الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

دموعُ المآذن بقلم بديع الزمان

.
#إشراقات_في_ميلاد_الرحمة_المهداة
     عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام..

                 (دموعُ المآذن)

         شعر: بديع الزمان السلطان
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

ثَاوٍ على الطّورِ، زادي (الشَّرحُ والعَلَقُ)
أُرَتِّقُ الدَّمْـعَ شِـعْــراً، ثُــمَّ يَنْفَتِــقُ

أَدُورُ في فَلَـكِ المعنـى بِأَخْيِلَـتي
وأَنتَقـي لُغَـةً أشْـهـى وأَسْـتَــرِقُ

هُنـاكَ حيثُ مَـجَـازاتِـي مُسـَافِـرَةٌ
وحيـثُ يُشعـِلُني التِّذكَارُ والـوَمَـقُ

وقَفـتُ في زَحمَـةِ الـزُّوّارِ مُنتَظِـرَاً
كَعَـاشِــقٍ وَلِـهٍ قـد شـَفَّــهُ الأَرَقُ

حَمَلْـتُ كُلَّ انْكِسـاراتي على كَتِفـي
وجِئْـتُ نَـحـوَكَ، والأبْـوابُ تَنـغَـلِـقُ

فمُدَّ لي يـا مَلَاذَ المُتْعَـبــيـنَ يَــدَاً
خُـذنِـي إليـكَ فـإِنَّ الأرضَ تَنـطَـبِقُ

أَغْـفَتْ عُـيـوْنُ قُـرَيـشٍ جَفنَ ليلَتِـها
وَأطْفَـأَتْ مَكَّـةُ القِنْدِيـلَ، وافْتَرَقُـوا

وباتَ فِـي بَيْـتِ عبدِ اللّـهِ كَـوْكَـبَـةٌ
مِنَ الملائـِـكِ والأنوارُ تَـنــبــثِــقُ

وَتَنْـزَويْ فـي يَمِـيـنِ الـدّارِ (آمِـنَـةٌ)
وَوَجْهُهـا مِثْـلُ وَجْـهِ الصُّبْـحِ يَـنْـفَـلِقُ

(وشَيْبَـةُ الـحَـمْدِ) قُرْبَ البابِ مُتَّكِـئٌ
على عَصَـاهُ؛ وَسَحَّتْ دَمْعَـها الحَـدَقُ

جاءَ البشـيـرُ الذي ازدَانَتْ بمَـوْلِـدِهِ
هذي الرُّبى وزها بالسُّـنـدُسِ الأُفُقُ

طِفـلٌ أطَلَّ على الـدُّنـيا وقـد ذَبُلَت
فأَينَعَـت هـذهِ الأرجــاءُ والـطُّـرُقُ

أحـيا الـوجُـودَ بأَمـرِ اللّـهِ مَـولـِدُهُ
وكـانَ مِن قبـلُ مَيـتَاً مـا بِـهِ رمَـقُ

ضَجَّتْ ديـارُ بني سَعدٍ وقـد وفَـدَتْ
بـهِ حليمـةُ خَيـرَاً، وانحـنى الـوَدَقُ

نـادى (بُحَـيْرَى) برَكْبٍ فيهِ طالِعُهُ
يا أهْلَ مكَّةَ هـذا خَيرُ مَـنْ خُلِـقُـوا

أَبٌ لـِكُـلِّ اليـَتـَامَى وَهْـوَ دُوْنَ أَبٍ
هُدَىً لِكُـلِّ الحَيَـارَى وَجهـُهُ الأَلِـقُ

إليـهِ تنـتَـسـِبُ الأخـلاقُ أجمـعُـها
عَذبُ الشّـمائِـلِ، سَهلٌ ما بِهِ نَـزَقُ

سَمـحُ اليَمِيـنِ، كَريـمٌ ما ثـَنى يَـدَهُ
بَاهِي المُحيَّا فَنِعـمَ الخَلـقُ والخُلُـقُ

إذا تـكَــلّـمَ أَصْغَــتْ حـولَـهُ أُمَــمٌ
وإنْ تبَسّمَ ضـاءَ اللّـيْـلُ والـغسَـقُ

عَيْنـاهُ مِئـذَنَـتـَـا ضَـوْءٍ وَدَمْعُـهما
حَمائِـمٌ في سَـوادِ اللّـيلِ تَنْعـتِـقُ

تضَـوَّعَـتْ بشَذَاهُ الأرضُ قاطِـبَةً
أنّى توَجَّـهَ ضـاعَ المِسْـكُ والعَـبَـقُ

ما بَـيْنَ مِنْبَـرهِ الباكـي ومَـرْقـدِهِ
ها قد وقَفْتُ وخَلْفي كُلُّ مَنْ صَدَقُوا

يا سيّدي يا رسولَ اللّهِ قد طَفِحَتْ
شُجُـونُـنا، وتلَـظَّـتْ هـذهِ الـوَرَقُ

يـا ابْـنَ الذَّبِيْحَيْنِ قلبي بعضُ قافيةٍ
بِرِيـشَـةِ الدَّمْـعِ أتْلُـوها فـأخْتَـنِـقُ

"ما كُنْتَ بِدْعَاً مِنَ الرُّسْلِ" الّذينَ خَلَوا
ولا أنـا شَاعِـرٌ بِـدْعٌ، فَكَـمْ سَـبَقوا

فَمُـنـذُ أَن قالَ (كَعـْبٌ) فِيْكَ بُـردَتَهُ
ونحـنُ نَنْسُـجُها زُلْـفى فتَـنْخَـرِقُ

ماذا نقـولُ؟! وفينا ألـفُ مُبكِـيَـةٍ
وأُمّـةٌ فـي جَحـيمِ الـذُّلِّ تحـتـَرِقُ

أَمْشي إليكَ كَفِيفَ الخَطْوِ مِن (سَبَأٍ)
تلـك الـبـلادِ التي قـد هـدَّها القَـلَقُ

مَعَيْ ارتِعـاشُ يَـدَيْ أُمّـي ودَمْعَـتُها
وقلـبُها وهـو بالأحـزانِ يَـصْطَـفِـقُ

وَبِي نَخِــيـلُ مَجَــازٍ مَدَّ لِي سَعَفَـاً
مَدَدتُّ رُوحي بِهِ ظِلَّاً لِمَـنْ عَشِـقُـوا
                                 
                               
                  ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄  
                  من مختارات:
        سلطان نعمان البركاني - اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *