والفساد..
وحين جاءت هذه الادوات قربت المسافات بين البشر جميعاً بضغطة زر وصفحة الكترونية وجوال صغير تطوف العالم وتدخل مواقع البحث تشتري من سوق قوقل ماتشاء.
ولقد تحولت المكتبة من خانة رفوف وجدران إلى خانة صفرية صغيرة من النانوثانية والكيلو بايت.. وأدنى.. تضع ماتريد وترسل ماترغب به،
فسبحان الذي علم وجل الذي صنع وألهم وياعار من ظل في هذه الحياة أصم وأعمى وأبكم.
وياعجباً من وجود أفراد مسيّرين حتى في اختياراتهم وقناعاتهم وما يؤمنون به بل وم�