تذكرة
حلت دنياك يا ابن الأرضِ طَعما
إذا نصبت لك الشهواتُ طُعما
فتجري بعد شهوتها وتعصي
إلهكَ لا تَثيرُ لذاكَ هما
يمرُ عليكَ عمرُكَ والليالي
يزيدُك عمرُكَ المأمولُ غما
على لمِّ المطامعِ صرتَ تهفو
ولم تقنع بما أحصيتَ لمَّا
كأنكَ قد ضمنتَ بها خلوداً
تعيشُ على مدى الأزمان دوما
بأي مشيئةٍ تختالُ زهواً
وأنتَ كمثلنا لحما ودما ؟!
خلقتَ من الترابِ وأنت تدري
مآلُكَ للترابِ تصيرُ حتما
فإنك لن تطولَ الشُمَ طولاً
وتخرقُ من أديمِ الأرضِ خرما
تحاشى دعوةَ المظلومِ يوماً
فإنَّ لها لدى الرحمن حُكما
تذكر قدرة المولى إذا ما
قدرتَ بأن تذيقَ الناسَ ظلما
فإن الظلمَ في الأخرى ظلامٌ
وعندَ اللهِ سوفَ تكونُ خصما
ِِ
فتب للهِ إنَّ الموتَ حقٌ
تنل رضوانَهُ كيفاً وكما
كفى بالموتِ موعظةً ووعظاً
لمن أولى عُرى الإيمانِ عزما
تذكر يومَ لا يجديكَ مالٌ
ولا ولدٌ سيدفعُ عنكَ إثما
ودمعٍ في ظلامِ الليلِ نورٌ
لترجوَ من إلهِ الكونِ رُحما
وحسبُ المرءِ في الدنيا صلاحٌ
يجسدُ شأنَهُ طيباً وحلما
يخلدُ ذكرَهُ بين البرايا
يوَّرثُ بعدهُ أثراً وعلما
فنعمَ العبدُ مَن للهِ أوفى
بطاعتِهِ وعاشَ العمرَ سِلما
ومن أمسى وأصبحَ بالمعاصي
فسوفَ يصير ذاكَ اليومِ أعمى
ِ
الأستاذ/ يحيى حزام الحايطي.
2019/12/30
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب