ركائز الحب وحوافز الإبداع
اذا كانت القصيدة تشبه الفسيلة الجميلة فإن القراءة سقياها ورعايتها بيد أن ثمرتها ستكون حب الناس واحترامهم واعجابهم ،
حينما ارتكز حبي للأخرين على المصداقية والعفوية المطلقة سرعان ما وجدت الطريق الى قلوبهم،
لا اعتقد أن القصيدة وحدها هي الرابط الوحيد بيننا ، فلربما كانت النظرية الصوفية التي تقول بتجاذب الأرواح وتبادل المشاعر حاضرة هنا ،
اعترف أن القصيدة الأجمل لم أقلها بعد
وغالبا مايكون الأهم هو مالم يبح به المرء،
لذلك لا اعتبر الكتابة غاية في حد ذاتها بل وسيلة لنشر واستقبال ثقافة الحب ،
ولهذا اتجنب الاستفزاز، ، اتريث رغم ثقتي بالنفس، فلا اكتب عن شيئ الا وقد حاولت الإحاطة بكثير من تفاصيله،
فإن كتبت مايخلو من فائدة ،
فرسم الإبتسامة على الوجوه غاية في حد ذاته ،
ازعم اني اعرف الطريق الى جلب أرقام قياسية من المتابعين وارى أن اجتيازه ليس بالصعب ،
رغم أن ذلك امر مشروع وجيد الا ان رغبتي في السير عليه تبدو منعدمة لأسباب لعل من غير المناسب ذكرها هنا ،
المناسب والمهم هو القول أن محبا ومعجبا واحدا قد يدفعني الى الضوء أكثر من كل الأرقام ،
صحيح أن سماع كلماتي يغنيها فنانون ومنشدون معتبرون شعور رائع ،
ولكن الأجمل ، والأروع من هذا وذاك
هو ذلك الطفل الصغير الذي لم يدخل المدرسة بعد لقد وجدته في احدى القرى يحفظ الكثير من قصائدي ،
وذلك الشيخ الكبير في السن الذي يروق له أن يسمع بعض قصائدي المغناه بشكل مستمر دون أن يشعر بالملل كما يقول لي ،
لقد بات يحفظها هو ومن بجوراه ،
هذا هو الشعور الأروع الذي يدفعني الى الأمام ،
*في ذات يوم كدت أن اكون ضحية ً لوشاية ٍمن حقير ،
لقد كان المكان بعيدا جدا عن منطقتي الجغرافية،
وحينما عجزت عن اثبات كذب وافتراء الوشاية ، سألني احدهم من اين أنت ؟ اجبته فقال :
هل تعرف الشاعر عبدالرزاق الكميم ؟
قلت نعم،
تم سألته ،
ومن اين تعرفت عليه ؟
قال : لااعرفه ولكني اسمع عنه واحفظ بعض قصائده منها التي يقول فيها .........
وبدأ يذكر بعض قصائدي
قلت هو فعلا شاعر مبدع وانسان مؤدب ،
إنه من يكلمك الآن بشحمه ولحمه ،
وحينها تغيرت المعادلة ،
لقد هدأ الروع وتباطئ النبض ، وتلطف الجو،
فتحول الاتهام الى احترام ،والتسرع الى تأني، ومن ثم كُشفت الحقائق وبهت الذي وشى،
الكثير من هذه المواقف وإن بدت في أعين الغير صغيرة الا أنها في نظري اكبر من أي مكسب واهم من أي حافز.
محبتي لكم.
-----------------------
عبدالرزاق الكميم
2021/5//8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب