الخميس، 19 ديسمبر 2019

انا مذ رحلت من ابداعات وبقلم الشاعر الكبير الاستاذ امين العماري

أنا مذ رحلت ..!

كيف الهروبُ وأنت في أعماقي ؟
يا موطنا يشكو من الإرهاقِ !
.
.
تتكسرُ الأقلام تعجز أن تفي
بمشاعري الحيرى على أوراقي
.
.
وجعٌ توارث في فمي
ما ليلة
إلا وأجرت أدمعي أحداقي
.
.
تعبت خيول الروح أبطأ سعيها
نصب التغرب لم افز بسباقي
.
.
عشرٌ وأنتظر الصباح بلهفةٍ
في أي يوم يا ترى إشراقي ؟
.
.
عشرٌ وتشتعل المنايا في دمي
متلذذ يا موت في إزهاقي
.
.
عشرٌ وأمواج الحياة تحيط بي
من كل حدبٍ تبتغي إغراقي
.
.
عشرٌ وسهم الشوق يفتك مهجتي
من لي هنا؟ هل للهوى من راقِ
.
.
عشرٌ وتشتعل المعارك كلما
انطفأت تجد الحرب في إحراقي
.
.
عشرٌ وينقطع الكلام وفي يدي
قلمٌ تعثر مرغماً بفراقي
.
.
من أي قافيةٍ أطلُّ وليس من
أنثى تبث السحر في أشواقي
.
.
وبأي أمنيةٍ سأفرح والمنى
يا سيدي خابت كبعض رفاقي
.
.
في غربة الألم العتيق رأيتني
أبكي ، ويلحتف الشتات دهاقي
.
.
لا موطن أأوي إليه ، تعثرت
كل الخطى والقيد أرهق ساقي
.
.
سأعود ! أي مدينة تشتاقني ؟
وبكل عينٍ أرتأي إشفاقي
.
.
أنا مذ رحلتُ  كما أنا لم أبتني
داراً وما افتتحتْ هنا أسواقي
.
.
أنا مذ رحلتُ وموج بحري هائجٌ
لوحي بلا دُسِرٍ تشدُّ وثاقي
.
.
أنا مذ رحلتُ وفي فمي أنشودةٍ
مازلت أعزفها بلحنٍ راقي
.
.
عيناكِ ما عيناكِ غير مصائدٍ
مالي هنا من لحظها من واقِ
.
.
قد صرتُ فيها الآن أجمل عاشقٍ
بهما أخط قصائد العشاقِ
.
.
بهما أهيم وليس لي من أحرفٍ
تكفي لوصف محاسن الأحداقِ
.
.
يا ظبية القلب التي بوصالها
وكأنني أرقى لسبع طباقِ
.
.
ها عدت للغزل القديم ألا ترى
كم قد بكتك محاجرٌ ومآقي ؟
.
.
هي عودةٌ أظهرتها كي أحتمي
فيها من الآلام عبر سياقي
.
.
عد بي لمنفاي الذي لم ينتهي
وجعي به هو كربلاء عراقي
.
.
فتش على كل القلوب فلن ترى
وجعاً يضاهي حرقة المشتاقِ

أمين العماري
١٨ ديسمبر ٢٠١٩م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *