. { من أجل عينيك }
مُـزْنٌ مِنَ الدمعِ أمْ دمعٌ مِنَ الْمُـزُنِ
أمطرتُ صنعاءَ مدراريْ علىٰ عدنِ
خندقتُ خدِّيْ بشلَّالِ المدامعِ مُذْ
أنْ شـقَّ أُخدودَها الزلزالُ بالشجنِ
أبكيْ علىٰ وَأْدِ شعبي الحيِّ يُلْحِدُهُ
قبلَ العدوِّ الصديقُ النذلُ بالكفنِ
يـا ويـلَ أبـنائِـهِ ؛ يـا ويـحَ إخـوتِـهِ
باعوا غلاْ يوسفَ الغاليْ بلا ثمنِ
يا بلـدةَ السعدِ هلْ ضلَّـتْ سعادتُنا
عمَّنْ لـهـا أرسلوا المبعوثَ بالحَزَنِ
أمْ عزُّنا فيْ عيونِ الغربِ أقنعَهُمْ
أنْ ليسَ للعُرْبِ غيرُ الذلِّ والوَهَنِ
مـا ذنـبُـنا كيْ يظـلَّ القهرُ عاصمةً
للفرقِ بينَ اللظىٰ المسكونِ والسكنِ
لا نـارُ صنعاء تخـبوْ بالسلامِ و لا
يحـنوْ علينا برودُ الجنَّةِ العدني
يا أُمَّةَ العُرْبِ هلْ حانَ الأوانُ لكمْ
أنْ تُوقفوا الحربَ بالأريافِ والمدنِ
لا مجلسُ الأمنِ يرضىٰ بالأمانِ لنا
حلَّاً و لا يسعفُ الملهوفَ منْ مِحَنِ
كـلَّا و لا ترحمُ الجوعىٰ منظمةٌ
مهما بكىٰ واستغاثَ الطفلُ باللبنِ
حتَّىٰ المـعـلِّمُ قدْ ضاعـتْ كرامـتُهُ
يا حرَّ قلبيْ علىٰ ما حلَّ في اليمنِ
أين العقولُ التي ذاعتْ بحكمتِها
أزكىٰ قلوبٍ صَفَتْ بالرفقِ واللِّـيَنِ
إلىٰ متىٰ نتقِّيْ طولَ المخافةِ مِنْ
إيـقـادِ حـربٍ إلىٰ الإشعالِ بالفِـتَنِ
قالوا إلىٰ أنْ يخوضَ النازحونَ لُجَىٰ
بحرٍ بهِ الموجُ لا يسطوْ علىٰ السُفُنِ
مـا ظـلَّ بيتٌ رؤوسَ الساكنينَ بهِ
إلّا اسْـتَـدارتْ عـلـيهِ دورةُ الـزَّمَـنِ
أضحتْ كَأَلَّمْ تكنْ شيئاً مساجدُهُمْ
في الذِّكْرِ والعلمِ والقرآنِ والسُّـنَنِ
يا صفعةَ العمرِ إنْ فيكمْ لأُمَّتِكُمْ
خيرٌ و إلَّا أزيحوا الشرَّ عنْ وطني
مِنْ صفقةِ القرنِ كمْ خزيٌ يطاردُنا
كمْ لعنةٌ تلحقُ المفضوحَ في العلنِ
هلْ ليْ إلىٰ صخرةٍ بالقدسِ معذرةٌ
إنْ كانَ عجزيْ عَنِ التأييدِ يخذلني
ما حيلتيْ ما بوسعيْ ما الذيْ بيديْ
قدْ مسَّني الضرُّ بالإضرارِ منْ وثني
يا صخرةَ القدسِ عفواً مَجْدَ أُمَّتِنا
إِلَّمْ يَفِ النصرُ مِـنِّيْ حـقَّ مُرْتَهَنِي
لو أنَّ روحيْ علىٰ كفِّيْ لَـجُـدْتُ بها
منْ أجلِ عينيكِ هانَ الشاعرُ اليمني
يا ليتَ شعريْ أألقىٰ بالجوابِ علىٰ
سُـؤليْ شفاءً لِـسُقْمِ القلبِ والبَـدَنِ
مـتىٰ أرىٰ ظِـلَّ عودِ البنِّ فيْ بلديْ
يُعيدُ فيْ غمدِهِ سيفَ ٱبْنَ ذيْ يَزَنِ ؟
*أبو عمر الفقيه*
الأثنين
١٧ فبراير ٢٠٢٠ م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب