الجمعة، 27 ديسمبر 2019

جريمة في المحراب

تابــع...
      (#جريمـــــة_في_المحــــراب)
             قصـــــة روائيـــــة..

       للدكتور: إسماعيل محمد النجار
                12/10/2018
                                 الحلقة: (9)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

وظل الأولاد ملازمون والدهم ووالدتهم أثناء تواجدهما في المنزل خوفاً من جدهم، وأثناء عملهما يأخذ الأولاد لمنزل والدها نعيم صديق.

وفي يوم الإثنين جلس مارش والدكتورة ومحفوظ، ليتحدثوا عن البلاد وتعز والعمل، ولاحظت الدكتورة بعض أصابع قدمي محفوظ تتحرك، لتقول: "يا عم، حاول أن تقف، رأيت أصابعك تتحرك". ليرد: "يا ريت يا ابنتي، من يحب الجلوس مقعد على الكرسي طيلة الوقت!". وقامت إليه وسألته عن مكان الضربة، ليبادر مارش ويضع يدها على مكان الإصابة، لتضغط على الفقرات، ويصرخ محفوظ ويتألم، لتقول الدكتورة: "غريب، الفقرات طبيعية".

وطلبت من مارش عمل صورة شعاعيه لفقرات العنق، واعتذر محفوظ على أساس أن الوقت لا يشفع له، والغرض من مجيئه الزيارة والاطمئنان عليهم، وعندما أخبرهم بقاءه لأخر الأسبوع تضايقت الدكتورة، معللةً خوف الأطفال، وارتباك برنامجهم اليومي.

وسمع محفوظ الأخذ والشد بين مارش والدكتورة، وزاد من انزعاج الدكتورة اتصال مارش لمصلح جوهر، ليأتي بأحد أولاده للبقاء مع والده إثناء غيابهما عن المنزل، ليرد مارش: "أن والده مقعد، وبحاجة للمساعدة أثناء حمل وحركة والده، وكذلك حمله أثناء العودة للقرية، ليزيد من تصور محفوظ السيئ عن الدكتورة.

وفي نهاية الأسبوع طلبت من مارش وبإصرار عودة محفوظ مع ابن جوهر، ليرد مارش: "لم يعد هناك وقت ليوم الجمعة لأسافر معهم، لعدم استطاعة ابن جوهر العناية بوالدي، ليسافروا يوم الجمعة ظهرا".

وعند استعدادهم للسفر اتصل مارش للمشفى، وكانت الدكتورة مناوبة، لتحضر لوداع والده، واعتذرت بحجة انشغالها بحالات إسعافية، ليرد محفوظ مقاطعا:ً "دعنا نسافر يا مارش، المرضى أحق باهتمام الدكتورة".

وسافروا على الفور، وترك محفوظ رسالة قال فيها: "كنت أتمنى أن نودعك، وأقبل الأطفال، ويبدوا أن الكبر والعجز جعلني بحكم الأموات، كنت أريد عمل أشعة للفقرات بعد أن أعطيتني الأمل، ويبدو أن فترة الزيارة طالت لشخص مقعد، وغير مرغوب فيه، أتمنى أن لا تصلي للمرحلة التي وصلت إليها، ودعائي لك أن يحفظك الله من كل مكروه، وأتمنى زيارتكم مرة أخرى وأنت راضية عني، وأنا بمقام والدك نعيم صديق".

عندما دخلت تهاني المنزل أخذت الورقة من على الطاولة في غرفة الإستقبال، ورمتها للقمامة. وعند عودة مارش للمنزل اعتذرت الدكتورة، وتأسفت لعدم تمكنها من توديع عمها، ولفت انتباهه وجود ورقه في سلة القمامة، وأخذها وقرأها، وسألها: "لماذا رميتي الورقة؟". لتقول: "يا مارش، مصيرها بعد قراءتها القمامة". ليرد: "لكنها تحمل كلام جميل ويستحق اهتمامك"، وحفظها. لتقول: "لا تبالغ يا مارش، الموضوع لا يستحق النقاش والجدل".

ليأخذ نفساً عميقاً ويسكت، ودفعت الأولاد نحوه لتخفف من انزعاجه وألمه على والده، وفهم أنها لا تطيق أهله بشكل عام، ووالده ووالدته بشكل خاص.

وبعد خمسة أشهر سافرت الدكتورة للقاهرة، لحضور مؤتمر طبي، في إثنائها ظل مارش مع الأولاد، وعادت بعد عشرين يوماً، ولاحظ مارش تغير كبير في طبيعتها وارتباكها وقلقها، ليقول مارش: "ألاحظ وجود شيء يؤرقك نفسياً وعقليا"ً. لترد بعصبية: "دعك مني واهتم بشئونك".

واخبرها سفره كعادته لقرية المحراب. لتقول: "الله معك"، وأخذت الأولاد لمنزل والدها، وبعد أن أكملت الدوام عادت لتأخذ بعض أدواتها وأدوات الأطفال، وانتظر أهلها عودتها بعد انتهاء الدوام، وتأخرت، واعتقدوا أنها انشغلت في المشفى، وعند تأخرها في المساء اتصلوا للمشفى والمنزل ليسألوا عنها، ليؤكد المشفى خروجها في الوقت المعتاد، واتصلوا بمارش وسألوه ليرد: "أنه اتصل بها مراراً ولم ترد".

وذهبوا للمنزل وكسروا مغالق الأبواب الخارجية لبوابة الحوش والفله، ودخلوا ولم يجدوها، ووجدوا كل شيء في مكانه، وليس هناك أي تغيير، واتصلوا بإدارة البحث الجنائي والمستشفيات والأقسام، وقامت إدارة البحث بالتحقيق، ولم تصل لنتيجة حول اختفائها، وشاع خبر اختفاء الدكتورة، ليصاب كثير من الأطباء بالذعر.

                                     يتبـــــع...
                ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄        
                  من مختارات:
          سلطان نعمان البركاني - اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *