قصيدة رثاء
في الفقيد : علي قايد مثنى الشماري
قُـرِنَ الفَـنَـاءُ بـِكُـلِّ مَخْلُـوْقٍ يَطَـئ
دَاٰرَ الـعُـبُـوْرِ فَـمَـن عَلِـيْـهَا يَذْهـَـبُ
لٰا شَــيءَ غَــيْــرَ اللـهِ حَــيٌّ دَاٰئِــمٌ
وَبَـحْـرُ مُـلْـكِـهِ بِالّـعَـطَـاٰ لٰا يَنْضُـبُ
بَـرَأَ الخَـلَاٰئِـقَ كِـي تَعِـيْـشَ لِحِكْمَةٍ
وَزَوَاٰلُـهُـاٰ فـي كُـلِّ حِـيْـنٍ يـَـرْقُــبُ
فَـلِـمَ الـرُكُـوْنُ وَكُــلُّ يَــوْمٍ نَـرْتَـأَيْ
فِيِهِ الحَقَاٰئِقَ مِـن وُجُوْدِهَـاٰ تُسْلٰبُ
لٰنَاٰ فـي اللَّيَاٰلي حِـيْـنَ تَمْضِي عِبْرَةٌ
وَالحَـاٰذِقُ الأرِبُ الَّـذِي يَسْتَـصْـوِبُ
يَــاٰرَبِّي جِــئْـتُـكَ أسْـتَـمـدُّ هـدايـةً
فَبِـلٰا هُـدَاٰكَ إلـى الضّـلٰاَلٰـةِ أُجْـلٰـبُ
وَاجّـعَـلْ بِدِيْـنِكَ حَـاٰلٰ قَلْبِي ثَـاٰبـِتَاً
أمَـدَ الحَـيَـاٰةِ عَـلٰا الـدُّنَـاٰ لٰا يَـنْـكُـبُ
وَكُـنِ الحَفِيْظَ لِكُـلِّ مَـنْ في قُـرْبِـهِ
نَـرْأىٰ الـسَّـعَــاٰدَةَ فَـالـبُـعَـاٰد يُـغَـرِّبُ
وَارّحَــمّ عِــبَـاٰدّا لِـلْـقُــبُــوْرٍ تَـرَحَّـلُ
لٰـهُـمُ الـمَـوَدَّةُ فـي الفـُؤاٰدِ وَمَنْصِبُ
أجْرِيْتُ حِبْرِي عَلٰا الصَحِيْفَةِ نَاٰعِيِاً
خَيْرَ الرِجَـاٰلِ وَدَمْـعَ قَلْبِي يُطَبْطَبُ
فَنَسَجْتُ مِن وَحِي الأسَىٰ شِعْرَاً بِهِ
كَاٰدَتْ صَحِيْفَتي مِن وُقُوْعِهِ تَنْحُبُ
رَجَـلٌ تَحَلَّىٰ مِـنَ الخِـصَـاٰلِ جَمِيْلَهَا
وَالنَّـاسُ مِـن عَـبَـقِ السُّلُـوْكِ تَطَيَّبُ
مَـاٰ قَــطُّ نـَــاٰلٰ الــنَّـاٰسُ مِـنْـهُ أذِيَّـةً
بَـلْ كَـاٰنُـوا مِـن أخْـلآقِــهِ يَسْتَعْذِبُ
فـي كُـلِّ حَـيٍّ عَـاٰشَ فِيْهِ تَـعِـيْـشُـهُ
ذِكْـرَىٰ حَـيَـاٰةٍ طَـيْـفُـهَـا لٰا يَـغْــرُبُ
اللَّــهَ أسْــئَـــلُ أن يَـــنـَـــاٰلٰ بـِجِـنَّـةٍ
وَبرُفْـقَـةِ الـمُــخْـتَـاٰرِ طَـهَ يَصْـحُـبُ
إنّــي لأرْثِـي وَالــمَــشـَـاٰعِــرُ هَـشَّـةً
فَخَـشِـيْتُ كُـسْـرَاً حاٰلـهُ لٰا يُـشْـعَـبُ
فَأتَـيْـتُ مِن بِيْنِ الخُـطُـوْبِ مُـعَـزِّيَاً
اُبْـدِي الـتَـجَـلُّـدَ والـوَنَـىٰ يَـتَـسَـرَّبُ
أمّـسَحْ بِـمِـنّـدِيْـلِ الـتَّـآسِـي أدْمُـعَـاً
تــسِـيْـلُ مِنْ ألَـمِ الفُـرَاٰقِ وَتَشْـجُـبُ
أخَلِـيْـلُ هَـاٰئَـنَـا ذَاٰ أتَـيْـتُ مُـوَاٰسِــيَاً
وَالـحَـاٰلُ مَـكْـلُـوْمٌ وُقَـلْـبِي مُـتْـعَـبُ
فَـإذَا الـبِـيِـاٰنُ بَــدَىٰ أسِــيْـفَـاً حَـاٰلُـهُ
وَيَـكَـاٰدُ مِـنْ حَـرِّ الـشُــعُــوْرِ يُــذَوَّبُ
فَلَكَ اعْـتَـذَاٰري فَـمَـاٰ قَـصَـدْتُ أذِيَّـةً
لَـكَ أو رَضِـيْـتُ بـِكَ الـجِـرَاٰحُ تُألَّـبُ
فَـلَـقَـد نـَضَـمْـتُـهُ كَـي اُبَــرْهـِـنَ أنَّنِي
مِـمَّـاٰ دَهَـــاٰكَ مِـــنَ الــبَـــلٰاٰ أتَـلٰـهَّــبُ
مَـا الـنَّــاٰسُ إلا للـتَّــآسِــي إن هُـمُـوا
بَـاٰتُـوا إلــىٰ شَـأنِ الــرَّزَآيَــاٰ يُـنْـسَـبُ
لـ حسين الأصهب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب