أنا مذ رحلت ..!
كيف الهروبُ وأنت في أعماقي ؟
يا موطنا يشكو من الإرهاقِ !
.
.
تتكسرُ الأقلام تعجز أن تفي
بمشاعري الحيرى على أوراقي
.
.
وجعٌ توارث في فمي
ما ليلة
إلا وأجرت أدمعي أحداقي
.
.
تعبت خيول الروح أبطأ سعيها
نصب التغرب لم افز بسباقي
.
.
عشرٌ وأنتظر الصباح بلهفةٍ
في أي يوم يا ترى إشراقي ؟
.
.
عشرٌ وتشتعل المنايا في دمي
متلذذ يا موت في إزهاقي
.
.
عشرٌ وأمواج الحياة تحيط بي
من كل حدبٍ تبتغي إغراقي
.
.
عشرٌ وسهم الشوق يفتك مهجتي
من لي هنا؟ هل للهوى من راقِ
.
.
عشرٌ وتشتعل المعارك كلما
انطفأت تجد الحرب في إحراقي
.
.
عشرٌ وينقطع الكلام وفي يدي
قلمٌ تعثر مرغماً بفراقي
.
.
من أي قافيةٍ أطلُّ وليس من
أنثى تبث السحر في أشواقي
.
.
وبأي أمنيةٍ سأفرح والمنى
يا سيدي خابت كبعض رفاقي
.
.
في غربة الألم العتيق رأيتني
أبكي ، ويلحتف الشتات دهاقي
.
.
لا موطن أأوي إليه ، تعثرت
كل الخطى والقيد أرهق ساقي
.
.
سأعود ! أي مدينة تشتاقني ؟
وبكل عينٍ أرتأي إشفاقي
.
.
أنا مذ رحلتُ كما أنا لم أبتني
داراً وما افتتحتْ هنا أسواقي
.
.
أنا مذ رحلتُ وموج بحري هائجٌ
لوحي بلا دُسِرٍ تشدُّ وثاقي
.
.
أنا مذ رحلتُ وفي فمي أنشودةٍ
مازلت أعزفها بلحنٍ راقي
.
.
عيناكِ ما عيناكِ غير مصائدٍ
مالي هنا من لحظها من واقِ
.
.
قد صرتُ فيها الآن أجمل عاشقٍ
بهما أخط قصائد العشاقِ
.
.
بهما أهيم وليس لي من أحرفٍ
تكفي لوصف محاسن الأحداقِ
.
.
يا ظبية القلب التي بوصالها
وكأنني أرقى لسبع طباقِ
.
.
ها عدت للغزل القديم ألا ترى
كم قد بكتك محاجرٌ ومآقي ؟
.
.
هي عودةٌ أظهرتها كي أحتمي
فيها من الآلام عبر سياقي
.
.
عد بي لمنفاي الذي لم ينتهي
وجعي به هو كربلاء عراقي
.
.
فتش على كل القلوب فلن ترى
وجعاً يضاهي حرقة المشتاقِ
أمين العماري
١٨ ديسمبر ٢٠١٩م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب